وقد تَنْطِقُ الأشياءُ وهْيَ صَوَامِتٌ /// وما كُلّ نُطْقِ المُخْبِرينَ كلامُ
وما الدّهرُ إلاّ دولةٌ ثُمّ صَوْلةٌ////// وما العَيْشُ إلا صِحّةٌ وسَقامُ
فإنْ عُدتَ فالمجرُوحُ تُؤسَى جراحُه// وإنْ لم تَعُدْ مُتْنا ونحنُ كِرامُ
فلَسْنا وإن كان البَقاءُ مُحبَبَّاً/////////// بأوّلِ مَن أخْنى عليه حِمامُ
وحُبُّ الفتى طولَ الحياةِ يُذِلّه //////////وإنْ كان فيه نَخْوَةٌ وعُرامُ
وكُلٌّ يُريدُ العَيْشَ والعيشُ حَتفُه //// ويَسْتَعْذِبُ اللذّاتِ وَهْيَ سِمامُ
بسم الله الرحمن الرحيم
{إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ}
معنى(الْفَاحِشَةُ } هي: الأمور المستقبحة في اغلب المجتمعات التي تعتمد معيار الاخلاق الاجتماعية خاصة المجتمع الشرقي المسلم .لان ظهور الفحش والكلام الفاحش له نتائج سيئة في المجتمع . لذلك الفاحش يعذب في الدنيا والاخرة بسبب ممارسته الفحش ..
ومعنى الفحش لغويا : هو كل مستقبح لا يقبل الشرفاء واصحاب المروءة ان تطلق عليه كلمة فاحش فهو محصور في الفعل الفاحش وفي القول به ولذلك {يعتبر القران فحَش القولُ يعادل فحش الفعل}. مثلا قوم لوط وما سبيب عذاب عذابهم بحيث كانت العقوبة ابادة جماعية, اسوء من القنبلة الذرية في هيروشيما .. ..؟ في البداية لا بد ان نعرف ان قوم لوط لما انتشر بينهم الفحشاء .لذلك الاسلام يعتبر الفاعل والمفعول به والمتحدث جهرا او من يقوم بنشر الفاحشة بكلام وصورة على حد سواء في الجريمة. ولعظم الجريمة في ذهاب مروءة المجتمع وشيوع التميع وفقدان العفة يكون خطر الفاحشة كبيرا . من اجل هذا وعدهم الله بالعذاب في الدنيا , يقول: {ولهم عذاب اليم في الدنيا والاخرة} جاء في ادبيات الحدود في الاسلام ان الامام اذا قام بأنزال العقوبة بالمذنب انتهى ما تعلق به من ذنب . الا اشاعة الفاحشة فانه يعذب في الدنيا والاخرة . لذلك قوم لوط تم تعذيبهم في الدنيا وسيعذبون في الاخرة . وهي الجريمة الوحيدة التي يعذب اصحابها مرتين.
[ التعريف بالحدود في الاسلام].. الحد في اللغة: هو المنع، وحدود الله: هي محارمه التي نهى عن ارتكابها وانتهاكها، قال تعالى: ﴿تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا﴾[البقرة:187].ومعنى الحد شرعًا: «عقوبة مقدرة في الشرع؛ لأجل حق الله»، [وتكون مقدرة شرعاً في معصية]؛ لتمنع الاخرين من الوقوع في مثلها في مثل الذنب الذي شرع له العقاب. والحدود شُرِعَت لتكون زجرًا للنفوس عن ارتكاب المعاصي والتعدي على حرمات الله ، لتتحقق الطمأنينة في المجتمع ويشيع الأمن بين أفراده،ــ عن عبادة بن الصامت ــ: «ومن أصاب من ذلك شيئاً فعوقب به فهو كفارته» وحديث اخر: «من أصاب حدًا أقيم عليه ذلك الحد، فهو كفارة ذنبه.» الا الثرثرة بالفاحشة ونشرها فان العقوبة تستمر على الفرد والمجتمع دنيا واخرة.
*** ما هي قصة قوم لوط {ع} وما هي جريمتهم وكيف اصبحت عادة اللواط والسحاح عند النساء ولماذا عاقبهم الله ويوم القيامة سيعتقبون حسب منطق الاية{ لهم عذاب اليم في الدنيا والاخرة}قومٌ لوط كانوا يسكنون منطقة الان تقع في الاردن تسمى{ سدوم} وهي قريةٌ في شرق غور الأردن عند البحر الميت، في البداية حين انحرفت اخلاقهم تركوا دين الله وتوجهوا نحو الماديات .. اصبح الحرام عندهم نوعا من الشطارة .. ثم عبدوا عددا من الآلهة، بعدما كانوا موحدين, وقضية تدخل الملائكة للقضاء على مدينة باهلها واطفالها ونساءها تستدعي ان ناخذ منها العبرة ولنرجع الى القران الكريم / في القران حقيقة ان جميع الانبياء دعوا قومهم الى التوحيد وذكر الله[وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ ] الا قوم لوط لم يدعوهم نبيهم لوط للعبادة لان لا قيمة لعبادة المنحرف.
لكن يبقى السؤال لماذا لم يذكر القرآن الكريم عن لوط {ع}أنه دعاهم إلى التوحيد كما فعل إخوانه من الرسل.؟ نقول: لعل السر في ذلك هو بشاعة ما كان عليه قوم لوطٍ من العصيان، ومخالفتهم للطبع والشرع، حيث ابتدعوا ذنوبًا لم يُسْبَقهم احد إليها،
**[ ما هي الاعمال التي مارسها قوم لوط غير اللواط.؟] وروي عن ابن عباس أنه قال: عشر خصال من أعمال قوم لوط : تصفيف الشعر، وحل الأزرار، ورمي البندق،وهو سلاح يرمى به نحو الصيد وقد اعتبر الفقهاء حرمة اكل الحيوان الميت بضربة البندق. والحذف بالحصى،[ معناه أن يضع الإنسان حصاة بين السبابة اليمنى والسبابة اليسرى ويدفعها بالإبهام.] واللعب بالحمام الطيارة، والصفير بالأصابع، ، وإسبال الإزار، { عن أبي عبد الله (ع) في الرجل يجر ثوبه، قال: إني لأكره أن يتشبه بالنساء}. وحل أزر الأقبية، القَبَاءُ : ثوبٌ يُلبَسُ فوق الثياب مثل القميص ويُتمنْطَقُ عليه] وإدمان شرب الخمر، وإتيان الذكور، وستزيد عليها هذه الأمة مساحقة النساء النساء ـ
لذلك هذا المجتمع من الصعوبة ان تدعوهم لعبادة الله والتمسك بالحلال والحرام .يقول الامام الباقر {ع} ساله رجل انه كيف يعرف انه يحب الله..؟ قال له: [ اذا سمعت القران انظر الى نفسك هل تحب السماع والتفكر او تدعوك نفسك للتخلص من اجواء القران ..؟ بعض الناس يشتكون من صوت الاذان , ولكن اذا اقيمت حفلة في منطقته يسكت .منهم المنتقدون للمواكب الحسينية بالاربعين ..!! كان أشدها إتيانهم الرجال، وقد أشار القرآن صراحة إلى استنكار لوط لذلك بقوله: أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ * وكانت قريتهم قد انعم الله عليها كثير من النّعم؛ ولكنّهم استعملوها في معصيته، فوصفهم الله(وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ تَعْمَلُ الْخَبَائِثَ).ــ لو سألنا القران هل كانت قرية سدوم فقط تمارس الرذيلة وبقية القرى والمدن مثل الملائكة المعصومين ..؟
يأتيك الجواب:كلا جميع مدن العالم فيها المنحرف والزاني والزانية والشريف والوضيع .ولكن قوم لوط يُجاهرون بالمعاصي واللّواط، والخمور وفتح الازرار واسبال الثياب . والتشبه بالنساء. ويَفتخرون بفعلهم، وكانوا يَرصدون الطُّرق؛ للعُثور على الرِّجال الوافدين، وبقوا على ذلك حتّى بعث الله إليهم لوط {ع} ودعاهم ترك الفاحشة بكل الوانها والتوجه إلى التّوحيد، وتركهم الفاحشة والعُدوان على حقوق الله ، ولكنّهم لم يؤمنوا واستمرّوا على معاصيهم.
من اين جاء لوط الى قرية سدوم ..؟ كان لوط -عليه السّلام- ممَّن آمن بدعوة عَمّهِ إبراهيم {ع}، وهاجر معهُ إلى الشام، ثُمّ رجع إلى سدوم، وتزوّج منهم، فأرسله الله -تعالى- إليهم، وإلى ما حولها من القُرى، فآمن معهُ ابنتاه، وكفرت به زوجته، وكانت تنقُل لقومها أخباره وما يأتي عليه من ضيوف، فهلكت مع قومها بالعذاب، فانحصر الإيمان في بيت لوط {ع} وأنجاه الله ومن آمن معه. التّعريف بدعوة لوط -: أرسل الله -تعالى- لوط –[ع] بعد بُلوغهِ سنّ الأربعين إلى قرية سدوم، ليدعوهم إلى التّوحيد، في العبادة، وبيّن لهم أنه ناصحٌ أمينٌ لهم، لِقولهِ{إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ* فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ} فقابلوه بالكذب، وهدّدوه بالطّرد والإخراج من القرية، وطلبوا من النّاس الابتعاد عنه وهجره، ولكنّه استمر في دعوتهم ونُصحهم، وبيان عظيم جُرمهم وفعلتهم، ونصحهم بالخوف من عذاب الله الذي سينزل عليهم دنيا وآخرة إن استمرُّوا على أفعالهم وكفرهم، فردُّوا عليه باستهزاء أن ياتيهم بهذا العذاب إن كان صادقاً فيما يقول، فدعا الله -تعالى- بقوله: (قَالَ رَبِّ انْصُرْنِي عَلَى الْقَوْمِ الْمُفْسِدِينَ).
فأرسل الله -تعالى- عدداً من الملائكة إلى لوط - على هيئة رِجالٍ حِسان يمشون على أرجُلِهِم، فخاف عليهم من قومه، وسارعت زوجته بإخبار القوم بأمر الرِّجال، وكانت تصفُ لهم حُسنهم وجمالهم، فجاؤوهُ مُسرعين، فعرض عليهم الزّواج من بناته بطريقةٍ شرعيّة، وذكر الله -تعالى- ذلك في القرآن الكريم،{ قالَ يَا قَوْمِ هَؤُلَاءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَلَا تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي). فأجابه قومه بِسُخرية واستهزاء أنّهم يُريدون الرّجال الذين عنده، فلجأ إلى الله -تعالى-، فطمأنته الملائكة أنّهم رُسلٌ بعثهم من الله -تعالى- لإهلاك قومه، فقال -تعالى- عن ذلك: (قَالُوا يَا لُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَنْ يَصِلُوا إِلَيْكَ فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ ثم تقول الاية [ أنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ)، فسار لوط بأهله ومن آمن معه في اللّيل، وف شدّد علماء دين، على أهمية كتمان الأسرار وحفظها وعدم إفشائها، مؤكدين أن كل سر يؤدي إفشاؤه إلى ضرر أو مفسدة، يجب كتمانه من باب حرمة الإضرار بالنفس أو الآخرين أو إيذائهم، موضحين أنه إذا كان الحفاظ على السر واجباً، فإن إفشاء السر حرام لأنه يؤدي إلى ضرر، والضرر ممنوع شرعاً بنص القرآن الكريم والأحاديث النبوية. وأشار العلماء إلى أن إفشاء السر المضر منهي عنه لما فيه من الإيذاء والتهاون بحق المعارف والأصدقاء، وهو حرام إذا كان فيه إضرار، وهو من قبيل اللؤم إن لم يكن فيه إضرار، مؤكدين أن إفشاء السر خيانة للأمانة،
** قصة السيد مهدي بحر العلوم:ــ السيد محمد مهدي بحر العلوم، (1212 هـ) وهو من مراجع تقليد الشيعة في القرنين الثاني والثالث عشر الهجري . اعلن يوما انه سيزور الحلة لوحده دون وفد علمائي. وحدد اليوم واخبر وكيله في الحلة ان يستقبله لانه يحتاجه في ارشاده الى بيت شخص مغمور. واستقبلت الحلة المرجع الفقيه .وبعد صلاة الظهرين اخبرهم ان جاء الى الحلة يريد شخص شاب صانع قصاب . وانه سيبات عنده واعتذر من جميع وجهاء الحلة .
وانطلق كبار القوم في الحلة يبحثون عن اسم ذلك الشاب . واهتدوا ان يسالوا القصابين وتوصلوا الى معرفته .احضروه الى السيد, رحب به ثم ابلغه انه يريد ان يبات الليلة عنده في بيته . ووافق الشاب رغم احراجه. ولكن تجار الحلة ارسلوا له فراش وبطانيات وطعام .ولما كان في بيته غرفة واحدة ارسل زوجته الى اهلها . واستضاف السيد في بيته .
حين انتقل السيد الى بيته وجده بيتا متواضعا جدا يظهر ان صاحبه فقير بعد ان استقر بهما المقام [ قال له السيد : ان جئت من النجف اليك لأبلغك سلام الامام المهدي المنتظر{عج} وهو الذي امرني ان ازورك لأشكرك على فعلك في الستر على الفاحشة . وسالته عن تلك الفاحشة ولم يجبني والان اريد انت تجيبني .. ما هو عملك في ستر الفاحشة بحيث الامام يرسلني اليك لاشكرك..؟ سكت الشاب طويلا وقال له نعم سترت على الفاحشة. لاننا كلنا خطائون ولكن الله يحب الستر .مولانا زوجتي تقربلي انها بنت عمي وهي جميلة جدا وابوها فقير يرسلها احيانا لرعي اغنام عندهم . ولنا ابن عم لا يخاف الله اعتدى عليها في يوم ما.
وحين خطبتها من ابيها وهو عمي, رفضت الزواج اولا ثم وافقت تحجت ضغط الاهل. وحدث ان دخلت عليها في ليلة الدخلة. وجدتها تبكي بحرقة وقالت لي فلان اسمع كلمتي انا الان سمعتي وحياتي بين يديك . وقصت قصتها كلها لي . واعترفت انها ليست بنت الان { غير بكر} واقسمت بالله وبالأمام المهدي انها كانت ضحية . وتوسلت ان ابقيها مدة ثم اطلقها حتى يعرف اناس انها مطلقة ولا تون فضيحة في بيت ابيها واخوتها وتكون قتل وعار وغيرها .ثم قالت ليكن الامام المهدي بيننا ان يبينها لك لو كان الامر بيدي . وفي كل الاحوال انت ستتخلص مني , فاما ان تجعلها فاحشة تلحقني طوال عمري , او تقبلى عهدي امامك بالمهدي .{عج}.
يقول الشاب جلست الى الصبح والدنيا تدور في راسي وهي تبكي وتتوسل ان ابقيها ايام واطلقها . وتذكرت الآية المباركة { ان الذين يحبون ان تشيع الفاحشة في الذين امنوا} وتذكرت قول رسول الله {ص} كل ابن آدم خطاء، وليس من أحدٍ إلاَّ وله خطأ لا يحب أن يَطَّلِع عليه أحد من الناس، ولذلك كان السَّتْر على الناس خلق وهدي نبوي، لما فيه من حفظ عورات الْمسلمين وسترهم، والإمساك عما يسوؤهم، فتزداد المحبة وتُحفظ الأخوة بينهم، فالمؤمن يستُر وينصَح، ولا يهتك ويفضح ..
** ومن صفات الله عز وجل أنه ستِّير، يستر الذنوب والعيوب، وفي حديث النبي{ص}:(إن الله عز وجل حَيِيٌّ سِتِّيرٌ، يحب الحياء والسِّتْر) أي: يحب السترَ لعباده المؤمنين، ستر عوراتهم، وستر ذنوبهم، فيأمرهم أن يستروا عوراتهم، وأن لا يجاهروا هم بمعاصيهم في الدنيا، وهو يسترها عليهم في الآخرة، فيلقي عَلَيهِ سِتْرَهُ فَهُو السَّتِير وَصَاحِبُ الغُفْرَانِ .
** لا شك فيه أن العاصي والمخطئ له حق على مجتمعه، يتمثل هذا الحق في نصحه بأفضل الطرق وأحسنها مع الستر عليه، والأصل فيمن رأى منكراً أو خطأً أن يقوم ـ برفق وحكمة ـ بالإنكار على فاعله ونصحه مع الستر عليه وعدم التشهير به، ومن ثم كان صلوات الله وسلامه عليه إذا رأى شيئًا يُنكره ويكرهُه من أحد، عرَّض وألمح، ولم يُصَرِّح باسم فاعله، : (كان النبي{ص} إذا بلغه ما يكرهه لم يقل: ما بال فلان يقول كذا، بل كان يقول: ما بال أقوام يصنعون أو يقولون كذا، يُكنى عنه ولا يسمى فاعله). والسيرة النبوية مليئة بالمواقف والأحاديث في أمر النبي{ص} بالستر على المخطيء وعدم فضحه والتشهير به، ومن ذلك:كان يقول :(من ستر عورة أخيه المسلم ستر الله عورته يوم القيامة، ومن كشف عورة أخيه المسلم كشف الله عورته، حتى يفضحه بها في بيته) والفضيحة في بيته أي في الحياة الدنيا: "ستر المسلم هو تغطية عيوبه وإخفاء زلاته وقبائحه)" قال: (لا يستر عبد عبداً في الدّنيا إلّا ستره الله يوم القيامة).
** في كل المجتمعات، توجد رذائل الزنا والخيانة الزوجية والشتائم والشذوذ والرشوة والقمار وشرب الخمر والمخدرات موجودة بقدر معين، لكنها مرفوضة من غالبية المجتمع، فكانت تمارس تحت السطح، وللمجتمع راي قاسي ضد من يمارسها وخوفا من المجتمع او من الله .لكن لما تسامح المجتمع بإشاعتها دون عقوبة ولا رد عليهم صارت عادية. فغزتنا العادات الهابطة من الغرب . صار ابناء المستوى الهابط يتكلمون علنا في الفضائيات بالفحش .غاية الفضائيات التي تقدم مستوى هابط ان توصل المجتمع الى التطبع مع الكلام والفعل الفحش .. غاية الاعلام الاصفر ان يتطبع المجتمع مع كل المحرمات ليصل الى مستوى{ الجندرة} التي انتجتها اوربا للقضاء على عفة النساء والرجال . وهذا لا يتم الا بمساعدة الاعلام والذين يتلقون اوامر من الغرب اذا كان الغرب لا يهتم لشرف وعفة العائلة هذا رايهم وتربيتهم لكن ليس من حقهم ان يصدروا اخلاقهم الهابطة الينا. قال رسول الله[ص] :"الحياء والإيمان في قرن واحد فإذا سُلب أحدهما أتبعه الآخر" وقال الامام علي [ع] زكاة الجمال العفاف عليك بالعفة ، فإنها نعم القرين. ورد في تراث الشيعة عددا من الروايات والاحاديث عن اهل البيت{ع} تتحدث عن الستر.. ومن تلك الروايات التي وردت عن الامام جعفر الصادق عن اباءه (ع) منها ما نقله نقلَ الميرزا النّوريّ في كتابِه مُستدركِ الوسائلِ ج 12 ص 242 عدّةَ رواياتٍ تشيرُ إلى هذا المضمونِ ،واليك بعضا منها .عَن عبدِ اللهِ بن جندبَ ، عَن الصادق(ع) قالَ : " يا بنَ جندُب ، إنَّ عيسى بنَ مريم{ع} قالَ لأصحابِه : أرأيتُم لو أنَّ أحدَكُم مرّ بأخيهِ فرأى ثوبَه قد انكشف عَن بعضِ عورتِه ، أكانَ كاشفاً عنها كلّها أم يردُّ عليها ما انكشف منها ؟ قالوا : بَل نردُّه عليه : قالَ : كلّا بل تكشفونَ (فعرفوا أنّه مثلٌ ضربَه لهُم) فقيلَ لهُ : يا روحَ اللهِ ، وكيفَ ذلكَ ؟ قالَ : الرّجلُ منكُم يطّلعُ على عورات أخيهِ فلا يسترُها " .
رواية ثانية: في قصّةِ عيسى{ع} لماَ نزلَت المائدةُ عليهم ، أمرَ بتغطيتِها ، وأن لا يأكلَ احد منها شيئاً حتّى يأذنَ لهم ، ومضى في بعضِ شأنِه ، فأكلَ منها رجلٌ منهم ، فقالَ بعضُ الحواريّينَ : يا روحَ اللهِ ، قَد أكلَ منها رجلٌ [ فساله عيسى : أكلتَ منها ، فقالَ: لا ، فقالَ الحواريّونَ : بلى يا روحَ الله ، لقَد أكلَ منها ، فقالَ {ع}: صدِّق أخاكَم وكذِّب بصرَكم .
** رواية ثالثة: عن الشيخُ المُفيد :عنِ الصّادقِ(ع) قالَ: "لو اطلع مؤمنٍ على ذنبٍ أو سيّئةٍ ، فأفشى ذلكَ عليهِ ولَم يكتُمها ولم يستغفرِ اللهَ له ، كانَ عندَ اللهِ كعاملِها ، وعليهِ وزرُ ذلكَ الذي أفشاهُ عليه ، وكانَ مغفوراً لعاملِها وعقابُه على من أفشاه. في الدّنيا مستورٌ ذلكَ عليهِ في الآخرةِ ، ثمَّ يجدُ اللهُ أكرمَ مَن أن يُثني عليه عقاباً في الآخرةِ ". لان الفاشي بأمره عاقبه في الدنيا, من خلال افشاء سره ..في كتاب لبِّ اللّبابِ : عَن أميرِ المؤمنينَ {ع}، أنّه قالَ له النّبيّ{ص}: " لو رأيتَ رجلاً على فاحشةٍ ، قالَ : أسترُه ، قالَ : إن رأيتَه ثانياً ، قالَ : أسترُه بإزاري وردائِي ، إلى ثلاثِ مرّاتٍ ، فقالَ النّبيّ{ص}: لا فتى إلّا عليّ " . وقال{ص} " استروا على إخوانِكم " .وقال{ع} " إنَّ للنّاسِ عيوباً فلا تكشِف ما غابَ عنكَ ، فإنَّ اللهَ يحلمُ عليها ، واستُر العورةَ ما استطعت ، يسترُ اللهُ عليكَ ما تُحبّ سترَه ". وقال {ع} " شرُّ النّاسِ مَن لا يغفرُ الزّلّةَ ولا يسترُ العورةَ".
احد كبار العلماء في اوربا. يقول كنت صغيرا في مرحلة الابتدائية وسرقت ممحاة من زميل . فشكى للاستاذ فامرنا ان نقف امام الحائك وندير وجوهنا وصار يفتش جيوبنا واحدا بعد الاخر. ولما دس يده في جيبي اخرج الممحاة المسروقة وظننت انه سيفضحني. ولكنه احتفظ بها وسلمها الى صاحبه دون فضيحة. ولما كبرت تخرجت ووصلت الى مرحلة البروفيسور. واصبحت رئيس اكبر جامعة في لندن . وجدته يوما فشكرته انه ستر علي والا ربما اترك المدرسة. فقال الان انت الذي اعترفت . انا لما جعلت وجوهكم نحو الجدار وفتشت جيوبكم كنت مغمض العينين كي لا ارى ولا اعرف السارق واستر عليه.
** راي اهل البيت{ع} في كشف الستر واشاعة الفاحشة: ثقافة الستر في المجتمع هي ثقافة ايجابية وثقافة كشف الستر هي ثقافة سلبية وقد مدح الاسلام الاولى ونهى عن الثانية بذلك نحافظ على المجتمع من المشاكل والانشقاقات وعلينا ان نظهر الجميل ونستر القبيح .. فقد ورد في الدعاء الشريف (يا من أظهر الجميل وستر القبيح) قال امير المؤمنين(ع) استر العورة ما استطعت يستر الله سبحانه منك ما تحب ستره **👍قال الامام الصادق(ع) ومن ستر على مؤمن عورة يخافها ستر الله عليه سبعين عورة من عوراته التي يخافها في الدنيا والاخرة ..جاء في رسالة الحقوق للامام زين العبادين(ع) في حق الجار يقول: {ولا تتبع له عورة ، فإن علمت عليه سوء سترته عليه}..
والامام زين العابدين رغم ما نزل به من قتل اباءه واهل بيته . ما تعرض لمساويء بني امية علنا ولم يخالف نص القران . ولم يشتم كما شتموا بل قال عن نفسه اعطينا ستا وفضلنا بسبع . اعطينا العلم والحلم والشجاعة والفصاحة والمحبة في قلوب المؤمنين .. وفضلنا ان منا النبي المختار ومنا الصديق ومنا الطيار ومنا اسد الله واسد رسوله ومن سبطا هذه الامة ومنا سيدة النساء ومنا مهديها ..
ولما افحم يزيد وتفرق الناس عن مجلسه خرجت تقول الى اين يا نعم الخلف . فتركني وذهب اليها ليردها فسالت نها فقيل هذه عمته زينب.
يعمه بخطبك هذي ارفعت راسي //// افحمت اهل الغدر والكلبه جاس
الك ولهلك هذه المنابر والكراسي .....................
گالـوا للسبــي هاليوم جـدمـاي // وبـلا كافل حسافه سار جدماي
درت صوب المدينه وصحت جد ماي //تغسل حسينك الظل عالوطيه
يـلايم لا تگـل الكلـب كف اه ////وكفيلي أعلى النهر مگطــوع كفـــاه
سهم عينه حسافه الشوف كفاه////شلون يشوف ضعن اخته سبيه
دواهي الطف مثلها بعــد شدها //اوسيع الراي منه الراي شدها
چفوفي الشمـر يا عباس شدها /// بحبل مچتوفه يا خويه لرقيه
حملت على الاكوار بعد خدورها .. الله ماذا تحمل الاكوار
https://telegram.me/buratha
