الصفحة الإسلامية

الغدير في القرآن الكريم من کتاب الغدير في الكتاب والسنّة والأدب للعلامة الأميني (ح 1)


الدكتور فاضل حسن شريف

جاء في کتاب الغدير في الكتاب والسنّة والأدب للعلامة الأميني: قال الله تعالى "هذا كتابنا يَنطِقُ عَلَيكُم بالحَقّ" (الجاثية 29) حديث النبأ العظيم في (غدير خمّ) حديث الدعوة الآلهيّة، حديث الولاية الكبرى، حديث إكمال الدين، وإتمام النعمة، ورضى الربّ، على مانزل به كتاب الله المبين، وتواترت به السنَّة النبويّة، وتواصلت حلقات أسانيده منذ عهد الصحابة والتابعين إلى اليوم الحاضر، وما حوله من حقايق ناصعة تتعلّق بالمتن أولإسناد، وإرحاض ماهناك من جبلة وتركاض، حتى يتجلّى للقاري الحقّ الصراح بأجلى مظاهره.

 

وعن أهمية الغدير في التاريخ يقول الشيخ عبد الحسين الأميني في كتابه: لا يستريب أي ذي مسكة في أن شرف الشيء بشرف غايته، فعليه إن أول ما تكسبه الغايات أهمية كبرى من مواضيع التاريخ هو ما اسس عليه دين، أو جرت به نحلة، واعتلت عليه دعايم مذهب، فدانت به أمم، وقامت به دول، وجرى به ذكر مع الأبد، ولذلك تجد أئمة التاريخ يتهالكون في ضبط مبادئ الأديان وتعاليمها، وتقييد ما يتبعها من دعايات، وحروب، وحكومات، وولايات التي عليها نسلت الحقب والأعوام، ومضت القرون الخالية "سنة الله في الذين خلوا ولن تجد لسنة الله تبديلا" (الأحزاب 62) وإذا أهمل المؤرخ شيئاً من ذلك فقد أوجد في صحيفته فراغا لا تسده أية مهمة، وجاء فيها بأمر خداج، بتر أوله، ولا يعلم مبدءه، وعسى أن يوجب ذلك جهلا للقارئ في مصير الأمر ومنتهاه. قوله تعالى: "اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا" (المائدة 3). في سورة المائدة وقوله فيها: "يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك" (المائدة 67) وقوله في المعارج: "سال سائل بعذاب واقع" (المعارج 1) أن المفسر وضع نصب عينيهآيات من القرآن الكريم نازلة في هذه المسألة يرى من واجبه الافاضة بما جاء في نزولها وتفسيرها، ولا يرضى لنفسه أن يكون عمله مبتورا، وسعيه مخدجا، فذكرها من أئمة التفسير الطبري المتوفى 310 في تفسيره، والثعلبي المتوفى 427 / 437 في تفسيره، والواحدي المتوفى 468 في أسباب النزول، والقرطبي المتوفى 567 في تفسيره، وأبو السعود في تفسيره، والفخر الرازي المتوفى 606 في تفسيره الكبير، وابن كثير الشامي المتوفى 774 في تفسيره، والنيشابوري المتوفى في القرن الثامن في تفسيره، وجلال الدين السيوطي في تفسيره، والخطيب الشربيني في تفسيره، والآلوسي البغدادي المتوفى 1270 في تفسيره، وغيرهم.

 

وعن حجة الوداع يقول العلامة الأميني قدس سره: أجمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم الخروج إلى الحج في سنة عشر من مهاجره، وأذن في الناس بذلك، فقدم المدينة خلق كثير يأتمون به في حجته تلك التي يقال عليها حجة الوداع. وحجة الاسلام. وحجة البلاغ. وحجة الكمال. وحجة التمام ولم يحج غيرها منذ هاجر إلى أن توفاه الله، فخرج صلى الله عليه وآله وسلّم من المدينة مغتسلا متدهنا مترجلا متجردا في ثوبين صحاريين إزار ورداء، وذلك يوم السبت لخمس ليال أو ست بقين من ذي القعدة، وأخرج معه نساءه كلهن في الهوادج، وسار معه أهل بيته، وعامة المهاجرين والأنصار، ومن شاء الله من قبائل العرب وأفناء الناس. الذي نظنه (وظن الألمعي يقين) إن الوجه في تسمية حجة الوداع بالبلاغ هو نزول قوله تعالى: "يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك" (المائدة 67)، الآية كما إن الوجه في تسميتها بالتمام والكمال هو نزول قوله سبحانه: "اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي" (المائدة 3)، الآية. فلما قضى مناسكه وانصرف راجعا إلى المدينة ومعه من كان من الجموع المذكورات ووصل إلى غدير خم من الجحفة التي تتشعب فيها طرق المدنيين والمصريين والعراقيين، وذلك يوم الخميس الثامن عشر من ذي الحجة نزل إليه جبرئيل الأمين عن الله بقوله: "يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك" (المائدة 67) الآية. ثم لم يتفرقوا حتى نزل أمين وحي الله بقوله: "اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي" (المائدة 3) الآية. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم: الله أكبر على إكمال الدين، وإتمام النعمة، ورضى الرب برسالتي، والولاية لعلي من بعدي، ثم طفق القوم يهنئون أمير المؤمنين صلوات الله عليه وممن هنأه في مقدم الصحابة: الشيخان أبو بكر وعمر كل يقول: بخ بخ لك يا بن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة. الحافظ عبيد الله بن عبد الله بن أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن حسكان أبو القاسم الحاكم النيسابوري الحنفي المعروف بابن الحداد الحسكاني، ترجمه الذهبي في تذكرته ج 3 ص 390 وقال: شيخ متقن ذو عناية تامة بعلم الحديث كان معمرا عالي الاسناد صنف وجمع، توفي بعد 490، أفرد كتابا في حديث الغدير، مر عنه ص 27 و 43 و 52 ويأتي بإسناده حديثي نزول آيتي إكمال الدين "اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي" (المائدة 3) وسأل سائل "سال سائل بعذاب واقع" (المعارج 1) في واقعة الغدير.

 

وعن المحدثين يقول العلامة الشيخ عبد الحسين الأميني في كتابه الغدير في الكتاب والسنّة والأدب: السيد مؤمن بن حسن مؤمن الشبلنجي مؤلف نور الأبصار في مناقب آل بيت النبي المختار المطبوع خمس مرات أو أكثر له في أوله ترجمته ذكر فيها مشايخه في شتى العلوم وعد بعض تآليفه، ولد سنة بضع و 1250 ولم أقف على تأريخ وفاته، يأتي عنه نزول آية سأل سائل "سال سائل بعذاب واقع" (المعارج 1) حول قضية الغدير. الشيخ محمد عبدة بن حسن خير الله المصري المتوفى 1323، مفتي الديار المصرية وعلامتها الكبير، له شهرة طايلة في العلم، وقدم راسخة في الإصلاح، والسعي وراء صالح الأمة، سجلها له التأريخ في صحائف مشاهير الشرق 1 ص 300، وتاريخ الأدب العربي ص 434 ـ 439 وغيرهما، مر الايعاز إلى حديثه ص 19 و 20 و 44، ويأتي عنه نزول آية التبليغ "يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك" (المائدة 67) في أمير المؤمنين عليه السلام حول قضية الغدير.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك