قضية ابراهيم[ع] ورمي الجمرات كيف اصبحت سنة . لان ابراهيم{ع} ابتلاه الله بذبح ابنه . فامتثل لأمر الله وعرض الموضوع على ولده اسماعيل, حتى لا يتفاجأ بالذبح. هو قوله:« قالَ يا بُنَيَّ إِنِّي أَرى فِي الْمَنامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ » كانت رؤيا إبراهيم ذبح ابنه فقوله: « إِنِّي أَرى » تدل على تكرر الرؤيا..!! قال تعالى : « فَانْظُرْ ما ذا تَرى » يعني اترك الامر اليك ففكر فيما تقول, لو وافقت سأذبحك فكر فيما تقول واعطي رأيك فيه ، وهذه الجملة دليل على أن إبراهيم{ع} فهم من منامه أنه أمر من قبل الله بالذبح لذا طلب من ابنه الرأي فيه وهو من باب الاختبار, لان الثبات على امر الله له اجر عظيم .
***هنا اريد ان اقف قليلا عند موقف علي بن ابي طالب{ع} وحادثة كسر ظلع الزهراء{ع}.كثير من الناس يثيرون سؤال عن حادثة كسر الضلع. قولهم لماذا لم يقم الامام بالدفاع عن زوجته وابنة عمه !؟ الحواب ان عليا {ع}من سنخ الانبياء , فلا نقيسه بقياساتنا العشائرية والعائلية, هناك عدد من الانبياء قتلوا من اجل كلمة حق. هم انبياء كرام . ولكن قتلهم لا يساوي شيئا امام بقاء دين الله. اليك بعض النصوص من القران الكريم .
***راي الصحابة والتابعين في قتل انبياء الله زكريا ويحيى ذكر الطبري وابن كثير، يقولان [الظاهر أنها مأخوذة من أهل الكتاب]، من أصحها ما روى ابن أبي شيبة في المصنف عن عروة بن الزبير قال: قتل يحيى بن زكريا بسبب امرأة بغي قالت لصاحبها لا أرضى عنك حتى تأتيني برأسه، فذهب فأتاها برأسه في طست. ذكر القران الكريم حوادث قتل الانبياء من قبل بني اسرائيل: كما في قوله تعالى:{ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ}.ثم اهل مكة الذين قتلوا عائلة عمار بن ياسر وقتلوا عددا من المسلمين يوم بدر. وقتلوا حمزة عم النبي{ص} في يوم احد ولما مكن الله نبيه منهم يوم تحرير مكة من رجسهم .. لم ينتقم بل اطلقهم دون أي عقوبة. كان بإمكانه ان يقتلهم وهو في اجواء معركة.. فكيف نطالب عليا {ع} ان يقلب الطاولة على الاسلام ويشن حربا تستمر مع الاجيال من اجل ضلع الزهراء مع عظمتها ..فرأس الامام علي وكبد الحسن وقتل الحسين عليهم السلام كلها تصب في طاعة الله لإبقاء كلمة الله هي العليا . ثم ان اسماعيل هو نبي وجد النبي محمد{ص} كيف وافق عن رحابة صدر .. لماذا لم يعترض خاصة هو غلام وحيد لامه بل: « قالَ يا أَبَتِ افْعَلْ ما تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شاءَ اللهُ مِنَ الصَّابِرِينَ » جواب واضح إظهار الرضا بالذبح : افعل ما تؤمر ولم يقل اذبحني إشارة إلى أن أباه {مأمور بأمر ليس له إلا الطاعة}.
وعلي{ع} صنو رسول الله{ص} وسليل الذبيح يحيى . هو الذي ضرب راسه في المحراب ولم يلتفت الى الجرح والدم وتجاسرهم على اغتياله . بل راح فكره الى مكان اعظم من الموقف فقال:[ فزت ورب الكعبة] هذه الاسرة التي اذهب الله عنها الرجس وطهرها تطهيرا ,نموذج حقيقي للفداء بالدم والروح والابناء . يعطون الله حتى يرضى . واختتم كلامي من لسان زينب العقيلة نطقت بكلمة لا تحتملها الجبال الرواسي وهي بين جثث القتلى ورائحة الدم .
أي امرأة انت يا زينب .. ماذا يدور في راسك حول الموقف مع الله . حين وضعتي يدك تحت الجسد المقدس وترمقين السماء بتوسل وخشوع , ان يتقبل الله منكم { الهي تقبل منا هذا القربان} .ومن تنقطع يديه بحد السيوف لا يعير اهمية لقطع يده بل يهتف انه يحامي ابدا عن دينه .. وظلع فاطمة الزهراء {ع} من تلك القرابين وسلسلة عطاء الانبياء.
https://telegram.me/buratha