الكلمة تكسب قوتها عندما تدافع عن حق ومن يقرر ان هذا الموقف حق؟ الحجة ، وعندما تكون الحجة هي القران والسنة فهذا لا يقبل الجدل والنقاش بانتصار الكلمة ، ولكن من هو الطريق الى القران والسنة؟ انهم عترة رسول الله صلى الله عليه واله وتمثلوا بالامام الحسن عليه السلام ، ونعود الى مناظرته مع معاوية وعصابته ونتمعن جيدا ماذا قال معاوية وكيف اجابه الحسن عليه السلام .
فقال معاوية: أجل، إن هؤلاء بعثوا اليك وعصوني، ليقرورك ان عثمان قتل مظلوماً، وان أباك قتله، فاسمع منهم، ثم أجبهم بمثل ما يكلمونك ولا يمنعك مكاني من جوابهم.
تهرب معاوية عن سبب استدعاء الامام الحسن عليه السلام لمعرفته بان الامام ابن علي وجده رسول الله عليهم افضل السلام وستكون حجته بالغة ، لربما يسال سائل اذاً لماذا استدعاه ؟ اجيب انه يريد ان يفضح عصابته في جلسة مغلقة حتى يطلع على عارهم ويعيرهم اذا ما فكروا بالمستقبل التطاول عليه ، والتاريخ يتحدث لنا عندما ضحك معاوية على ابن العاص لما فعله يوم صفين مع الامام علي عليه السلام ورد عليه ابن العاص وهل تريد ان اذكرك ما خرج منك في صفين عندما طلبك علي بن ابي طالب للمبارزة ، فسكت وطلب من ابن العاص السكوت ،
نعود للمناظرة ، فقال الحسن (عليه السلام): سبحان الله، البيت بيتك، والاذن فيه اليك، والله لئن أجبتهم إلى ما أرادوا، إني لاستحيي لك من الفحش، ولئن كانوا غلبوك إني لاستحيي لك من الضعف، فبأيهما تقرّ؟ ومن أيّهما تعتذر؟ أما أني لو علمت بمكانهم واجتماعهم، لجئت بعدتهم من بني هاشمٍ، ومع وحدتي هم أوحش مني مع جمعهم، فإنّ الله عزّ وجلّ لوليّي اليوم وفيما بعد اليوم، فليقولوا فأسمع، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلىّ العظيم.
بدا قوله الامام بوضع معاوية بين احد امرين اما الفحش واما الضعف ، فالفحش وهي الفاحشة التي يضمرها في قلبه ضد بني هاشم ، والضعف هو نزوله عند رغبة قومه وضعفه لا يؤهله لان تكون زمام امور المسلمين بيده وضعفه امامهم يعني لديهم نقاط قوة اكثر منه او ما يعيبوه عليه.
واما تفاخرهم بتجمعهم ضد الامام الحسن عليه السلام فرد عليه السلام بانه لو علم بتجمعهم لدعوت معي بني هاشم ، ودائما التجمع له اثره الايجابي في ردع ما يفكر به الطرف الاخر من استضعافهم ، وبنو هاشم حيث ما يكونوا يكونوا محل حديث القوم لما يصدر عنهم من قول او فعل ، وبالرغم من ذلك فان الامام الحسن عليه السلام استجاب لهم من قوة ايمانه بالله عز وجل وبانه على الحق ومن يكون على الحق فالله ناصره وهذا ما يجعل الامام الحسن عليه السلام وكل المعصومين عليهم السلام يكون اس مواجهتهم لاعدائهم بالقول او الفعل هو الله عز وجل ، الم يقرا الامام الحسن عليه السلام الدعاء عند قدومه اليهم .
قد يسال سائل ان الحسن عليه السلام علم بتجمعهم عندما سال رسول معاوية من معه فاجابه فلان وفلان وفلان ، نجيب : نعم انه علم من الرسول ولكن عندما دخل عليهم في حساباتهم انه لا يعلم بهم لذا فانه سيتفاجا بتجمعهم وقد يضعف في الرد عليهم ، وكذلك اكد الامام الحسن عليه السلام على قوة بني هاشم ووقوفهم معه لانه الامام المعصوم .
وقوله عليه السلام الحوقلة ،فان لها عظيم الاثر عند من قالها وقد كثرة احاديث المعصومين عليهم السلام عن ما يترتب عنها من حيث دفع البلاء وقوة المؤمن ودفع الاشرار فلها عدة معان وحتى كانت ضمن احراز الائمة عليهم السلام مثلا الإمام زين العابدين عليه السلام كان يدعو في كُلِّ صَباحٍ ومَساءٍ ـ: بِاسمِ اللّهِ ، تَحَصَّنتُ بِالحَيِّ الَّذي لا يَموتُ ، مِن شَرِّ ما أخافُ وأحذَرُ ، ورَمَيتُ مَن يُريدُ بي سُوءا أو مَكروها مِن بَينِ يَدَيَّ بِلا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ العَليِّ العَظيمِ . وقال عنها الامام الكاظم عليه السلام: قَولُ «لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ» يَدفَعُ أنواعَ البَلاءِ
من هنا يتبين لنا قوة ايمان الامام الحسن عليه السلام من خلال اختيار الكلمة القوية والمؤثرة في مناظرته
للحديث بقية
https://telegram.me/buratha