الصفحة الإسلامية

تعبيرات قرآنية (لتسئلن يومئذ عن النعيم)


الدكتور فاضل حسن شريف

النعمة (بالكسر): المنة أو الفضل. النعماء أو النعيم يعني واسع النعمة. النعمة بكسر النون في الملك، وبفتحها في البدن والدين، ورأي ثاني بالكسر من المنة وهو الإفضال والعطية، وبالفتح من التنعيم وهو سعة العيش والراحة. النعمة عادة سعة وراحة محدودة ودنيوية بينما النعيم أكبر من النعمة وللآخرة "جنات النعيم". النعيم أبدي أو لفترة أطول من النعمة. لذلك يطلق على جنة الآخرة بالنعيم بينما جنة الدنيا بالنعمة. و نعيم المكان يعني أن كل شيء فيه نعمة. في تفسير قوله تعالى: "ثم لتسألن يومئذ عن النعيم" (التكاثر 8)، أن المراد بالنعيم الولاية. في القرآن الكريم وردت النعمة بالكسر في آيات كثيرة حيث العبد يشكر النعمة بينما النعمة بالفتح وردت في عدد قليل من الآيات تدل على ان العبد لا يشكر النعمة.

 

عن تفسير الميسر: قوله تعالى "ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ ﴿التكاثر 8﴾ النّعيم: الذي ألهاكمْ عنْ طاعة رَبّكمْ. لَتُسْئَلُّنُّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ: وسوف تسألون عن هذا النعيم وهو ( الأمن والصحة سؤال تفضل وإنعام، وهو الحسـاب اليسيـــر. ما هكذا ينبغي أن يلهيكم التكاثر بالأموال، لو تعلمون حق العلم لانزجرتم، ولبادرتم إلى إنقاذ أنفسكم من الهلاك. لتبصرُنَّ الجحيم، ثم لتبصرُنَّها دون ريب، ثم لتسألُنَّ يوم القيامة عن كل أنواع النعيم.

 

جاء في تفسير الميزان للسيد الطباطبائي: قوله تعالى "ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ ﴿التكاثر 8﴾ ظاهر السياق أن هذا الخطاب وكذلك الخطابات المتقدمة في السورة للناس بما أن فيهم من اشتغل بنعمة ربه عن ربه فأنساه التكاثر فيها عن ذكر الله، وما في السورة من التوبيخ والتهديد متوجه إلى عامة الناس ظاهرا واقع على طائفة خاصة منهم حقيقة وهم الذين ألهاهم التكاثر. وكذا ظاهر السياق أن المراد بالنعيم مطلقة وهو كل ما يصدق عليه أنه نعمة فالإنسان مسئول عن كل نعمة أنعم الله بها عليه. وذلك أن النعمة وهي الأمر الذي يلائم المنعم عليه ويتضمن له نوعا من الخير والنفع - إنما تكون نعمة بالنسبة إلى المنعم عليه إذا استعملها بحيث يسعد بها فينتفع وأما لو استعملها على خلاف ذلك كانت نقمة بالنسبة إليه وإن كانت نعمة بالنظر إلى نفسها. وقد خلق الله تعالى الإنسان وجعل غاية خلقته التي هي سعادته ومنتهى كماله التقرب العبودي إليه كما قال: "وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ" (الذاريات 56) وهي الولاية الإلهية لعبده، وقد هيأ الله سبحانه له كل ما يسعد وينتفع به في سلوكه نحو الغاية التي خلق لها وهي النعم فأسبغ عليه نعمه ظاهرة وباطنة. فاستعمال هذه النعم على نحو يرتضيه الله وينتهي بالإنسان إلى غايته المطلوبة هو الطريق إلى بلوغ الغاية وهو الطاعة، واستعمالها بالجمود عليها ونسيان ما وراءها غي وضلال وانقطاع عن الغاية وهو المعصية، وقد قضى سبحانه قضاء لا يرد ولا يبدل أن يرجع الإنسان إليه فيسأله عن عمله فيحاسبه ويجزيه، وعمله هو استعماله للنعم الإلهية قال تعالى: "وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى (39) وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى (40) ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الْأَوْفَى (41) وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنْتَهَى" (النجم 39-42)، فالسؤال عن عمل العبد سؤال عن النعيم كيف استعمله أ شكر النعمة أم كفر بها.

 

جاء في مستدرك سفينة البحار للشيخ علي النمازي الشاهرودي: الآيات: "يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها" يعني نعمة الولاية يوم الغدير ثم ينكرونها. وقوله في إبراهيم: "ألم تر إلى الذين بدلوا نعمت الله كفرا" يعني كفروا بولاية الأئمة. وفي التكاثر: "لتسئلن يومئذ عن النعيم" يعني عن الولاية. قوله تعالى: "لتسئلن يومئذ عن النعيم" (التكاثر 8). كلمات المفسرين في هذه الآية أنها الملاذ كلها. وقيل: الصحة والفراغ. وقيل: هو الأمن والصحة، وهو المروي عن الباقرين عليهما السلام. وقيل غير ذلك. إحتجاج مولانا الصادق عليه السلام على أبي حنيفة حين قال: هو القوت من الطعام والماء البارد، وقول الصادق عليه السلام: نحن أهل البيت النعيم الخ. الحسين بن أحمد البيهقي، عن محمد بن يحيى الصولي، عن ابن ذكوان القاسم بن إسماعيل، عن إبراهيم بن العباس الصولي قال: كنا يوما بين يدي علي بن موسى الرضا عليه السلام فقال: ليس في الدنيا نعيم حقيقي، فقال له بعض الفقهاء ممن يحضره: فيقول الله عز وجل: "ثم لتسئلن يومئذ عن النعيم" (التكاثر 8) أما هذا النعيم في الدنيا فهو الماء البارد، فقال له الرضا عليه السلام وعلا صوته: كذا فسرتموه أنتم وجعلتموه على ضروب، فقال طائفة: هو الماء البارد، وقال غيرهم: هو الطعام الطيب، وقال الآخرون: هو النوم الطيب، ولقد حدثني أبي، عن أبيه أبي عبد الله عليه السلام أن أقوالكم هذه ذكرت عنده في قول الله عز وجل: "لتسئلن يومئذ عن النعيم" (التكاثر 8) فغضب عليه السلام وقال: إن الله عز وجل لا يسأل عباده عما تفضل عليهم به، ولا يمن بذلك عليهم، والامتنان بالإنعام مستقبح من المخلوقين، فكيف يضاف إلى الخالق عز وجل ما لا يرضى المخلوق به؟ ولكن النعيم حبنا أهل البيت وموالاتنا يسأل الله عز وجل عنه بعد التوحيد والنبوة لأن العبد إذا وفى بذلك أداه إلى نعيم الجنة الذي لا يزول، ولقد حدثني بذلك أبي، عن أبيه، عن محمد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي، عن أبيه علي عليهم السلام أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا علي إن أول ما يسأل عنه العبد بعد موته شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وأنك ولي المؤمنين بما جعله الله وجعلته لك، فمن أقر بذلك وكان يعتقده صار إلى النعيم الذي لا زوال له.

 

جاء في موقع وكالة انباء براثا في الصفحة الاسلامية عن علة اكتشاف علوم القرآن من قبل غير المسلمين للكاتب ضياء ابو معارج الدراجي: نعمة الالهية هي محمد وال محمد عليهم افضل الصلاة والسلام والذي يسالنا الله عنها يوم القيامة حسب قوله تعالى: "ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ " (التكاثر 8) اي عن اتباع نعمة الله تعالى التي اتمها بكمال دينه وعلى لسان رسوله محمد صلى الله عليه واله وسلم وهي الصراط المستقیم والعروى الوثقى من ائمة هادين مهتدين من نسل فاطمة وعلي عليهم افضل الصلاة والسلام والداعين الى سبيل ربهم بالحكمة و الموعظة الحسنة على نهج جدهم رسول الامة الصادق الامين محمد رسول رب العالمين عليه وعلى اله افضل الصلاة والتسليم فلو دار لهم الامر لكشفوا للمسلمين علوم القران و اسرار الكون ودخل الناس في دين الله افواجا بلا قتل ولا قتال ولا سيف ولا دماء.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك