سامي جواد كاظم ||
ايها الانسان رتب اوراق حياتك حسب اهميتها وتصنيفها ولا تخلط الاوراق، تُحمل ما لا علاقة له بالامر الاسباب، واشد ما يعاني منه الانسان هو رمي تبعيات ما يعترضه من مصائب على الدين ويحمله بما لاعلاقة له به.
هذا الانسان مجموعة من المشاعر والغرائز تتحكم بها النفس والعقل وما في عقلك لا علاقة لنا به ان كنت تلحد او تعبد، ولكن ما يصدر منك من قول او فعل يخص طرف اخر هنا توقف وفكر بما لك وما عليك.
ما يحمل الانسان من مفاهيم ومبادئ هي المؤثر الحقيقي على ما يفكر به ويعمل عليه وهذه المبادئ هي اخلاقية لا علاقة لها بالطموح الذي يعيشه الانسان فالدين يهذب لك الطريق الشرعي لتحقيق طموحك ولكن ماهية طموحك فهذا خاضع لما يترتب عنه من نتائج تخدم او تهدم المجتمع، فهنالك من يصل الى درجة عالية من العلم وهو خال من المبادئ الاخلاقية فان الذي يصل له لربما يستخدمه استخداما سيئا بحكم الفراغ الاخلاقي وهنا ياتي المغالط في المنطق ليربط التقدم والتاخر بالدين الاسلامي.
في بعض الاحيان هنالك من يقع في الارتداد العكسي لكثرة ما يقرا عن الدين فيجعل سبب حظه العاثر الدين وهنالك من ينظر الى تطور الامم فيحمل الدين سبب التخلف، وهناك من يقرا بعمق عن الله عز وجل بايمان فيصل الى مرحلة الالحاد.
منظومة الاسلام التشريعية مترابطة بعضها مع بعض بحيث ان الخلل الذي قد يتعرض له العبد في اي مرحلة تشريعية هو بسبب عدم التزامه بالتشريع الذي يرتبط به، فان صلاتك مهما كانت خاشعة وصحيحة فهي مرفوضة عندما يكون وضوءك خطا.
والامر الاخر في التاريخ عدة محطات منها الايجابية ومنها السلبية وهذه لكل الاديان والامم وهنا يتحمل وزر الخطا من اخطا وليس معتقده وهذه هي محنة الاسلام اليوم بعد استحداث مفاهيم بحجة النهوض بالانسان الا انها واقعا تفريغ الانسان من مفردات الاخلاق التي ترسخت في عقله وضميره وجعله الة او مرتع للغرائز دون قيد او شرط وعندما تتصارع النفس مع المبادئ فان الذي يساعدها الوضع الاقتصادي او العامل المادي الذي يجعل الكفة تميل للشهوات وهنا العالم تراه عرضة للحرب الاقتصادية من حيث الحصار والمجاعة وصناعة الفايروسات.
دائما الخلل في التفكير يحدث نتيجة الخلل في اسس التفكير السليم على سبيل المثال ان الحكم الشرعي في الاسلام ينقسم الى خمسة اقسام ( حلال، حرام، واجب، مستحب، مكروه) هذه بحد ذاتها والمهم فيها فقط الواجب والحرام فالواجب تركه حرام والحرام تركه واجب اما الحلال فهو حلال ان وقع وليس وجوب الوقوع مثلا الزواج المنقطع، وهنا من يتخبط ويجعل من نفسه عالما ومفكرا بانه يعلم ما لا نعلم وتنطلي افكاره الساذجة على السذج من شريحته
وعلى الجانب الاخر مغالطاتنا نحن عندما نؤلف ونبحث ونحاور عن البرزخ وماهي الاسماء التي علمها الله لادم والله القادر على كل شيء بان يقول له كن فيكون الا انه خلق السموات في ستة ايام، وماهي صفات منكر ونكير، ومن يتمزق جسده هل يتعرض لضغطة القبر ووووو، وهكذا علوم تصرف عليها الجهود والساعات ماهي النتيجة ان جهلناها وتعلمنا معادلة كيمياوية تساعدنا على صنع ادويتنا بايدينا، ومن هذا المنطلق الذي هنالك من يدعمه من اعدائنا حتى يخدر العقول وعندما تستيقظ تجدها تنفر الاسلام، بينما رجالات الاسلام الذين لهم مكانة مؤثرة في علومهم الرائعة تجدهم مستهدفين من الاعداء والعمل على تسقيطهم مع احتواء علومهم اعلاميا حتى خلقوا الياس في شبابنا وهاهي معركة غزة الاخيرة التي قلبت الموازين فهنالك من يقول دعونا في مشاكلنا وماعلاقتنا بغزة، هذا هو الذي تسعى اليه الاجندة الشيطانية.
رتب اوراقك واجعل اولها من تكون برفقتك يوم الحساب
https://telegram.me/buratha