الدكتور فاضل حسن شريف
وعن خصائص الملائكة يقول الشيخ علاء الحسون في كتابه معارف الصحيفة السجادية: "لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ" (التحريم 6). لا يملّون من الاستمرار في تنفيد جميع ما يناط بهم من واجبات، ولا يصيبهم في أداء وظائفهم الوهن والتعب الشديد والتوقّف بعد النشاط والمثابرة (لا تدخلهم سأمة من دؤوب، ولا إعياء من لغوب (أي: تعب شديد) ولا فتور). رضوان وسدنة الجنان: رضوان مَلَك متولّي رئاسة خدم الجنّة، وسدنه الجنّة هم خدمتها. وهؤلاء الملائكة هم الذين يستقبلون أهل الجنّة، ويقولون لهم "سَلاَمٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ" (الرعد 24). الزبانية: وهم ملائكة العذاب في جهنّم (الزبن هو الدفع، فكأنّ صفة الزبانية هي العنف والشدّة بلا رحمة). وهؤلاء الملائكة هم الذين إذا قيل لهم: "خُذُوهُ فَغُلُّوهُ * ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ" (الحاقة 30-31)، عاجلوه مسرعين ولم يمهلوه (الزبانية الذين إذا قيل لهم "خُذُوهُ فَغُلُّوهُ * ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ" (الحاقة 30-31)، ابتدروه سراعاً ولم ينظروه).
وعن الموت يقول الشيخ الحسون في كتابه معارف الصحيفة السجادية: كلّ نفس ذائقة الموت: قضى الله على جميع خلقه بالموت، سواء كان هؤلاء من الموحّدين أم كانوا من الكافرين، وقال تعالى: "كُلُّ نَفْس ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ" (العنكبوت 57) (سبحانك قضيت على جميع خلقك الموت، من وحّدك ومن كفر بك وكلّ ذائق الموت، وكلّ صائر إليك). وعن كراهة الموت: كراهة الموت لا تؤدّي إلى طول العمر (ولا يعمَّر في الدنيا من كره لقاءك). البشرى الإلهية للمؤمنين عند الموت: إنّ "الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ * لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ" (يونس 63-64)، تأتيهم البشرى في الدنيا قبل الآخرة بأنّهم في أمان من سخط الله تعالى وغضبه. وتتحقّق هذه البشرى بصورة مختلفة كالرؤيا الصادقة أو الإحساس القلبي أو بحيث يطمئن هؤلاء بها وتكون عندهم واضحة ويقينية. وهذا ما لا يصعب على الله، لأنّه لا يثقل عليه كثرة العطاء ولا يشق عليه الكرم الواسع، بل هو أهل الفضل والكرم والإحسان ن وإذا شاء الله تعالى شيئاً وأراد تحقٌّه فإنّه تعالى على كلّ شيء قدير (اكتب لي أماناً من سخطك، وبشّرني بذلك في العاجل دون الآجل، بشرى أعرفها، وعرفني فيه علامة اتبيّنها، إنّ ذلك لا يضيق عليك في وسعك، ولا يتكأدك في قدرتك، ولا يتصعّدك في أناتك، ولا يؤودك في جزيل هباتك التي دلّت عليها آياتك. انّك تفعل ما تشاء، وتحكم ما تريد، انّك على كلّ شيء قدير).
وعن اليأس يقول مؤلف الكتاب علاء الحسون: اليأس يدفع صاحبه إلى القنوط من رحمة الله (ولا تؤيسني من الأمل فيك فيغلب عليّ القنوط من رحمتك). ما يصوننا من اليأس: 1 - الرحمة الإلهية: قال تعالى: "يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ" (الزمر 53) (اللّهم إنّي وجدت فيما أنزلت من كتابك وبشرت به عبادك أن قلت "يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ" (الزمر 53) وقد تقدّم منّي ما قد علمت، وما أنت أعلم به منّي، فيا سوأتا على ما أحصاه عليّ كتابك. 2 - العفو الإلهي: أملنا بالعفو الإلهي هو الذي يقينا من الوقوع في حالة اليأس والقنوط (فلولا المواقف التي أؤمِّل من عفوك الذي شمل كلّ شيء لألقيت بيدي). وعن مراتب اليقين: إنّ لليقين مراتب، وينبغي علينا السعي الدائم لرفع مستوى يقيننا نحو الأفضل، والاستعانة بالله ليصحح بتوفيقه وتسديده يقيننا ويجعله أفضل اليقين (اجعل يقيني أفضل اليقين). ينبغي أن يكون يقيننا كيقين المؤمنين المتوكّلين على الله (يقين المتوكّلين عليك وتوكّل المؤمنين عليك).
https://telegram.me/buratha