الصفحة الإسلامية

( وقال الرسول يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا).(1) ماذا فعلت الأمم بكتبها؟


مصطفى الهادي.

في كل الديانات هجر الناس الكتب المنزلة من الله تعالى وطرحوها ورائهم ظهريا، ولو أنهم تمسكوا بها وعملوا بوصاياها (لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم).

فقال تعالى عن اليهود : (إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور).(2)

ولكنهم طرحوها وراء ظهورهم : (فعصوا وتمردوا ، وطرحوا شريعتك وراء ظهورهم ، وعملوا إهانة عظيمة).(3)

ثم قال الله تعالى عن اليهود والنصارى معا : ولو أنهم أقاموا التوراة والإنجيل ... لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم).(4)

وفي المسيحية ، أنزل الله تعالى عليهم الإنجيل (وقفّينا بعيسى ابن مريم وآتيناهُ الإنجيل).(5)

ولكنهم لم يُطيعوا الإنجيل ولم يعملوا به : (اقترب ملكوت الله، فتوبوا وآمنوا بالإنجيل .. ليس الجميعُ قد أطاعوا الإنجيل).(6)

وفي الإسلام قال تعالى (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي).(7) فختم الله تعالى القرآن بنزول آية التبليغ، ولكنهم (اتخذوه ورائهم ظهريا).( 8 ) لا بل : (اتخذوا هذا القرآن مهجورا).(9)

الغريب أن المسلمين عملوا مع كتابهم مثلما عملت الأمم بكتبها من أهمال لتعاليمه وادارة ظهورهم له . وهذا تشابه عجيب.

يقول تعالى عن اليهود: (أرسلت إليهم الأنبياء كل يوم، فلم يسمعوا لي ولم يُميلوا أذنهم. فتكلمهم بكل هذه الكلمات ولا يسمعون . بل قسوا أعناقهم لئلا يسمعوا).(10)

فنرى القرآن يقول عن المسلمين نفس الشيء : (وقال الذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه).(11)

ويقول كذلك عن اليهود : (يضعون أيديهم على أفواههم، وتصم آذانهم).(12) والقرآن يقول عن بعض المسلمين : (وضعوا أصابعهم في آذانهم). وأما في المسيحية فيقول عنهم : (غمضوا عيونهم، لئلا يبصرون ، ويسمعوا بآذانهن).(13) وهذا نجد لهُ نظير في القرآن حيث يصف بعض المسلمين : (جعلوا أصابعهم في آذانهم واستغشوا ثيابهم).(14)

أليس ذلك مصداق قوله (ص) : (لتتبعنَّ سنن من كان قبلكم شبراً بشبر وذراع بذراع حتى لو دخلوا حجر ضبّ لتبعتموه، قلنا يا رسول الله اليهود والنصارى قال: فمن؟).(15)

المصادر :

1- القرقان آية : 30.

2- المائدة آية : 44.

3- سفر نحميا 9 : 26.

4- المائدة آية : 66.

5- الحديد آية : 27.

6- إنجيل مرقس 1 : 15. رومية 10 : 16.

7- المائدة : 3. والغريب أن الكتب المقدسة الثلاث تذكر النعمة التي انزلها تعالى على الأمم فيقول (وإذا قال موسى لقومه يا قوم اذكروا نعمة الله عليكم). المائدة : 20.وقال عن عيسى وأمه : (يا عيسى ابن مريم اذكر نعمتي عليك وعلى والدتك). المائدة : 110.وقال عن المسلمين : (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممتُ عليكم نعمتي). المائدة : 3. وجميعهم كفروا بهذه النعمة.

8- هود : 92.

9- الفرقان آية : 30.

10- سفر إرميا 7 : 26.و : 17 : 23.

11- فصلت آية : 26.

12- سفر ميخا 7 : 16.

13- إنجيل متى 13 : 15.

14- سورة نوح آية : 7.

15- بحار الأنوار المجلسي ج23: 165. و : صحيح البخاري رقم الحديث: 3456. وصحيح مسلم ، رقم الحديث : 2669.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك