الصفحة الإسلامية

اشارات السيد مصطفى الخميني قدس سره عن القرآن الكريم من سورة البقرة (ح 4)


الدكتور فاضل حسن شريف

جاء في كتاب بصر الهدى للسيد مصطفى الخميني: التدبّر في الآيات: اعلم يا أخي ويا قرّة عيني: أنّ اللازم على السّالك في سبل الخيرات، والمسافر إلى الله بعين الحقيقة للتّعيّن بالأسماء والصّفات، أن يلاحظ الآيات بعين التّدبّر والتّفكّر، ويقرؤها على قلبه في نهاية الدّقّة والتّأمّل، حتّى يتوجّه إلى مقاصد الكتاب، ويهتدي بهداه. وأنّ الأخذ في تبويب المسائل العلميّة والشّروع في ترتيب البحوث الفنّيّة، ربّما يكون من الأعمال الشّيطانيّة ومن القوى النّفسانيّة، الرّاجعة إلى الدّنيا وكدورتها، وإلى الطّبيعة وباطنها، فيصير السّالك فيها والمغامر في أبحارها هالكاً وباقياً في العمى، فلا تغترّ بما في هذه الوريقات من الدّقائق العلميّة والحقائق العرفانيّة، فإنّ راقمها من القاطنين في سجون الطّبيعة المظلمة، وكاتبها من المنغمسين في الشّهوات الرّذيلة.. بل تدبّر في الكتاب الإلهيّ حتّى تصير مظهراً له ومصاحبه، وتتجلّى فيك صفاته وخصوصيّاته، حتّى تنجو من المهالك الآتية، والعقبات الّتي تنتظرك من قريبٍ وإن تظنّها - نعوذنّ بالله - بعيدةً. وتفكّر في آياته، وانظر كيف يهديك في نهاية اللّطف، وكيف يقوم بهدايتك في غاية الإعزاز والتّكريم، فيقول في صورة الأدب "يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ" (البقرة 3)، أي هم إذا استشعروا يتوجّهون إلى لزوم ذلك، من غير احتياجهم إلى الأمر، فيؤمنون بالغيب، ويهذّبون ذواتهم وفطرتهم المخمورة بالإيمان بالغيب، وبعقد القلب على تركيز الغيب في قلوبهم، ثم يقومون لترسيخ ذلك بإقامة الصّلاة والأعمال البدنيّة، وتهذيب البدن ومزاجه الطّبيعي بالصّلاة، الّتي هي الحركات المعتدلة المناسبة للمحافظة على مزاجه وعلى صحّته، فإنّ الصّلاة مرقاة أهل القلوب، وميدان أرباب الصّراع، فهي أسّ كلّ شيءٍ، إن قبلت قبل ما سواها، وإن ردّت ردّ ما سواها. ثمّ بعد الفراغ من التّهذيبين التّهذيب الرّوحانيّ القلبيّ والتّهذيب المادّيّ البدنيّ يشرع في تهذيب غيره, بإنفاق ما عنده، فإنّ رحى الاجتماع تدور عليهم، ومسؤولية عائلة البشر متوجّهة إلى هؤلاء السّالكين المهذّبين، فعليهم تنظيم الأمور بمقدار الميسور، فينفقون ما عندهم حتّى يتمكّنوا من أن يعيشوا في ظلّ ذلك الإنفاق والإعطاء. فالأمر بالإنفاق من غير نظرٍ إلى خصوصيّةٍ في كيفيّةٍ من كيفيّاته، ليس إلّا لأجل أنّ الإنفاق من كلّ شيءٍ على كلّ شخصٍ في كلّ حالٍ وزمانٍ من الأمور الحياتيّة ومن المصالح الاجتماعيّة، التي بمراعاتها تبقى الحياة الفرديّة، ويحصل التّهذيب الفردانيّ، ويتمكّن الإنسان من القيام بالعيش الوحدانيّ، فما ترى من العمومات والإطلاقات المختصّة بهذه الكريمة أي بقوله تعالى: "وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ" (البقرة 3) ليس إلّا لأجل أهمّيّة الإنفاق في أساس الاجتماع. وإنّا إذا راجعنا وجداننا نجد أنّ الزّكاة لا تختصّ بالأموال، كما تومئ إليه الأخبار والآثار، بل لكلٍ شيءٍ زكاة، فلا بدّ من صرفه وإيصاله إلى محالّه، حتى يبقى أصل الحياة وأساس التّنميات، فهذه الآية الكريمة الشّريفة تدعوك إلى رفض رذيلة البخل، وتناديك إلى الاتّصاف بصفة السّخاوة، والإعطاء في كلّ جانب من الجوانب الممكنة، فربّ عالمٍ يبخل في تعليم النّاس، وربّ سالكٍ يبخل في هداية المتّقين، وربّ تاجرٍ يبخل في إخراج حقّ الفقراء... وهكذا، غافلين عن أنّ ذلك المنع والامتناع يرجع إلى منع أنفسهم من الاستمتاعات المعنويّة، وحرمان نفوسهم من اللّذائذ المادّيّة والمعنويّة، وذاهلين عن أنّ حقيقة السّلوك والعلم هو القيام بالتّجلّي الفعليّ الإلهيّ، فإنّ في تلك الجلوة جلوة الذّات والصّفات، كما تحرّر. فعليك أيّها الإنسان الكبير أن تبذل جهدك في عدم الاقتناع بالمفاهيم والفنون، وتجتهد في أن تعبر قنطرة المجاز إلى دار الحقيقة والشّهود، وما يتيسّر ذلك إلا بأن تصير مجلىً لهذه الآية الكريمة، الجامعة لأنحاء السّعادات الدنيويّة والأخرويّة.

