الصفحة الإسلامية

كتاب الاسلام الثاني { ح3} التلازم بين التاريخ والعقيدة


كتاب الاسلام الثاني { ح3}

التلازم بين التاريخ والعقيدة

لو بحثنا عن الاسس المنطقية للعقيدة الدينية في الاديان السماوية وعند المسلمين , كيف وصلت الينا المباني الشرعية . نجدها تتجذر من رافدين هما التاريخ وما حوته الحوادث والمواقف ,والجذر الثاني في العقيدة التي ترسخت بواسطة ما نقل الينا من احاديث وتفسير للحديث الشريف والقران الكريم , هذان الرافدان يخضعان تماما لسطوة الكتاب والمؤرخين, وقد اعترف الشيعة والسنة ان ما كتب الينا في التاريخ والحديث فيه زيف وكذب وتزوير كثير . اليك مثالا على ما قلت .

 

"جاء في فهرس كتاب منتدى عقيدة أهل السنة والجماعة ص 22 حول قول الذهبي في تاريخ الإسلام: قال: أخالف شيخ الإسلام ويعني ابن تيمية في بعض الأصول و الفروع .. ذكر أبو جاد التونسي السلفي المهاجر في محاضرة قال فيها : انتهينا من مجلس سماع لمسند الحميدي رحمه الله فأختار لنا الشيخ سنن الدار قطني فاستهل بترجمة هذا الشيخ الجليل العلامة من كتاب سير أعلام النبلاء . هنا تناثرت الأسئلة وانتقلنا إلي هذا الموضوع فيه تفصيل. قال: ليس الذهبي رحمه الله في اتباعه لإبن القيم في إتباعه لشيخ الإسلام ابن تيمية كإتباع ابن كثير وابن عبد الهادي رحمهم الله .. وقال أبو صاعد المصري, نعم ليس الذهبي في اتباعه لشيخ الاسلام كابن كثير وابن عبد الهادي, هذا واضح بجلاء لمن تأمل التراجم لأن الذهبي يرى أن شيخ الاسلام قد دخل في أشياء {كان الأولى ألا يقحم نفسه فيها} وأفتى فتاوى كان أولى ألا يفتي بها و مع هذا فالذهبي عند من يبغضه هو ممن جنى عليهم شيخ الاسلام ثم يذكر ما قاله السبكي تاج الدين: يقول :واعلم أن هذه الرفقة: المزي والذهبي و البرزالي و كثيرا من أتباعهم قد أضر بهم ابن تيمية إضرارا بينا وحّملهم من عظائم الامور شيئا ليس هينا و جرهم إلى ما كان التباعد عنه أولى بهم و أوقفهم في دكاك من نار أرجو من الله أن يتجاوزها لهم ولأصحابهم .اهـ ...

 

بينما نجد عبد الرحمن الليبي يقول:لا تنسى ان اكبر نصيب من المدح و الرثاء في شيخ الاسلام كان من الذهبي رغم اتفاقي انه ظهرت تلك النصيحة المزعومة و المنسوبة الى الذهبي مع اني اجزم انها ليست من كلام الذهبي العالم الورع الزاهد الخبير في علم الرجال و الانساب نعم الذهبي مدح شيخ الاسلام, يكفينا قوله: والله ما مقلت عيناي مثله. اهـ ...

 

مع أنه في بعض المواضع غيرَ هذه النصيحة فقد أغلظ فيه القول شيئا يسيرا فيما أظن والله أعلم .هذه النصوص تستوجب ان نتعمق في اصل الصراع الذي وورثناه في عقيدتنا بين المؤرخين وهو يبين بصورة جلية وتأثير حجم الصراع السياسي على العقيدة الدينية وما انسحب منه على التشريع كله .هذا يحتم علينا مراجعة المباني الفكرية التي كرست الخلاف بين المسلمين.

 

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
آخر الاضافات
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك