الصفحة الإسلامية

المعصومون"عليهم السلام" تعدُّد أدوار ..

1340 2021-03-19

 

مازن البعيجي ||

 

انّ المنظومة الطاهرة ذات العصمة، والتي تشكّلت من الأئمة الهداة "عليهم السلام" كانت كفيلة لسدّ  ثغرات البشرية والمجتمعات من الناحية المادية والمعنوية على  الإطلاق، فلم يبقَ شيء من حاجة  الإنسان لإسعاده على هذه البسيطة إلا وكان له قانون سماوي قد خطّته يد المعصوم ضمن منظومة من التعاليم والآداب والضوابط التي تضمن للانسان الحياة المستقرة وكلّ له دورٌ موكَلُ اليه وفق المرحلة التي يعيشها وما يحيط بها من ظروف وملابسات وحاجة على جميع الصعد، إذ ان ذلك الدور والتكليف لايتعدى الهدف المشترك بين جميع المعصومين باعتبارهم الاوصياء بعد النبيّ المصطفى "صلى الله عليه وآله" فالهدف واحد بتعدّد ادوار، وكلّ له حياة زاخرة بالعطاء والتضحيات والهداية مايضفي على واقع العصمة ثوب القناعة والانطباق من الهدف والغاية دون زيادة أو نقصان .

ومرحلة الدعاء، ذلك السلاح الروحي الذي تميّز به الدور السجّاديّ لمولانا الإمام زين العابدين "عليه السلام" بعد ان قُدِّر له أن يتسلّم مسؤولياته القيادية والروحية بعد استشهاد أبيه الحسين "عليه السلام" وكانت تلك المرحلة من أدقّ المراحل التي مرّت بها الأمة وقتئذ، وكان لابد من العمل على الصعيد العلمي ولابد من حركة تؤصّل البعد الإسلامي الروحي في الشخصية الإسلامية بعد أعقبت موجة من الحماس العسكري والعقائدي التي ارهقت الأمة تبعتها موجة رخاء وانصراف في قاع الدنيا ، فما كان من الإمام علي بن الحسين "عليه السلام" إلا ان يستقطب الجمهور الأعظم باتجاه تهذيب الروح وبناء الذات لمواجهة هذا الخطر الذي ساد المجتمع، فبدأ بعلاجه متّخذِ الدعاء اساسا لهذا العلاج، حسب اقتضاء الظروف في سياحة على قارب الأمل الذي يسبق عملية الاستئصال من الامراض الروحية المهلكة والمميتة التي تعمّ الجوانح، فكان كمن يمنح الأمل بدل اليأس والتوكل بدل القنوط ، فرمّم النفوس المنكسرة والمحبَطة بما أوتي من بلاغة فريدة وقدرة فائقة بذهنية ربانية تتفتّق عن اروع المعاني في تصوير صلة الانسان بربّه، فقد استطاع الإمام "عليه السلام"من خلال هذه المواهب ان ينشر جوّا روحيا في المجتمع يُسهِم في تثبيت الانسان عندما تعصف به المغريات وتجرّه الارض إليها لتجعله صريع زينتها وشهواتها، فقد جاءت تلك الثروة المسمّاة ب(زبور آل محمد) الصحيفة السجادية التي تعبّر عن عمل عظيم اقتضتها ضرورة المرحلة لتفرض على الإمام ذلك بمقتضى معرفته وهو حجة الله والامام المفترض الطاعة، فأثمرت بلسمًا! إضافة الى كونها تراثا ربانيّا يظلّ على مرّ الدهور مصدر عطاء ومشعل هدايةومدرسة للأخلاق والتهذيب مما يثبّت للانسانية جمعاء عدم الاستغناء عنها.

 كما قال السيد الشهيد محمد باقر الصدر "قدس سره"

( تبقى الإنسانية بحاجة ماسة الى التراث المحمدي العلوي وتزداد حاجة كلما ازداد الشيطان إغراءا للإنسان والدنيا فتنة وإغواء)

ومن هذا المنطلق، كان ومازال الدعاء سفينة فضاء تجوب بالارواح عبر كلمات هنّ دواء للعلل والنوائب، وجبرائيل الآيات التي تمنح القوة والشجاعة والقناعة واستصغار الدنيا، واستحقار الطغاة وجبروت المستكبرين وأراذل الناس.

فسلام عليك ايها الإمام الساجد، والسيد العابد وانت تمنح البشرية والباحثين عن الله تعالى طرق الوصول والوصال من خلال إرث النبوة والإمامة...

البصيرة ان لا تصبح سهماً بيد قاتل الحسين ومنه يسدده على دولة الفقيه ..مقال قادم نلتقي..دمتم)..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
آخر الاضافات
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك