د. إسماعيل النجار ||
** مختارات من ثمرات الأوراق لابن حجة الحموي من الاجوبة المُسكِتَه لهشام بن عبد الملك وطاووس اليماني، حيث ذهب هشام بن عبد الملك حاجاً إلى بيت الله الحرام فلما دخل الحرم المَكِّي أمرَ رجاله وقال :
[إئتوني برجلٍ من الصحابة]
فقيل: يا أمير المؤمنين قد تفانوا،
قال: فمن التابعين فأُتيَ بطاووس اليماني،
فلما دخل عليه خلع نعليه بحاشية بساطه،
ولم يسلم بأمير المؤمنين،
ولم يُكنِّهِ وجلس إلى جانبه بغير إذنه،
ثُمَّ قال: كيف أنت يا هشام؟
فغضب هشام بن عبدالملك منه غضباً شديداً حتى همَّ بقتله،
فقيلَ له: يا أمير المؤمنين أنتَ في حرم الإله وأمنهُ وفي حَرَم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ويجب أن لا يكون ذلك،
فسألَ طاووس :
يا طاووس ما حملك على ما صنعت؟
قال: وما صنعت؟
قال: خلعت نعليك بحاشية بساطي،
ولم تسلم بـ"يا أمير المؤمنين"، ولم تكنني، وجلست بجانبي بغير إذني، وقلت: يا هشام كيف أنت؟
فقال له طاووس: أما خلع نعالي بحاشية بساطك،
فإني أخلعها في حاشيَة بساط الرحمَن قبل الصلاة كل يوم خمس مرات ولا يعاتبني الباري ولا يغضب مني،
[ وأما قولك لم تسلم علي بإمرة المؤمنين،
فليس كل المؤمنين راضين بأمرتك، فخفت أن أكون كاذباً ومن الضالِّين،
[ وأما قولك لم تُكَنِنَني فإن الله عز وجل كَنَّىَ أنبياءه فقال: يا داود يا يحيى يا عيسى وكنى أعداءه فقال: تبت يدا أبي لهب.
وأما قولك جلست بجانبي فإني سمعت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام يقول:
إذا أردت أن تنظر إلى رجلٍ من أهل النار فأنظر إلى رجلٍ جالس وحوله قومٌ قيام. فقال له عظني يا طاووس :
فقال له طاووس : إني سمعت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب سلامُ الله عليه يقول: إن في جُهنم حيَّات وعقارب كالبغال تلدغ كل أميرٍ لا يعدُل في رعيته،
ثـم قام وخرَج،
فأرتَجَف هشام بن عبدالملك من قول طاووس ونسي ما قال بعد تناول الغداء.
♦ مع تحيات أخوكم د. إسماعيل النجار / لبنان ـ بيروت
https://telegram.me/buratha