عن کتاب تفسير القرآن الكريم للسيد مصطفى الخميني: معنى (اسم) إن الاسم يطلق على الألفاظ الموضوعة، ويحمل عليها، ويقال: زيد اسم، والشجر اسم، والكتاب اسم، ويطلق على الذات والأعيان الخارجية، وإذا كان هي الكلمة، وكانت الكلمة تنقسم إلى الاسم والفعل والحرف، فلا محالة يطلق عليه الاسم دون الفعل والحرف، فعيسى كلمة الله واسم، وهكذا في قوله تعالى: "وعلم آدم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة" (البقرة 31)، فإن المعروض على الملائكة هي المسميات بالضرورة، فلابد وأن يستعمل الاسم في المعنى الأعم من الألفاظ الموضوعة ومن المسميات، فما هو معنى الاسم أمر جامع بين تلك الألفاظ والمسميات. فما في بعض كتب تفسير أهل العصر من أن قول بعض الباحثين في الفلسفة: إن الاسم يطلق على نفس الذات والحقيقة والوجود والعين، وهي عندهم أسماء مترادفة، ليس من اللغة في شئ، ولا هو من الفلسفة النافعة، بل من الفلسفة الضارة، وإن قال الآلوسي بعد نقله عن ابن فورك والسهيلي: (وهما ممن يعض عليه بالنواجذ). قال: بل لا ينبغي أن يذكر هذا القول إلا لأجل النهي عن إضاعة الوقت في قراءة ما بني عليه من السفسطة في إثبات قول القائلين: إن الاسم عين المسمى، وقد كتبوا لغوا كثيرا في هذه المسألة. انتهى. ناش عن قلة الباع وعدم الاطلاع، لأن الاسم يطلق باعتبارات: الأول: اعتبار كونه اسما ومرآة للمسمى، وبهذا الاعتبار لا يكون له نفسية، ولا وجود مغاير للمسمى، بل يكون وجوده دقيقة من وجوده، ونفسيته نفسية المسمى، ولذلك لا يكون الحكم في الكلام إلا على المسمى، ولا يكون النظر إلا إلى المسمى، فإن قولك: (جاء زيد) لا يكون النظر فيه ولا الحكم إلا على المسمى. والثاني: اعتبار كونه موجودا مغايرا للمسمى، منظورا إليه ومحكوما عليه، وبهذا الاعتبار يكون كالمسمى أمرا موجودا مستقلا محكوما عليه مغايرا له، وبهذا الاعتبار يعد الاسم مسمى، وله أسماء كثيرة، مثل قولك: زيد لفظ مركب من ثلاثة أحرف، واسم وكلمة وموضوع ودال، ولا يكون وقتئذ مرآة وحاكيا وفانيا، ولا دالا على شئ آخر. والثالث: على العين الخارجية والأعيان والذوات الآفاقية. وهذا الاعتبار في طول الاعتبار الأول بالقياس إلى المبدأ الأعلى، وهذا هو المراد من اتحاد الاسم والمسمى، لا أن الاسم في اعتبار واحد عين المسمى. بل الاسم بالمعنى المتبادر منه أولا هي الألفاظ بما لها من المعاني، وتلك الألفاظ أيضا من الأمور التكوينية، ومن الأعيان النفس الأمرية غير القارة، وبالمعنى المتباعد عنه الأذهان العامية ثانيا هي الوجودات والآيات، فلفظة " الاسم " موضوع للمعنى الأعم بالاشتراك المعنوي، لا اللفظي حتى يتوهم الاستخدام في قوله تعالى: "وعلم آدم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة" (البقرة 31)، بل المستعمل فيه هنا الأمر الجامع، ولكنه يراد منها في الابتداء لقرينة ضمير "كلها" الألفاظ بما لها من المعاني والأعيان العلمية، وفي الجملة الثانية طائفة أخرى من الموضوع له، لقرينة ضمير "عرضهم" الذي هو لذوات العقول والأعيان الخارجية والعينية، وسيأتي زيادة توضيح في بحث كيفية إضافة الاسم إلى كلمة "الله" إن شاء الله تعالى. عن (المعاني) و (العيون) عن الرضا عليه السلام عن "بسم الله" أي أسم على نفسي سمة من سمات الله عز وجل، وهي العبادة. قال: قلت: ما السمة؟ قال: هي العلامة. وحيث إن المحرز في علم الأصول أن علم الصرف لا يكون من العلوم الواقعية، بل هو نوع من الذوقيات النفسانية والاستحسانات المحافلية، لا يعتمد عليه في الأصول والفروع، فإن أهل البادية يستعملون، وأهل القرى يفسرون، ويتخذون المسالك والسبل بالتخيلات الباردة. فعلى هذا لا يكون الاسم مشتقا من السمو، ولا من الوسم، بل هو لغة خاصة استعملت بمعنى العلامة، كما عرفت من (أقرب الموارد) أيضا آنفا. ومما يشهد للمختار إطلاق الاسم على ما يقابل الفعل والحرف تارة، وعلى الأعم أخرى، وذلك في قوله تعالى: "علم آدم الأسماء كلها" (البقرة 31)

وعن کتاب الخلل لصلاة للسيد مصطفى الخميني: التحقيق في القبلة وأنها واحدة للقريب والبعيد وهي الكعبة ويا أخي وشقيقي، لا ينبغي الخلط بين المسائل العلمية والصناعية، اللازم اعتبارها في بعض الامور، وبين هذه المسائل البدوية العادية، مع أن أخذ الجهة قبلة ليس بمعنى أن قبلة البعيد غير قبلة القريب، بل الكعبة قبلة المسلمين كما في دعاء العديلة الصغيرة، وفي تلقين المحتضر والميت، وفي تلك الجهة، في قبال سائر الجهات المتعارفة الجغرافيائية العرفية، تكون الكعبة جزء منها، فلا تكن من الجاهلين. أفلا تنظر أن الكتاب يقول: "فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره" (البقرة 144)؟ وقد تكررت الجملة الاولى، وما ذلك إلا لكونه صلى الله عليه وآله وسلم في البعيد من مكة المكرمة، وأن في التولي شطر المسجد هو التولي شطر الحرم الشريف. ويدل عليه معتبر معاوية بن عمار، سألت أبا عبد الله عليه السلام عن الحجر، أمن البيت هو أم فيه شئ من البيت؟ قال عليه السلام: لا، ولا قلامة ظفر، ولكن إسماعيل دفن فيه امه، فكره أن يوطأ، فجعل عليه حجرا، وفيه قبور أنبياء وغيره مما هو المذكور في طواف الوسائل.

جاء في کتاب البيع للسيد مصطفى الخميني: الاستدلال على بطلان المعاطاة بعدم تحقق إنشاء المعاملة بالفعل فمنها: أن الانشاء من الاعتبارات، ولا يمكن التوسل إليه وإيجاده إلا بما هو قابل لذلك، وهو القول دون الفعل. وإن شئت قلت: ليس الفعل موضوعا للانشاء، حتى يتوسل به إليه، بخلاف هيئات الالفاظ، فإنها كما تكون موضوعة للاخبار موضوعة للانشاء أيضا. ولك أن تقول باعتبار الوضع والسنخية بين الالات ومعلولاتها. وفيه: مضافا إلى السيرة العملية أن باب الاعتبارات أوسع من ذلك، ولا خصوصية للالفاظ. نعم مجرد الامكان غير كاف. وبذلك يدفع الاشكال الثاني: هو أن إمكان الانشاء بالفعل، لا يلازم نفوذه وصحته، ووجه الدفع واضح. الاستدلال على البطلان بعدم شمول آية الوفاء والتجارة للمعاطاة ومنها: أنها لغة وعرفا ليست عقدا، بل قيل: إنها ليست بيعا فلا تشملها "أوفوا بالعقود" (المائدة 1).

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك