الشيخ عبد الرضا البهادلي ||
▪️مهما كان الذي قام بهذه المبادرة من اجل ان يكون اليوم (21 مارس ) يوم للمرأة فهذه المبادرة جميلة ولا مانع منها في الرؤية الاسلامية ما دام هذا اليوم سوف يصب في تقدير جهود الام وما عانت منه في حملها وولادتها ورضاعها ثم تربيتها لابنائها .
▪️ولاجل ذلك نجد النصوص الاسلامية من الايات والروايات تنطلق في الوصية والاهتمام بالأم كقيمة عليا ولتثبت هذه الحقيقة وترسخها في نفوس الابناء لئلا يتمردوا عليها .
قال تعالى : وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا ۖ وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا ……
وقال تعالى : وَوَصَّيْنَا الإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ .
وقد صدق رسول الله صلى الله عليه واله :حين قد جاءه رجل كان في الطواف حاملا أمه يطوف بها فسأله هل أديت حقها؟ فأجابه: ” لا، ولا بزفرة واحدة “.
وجاءه رجل آخر قائلا: يا رسول الله من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال: ” أمك ” قال: ثم من؟ قال: ” أمك ” قال: ثم من؟ قال: ” أمك ” قال ثم من؟ قال: ” أبوك “
” وعن عباس بن مرداس أنه قال: يا رسول الله إني أريد الجهاد. قال: ألك أم؟ قال: نعم. قال: الزم أمك فإن الجنة عند رجل أمك “.
وشكى رجل إلى رسول الله (ص) سوء خلق أمه، فقال (ص): ” إنها لم تكن سيئة الخلق حين حملتك تسعة أشهر، وحين أرضعتك حولين، وحين سهرت لك ليلها وأظمأت نهارها. فقال الرجل: إني جازيتها وحججت بها على عاتقي فقال (ص): ما جازيتها ولا طلقة “.
▪️ولاجل ذلك يقول امامنا زين العابدين قوله عليه السلام: ” فحق أمك أن تعلم أنها حملتك حيث لا يحمل أحد أحدا وأطعمك من ثمرة قلبها ما لا يطعم أحد أحدا، وأنها وقتك بسمعها وبصرها، ويدها ورجلها، وشعرها وبشرها. وجميع جوارحها، مستبشرة فرحة، محتملة لما فيه مكروهها وألمها وثقلها وغمها، حتى دفعتها عنك يد القدرة، وأخرجتك إلى الأرض، فرضيت أن تشبع وتجوع هي، وتكسوك وتعرى، وترويك وتظمى وتظلك وتضحى، وتنعمك ببؤسها وتلذذك بالنوم بأرقها وكان بطنها لك وعاء وحجرها لك حواء وثديها لك سقاء، ونفسها لك وقاء تباشر حر الدنيا وبردها لك ودونك. فتشكرها على قدر ذلك ولا تقدر عليه إلا بعون الله وتوفيقه “.
▪️وفي هذا اليوم علينا ان نستذكر الامهات الصالحات والقدوات الخالدات في التاريخ كمريم عليها السلام والدة عيسى ، وام موسى المراة العظيمة والتي اولدت موسى ، وخديجة التي اولدت فاطمة الزهراء عليها السلام ، وفاطمة الزهراء والدة الائمة البررة ،وام البنين هذه المراة العظيمة التي اعطت ابنائها جميعا لنصرة الدين ،وزينب عليها السلام التي وقفت مع اخيها الحسين واعطت اولادها ولم تذكرهم .
▪️وكذلك يجب علينا ان نستذكر اليوم الامهات المجاهدات المضحيات اللائي استشهدن من اجل الاسلام والدين في سجون البعث الكافر ، وكذلك الامهات اللائي فقدن ابنائهن في المقابر الجماعية وفي الاعدامات وفي السجون وفي المهاجر في اصقاع الارض . تلك النساء اللائي بقين يبكين ابنائهن حتى سقوط البعث ، لأنهن لم يستلمن اجسادهم الطاهرة من المقابر الجماعية.
▪️ ونحيي في هذا اليوم كل امراة مؤمنة صالحة واعية تعمل بطاعة الله تعالى وتقوم بتربية ابنائها التربية الصالحة التي يريدها الاسلام وتنقذهم من عدم السقوط في الفتن والمهاوي والمزالق التي يريدها شياطين الجن والانس .
🙏فالف تحية لكل ام طاهرة مؤمنة صالحة قامت بطاعة ربها وربت ابنائها التربية الصالحة .
https://telegram.me/buratha