قسم البلاغيون الكلام الى نوعين انشاء وخبر، الانشاء هو وصف باسلوب نثري او شعري لتحريك مشاعر المستمع مثلا عندما نتحدث عن تضحية الحسين عليه السلام ومواقفه الثابتة وتضحية عياله واصحابه واثر هذه النهضة على العقول الحرة وما الى ذلك ، والخبر هو زيادة معلومة لدى المتلقي اي ان الخبر بحد ذاته هو معلومة مثلا قاتل الحسين عليه السلام جيش يزيد وكان عدد انصاره لا يتجاوز مئة بينما جيش يزيد تجاوز الالاف على احدى القراءات .
ولكن الا يوجد اخبار جديدة عن الحسين عليه السلام ؟ انا اجزم توجد ، ويكفي ان موسوعة المعارف الحسينية التي يصدرها الشيخ الكرباسي والتي لا زالت مستمرة فيها الكثير الكثير عن الحسين عليه السلام .
ومن جانب اخر الا توجد قراءات جديدة لسيرة الحسين عليه السلام ؟ انا اجزم توجد، الا توجد قراءات لدى المستشرقين او المفكرين الغربيين لنهضة الامام الحسين عليه السلام ؟ انا اجزم يوجد
طبعا احد الاسباب التي جعلت الغرب يتناولون سيرة الحسين عليه السلام هي الشعائر الحسينية لانها تلفت النظر بطقوسها وفعالياته بعيدا عن ما يثير الاشكالات فان ايام عاشوراء تجعل العقول والقلوب والجوارح مشدودة الى كربلاء والى كل من يحيي ذكرى الحسين وبالتالي يبداون بالبحث عن شخصية الحسين وليس كما يفعل البعض من اما الانتقاد او التفلسف وما الى ذلك من اراء حتى لا تصلح لان تكون انشاء .
قرات مثلا عن الناجين من المعركة ومنهم مثلا ابنا الامام الحسن عليه السلام ، لاسيما الحسن المثنى الذي اثخن بالجراح وهو يدافع عن عمه اثناء صلاته الى ان فقد الوعي وبعد انتهاء المعركة جاء اوباش يزيد لقطع رؤوس الشهداء فوصلوا اليه فوجدوه على قيد الحياة وكان اسماء بن خارجة حاضرا فطلب ان يهبوا له ابن اخته وترك امره لابن زياد ، وسمح ابن زياد ان يسلمه الى اسماء لانه كان من اعيان الكوفة ورئيس قبيلة فزارة وتم معالجة جروحه وعاش بعد ذلك وذكر بعض الاحداث لواقعة الطف باعتباره حاضرا فيها . وللعلم ايضا عمرو بن الحسن عليه السلام كان ضمن الاسرى .
اضافة لهما من الناجين كان غلام عبد الرحمن بن عبد وعقبة بن سمعان والطرماح وابن ثمامة الاسدي والضحاك بن عبد الله .
جانب اخر يستحق تسليط الضوء عليه ويستلزم الشجاعة للاعتراف بالمختلق والدخيل على نهضة الحسين عليه السلام من اختلاق قصص لا واقع لها بل حتى احاديث غير معتبرة ، على سبيل المثال لم يثبت ان الحسين عليه السلام نادى الا من ناصر ينصرني ، لم يثبت ان الامام الصادق عليه السلام قال كل يوم عاشوراء وكل ارض كربلاء ، هنالك قصص للاسف الشديد من اختلاق بعض ممن يعيش على التكسب من منبر الحسين عليه السلام لغرض الفات النظر اليه .
من يريد ان ينتقد له الحق في ذلك بشرطين ان ياتي بالدليل اولا وما هو البديل ثانيا ، والنقطة المهمة جدا من وجهة نظري القاصر هو ابعاد نهضة الحسين عليه السلام عن الفلسفة ، الثابت لدينا الحسين نهض ضد ظالم وطلب ابن زياد من الحسين كلمة لو قالها لنجا بروحه وعياله ولكنه ابى ان يعيش عيشة العبيد وان يخذل الاسلام والمسلمين وحدث ما حدث له من ماساة يوم العاشر ، هذا لا يقبل الجدل .
الان اطرح هذا السؤال ان الامام الحسين عليه السلام وصل يوم الثاني من محرم الى كربلاء بينما وصل جيش يزيد يوم السابع او الثامن ومنع الحسين من الماء السؤال هو لماذا لم يخيم الحسين عليه السلام على ضفاف النهر ؟ هل منعه الحر من ذلك ؟ ام ان الحسين عليه السلام لم يكن في حساباته انه سيقاتل ؟ هذا امر يستحق البحث .
https://telegram.me/buratha