الصفحة الإسلامية

الثقافة القرآنية/ ١


 

🖊️🖋️ محمد شرف الدين ||

 

·        الاهداف

كما هو واضح أن المراد من الثقافة هو " مجموعة الاعتقادات والقيم والسلوكيات التي يؤمن بها شخص ما "

والمراد من القرآن هو " الدستور الإلهي الذي أنزله الحق تعالى لهداية  البشر  وسعادتهم في الدارين الدنيا والآخرة "

وعليه يمكن لنا الحصول على معنى " الثقافة القرآنية " وهو، 

" الاعتقادات والقيم التي احتواها الدستور الإلهي وهو القرآن الكريم "

وهذه الثقافة حالها حال بقية الثقافات والحضارات التي عاشها الإنسان، من ناحية وجود هدف معين لها وكذلك منهج ،وقاعدة بشرية ، فلذا يدفعنا البحث في تحديد الهدف لهذه الثقافة المتسمة ب" القرآنية " ، فلو رجعنا إلى الآيات الكريمات في القرآن الكريم نجد  أن الهدف الذي تدور حوله ، هو " إخراج الناس من الظلمات إلى النور " ، حيث ذكره بعدة آيات،  منها:

" الر كِتابٌ أَنْزَلْناهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلى‏ صِراطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ " .

وقوله تعالى

" هُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ عَلى‏ عَبْدِهِ آياتٍ بَيِّناتٍ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ وَ إِنَّ اللَّهَ بِكُمْ لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ "

وكذلك قوله تبارك وتعالى :

" قَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْراً رَسُولاً يَتْلُوا عَلَيْكُمْ آياتِ اللَّهِ مُبَيِّناتٍ لِيُخْرِجَ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ وَ مَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَ يَعْمَلْ صالِحاً يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها أَبَداً قَدْ أَحْسَنَ اللَّهُ لَهُ رِزْقاً"

فهذا الهدف الكبير الذي تنشده وتطلبه الثقافة القرآنية، قد اختزل فيه معانٍ كثيرة ، منها وحدة النور وتعدد الظلمات ، حيث يذكر المفسرون أن في وحدة النور إشارة واضحة إلى التوحيد الإلهي الذاتي ،حيث ذكر الحق تعالى في محكم كتابه

" اللَّهُ نُورُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكاةٍ فِيها مِصْباحٌ ....."

وأما الظلمات فهي متعددة لتعدد مواردها المختلفة -فالاصنام والأهواء والطواغيت وغيرها- ،

وقد قالوا " من لم يعرف كيف ينتهي لم يعرف كيف يبتدا " ، وعليه وبتحديد  الهدف من الثقافة القرآنية  هو إخراج الناس من الظلمات إلى النور، يتيسر لنا تحديد نقطة انطلاقنا نحو النور بشق تلك الظلمات التي قد تكون ظلمات نفسية ، وأخرى ظلمات اجتماعية ، وثالتة  ظلمات مجتمعية ،....وغيرها من الظلمات .

وكذلك عبر عنه ب" التغيير الجذري " إشارة الى التغيير الذي يكون الإنسان قد انتقل من معتقدات إلى أخرى، ومن قرن وسلوكيات إلى أخرى،  وبعبارة أخرى،  انتقل الإنسان من ثقافة مصابة إلى ثقافة سليمة ومباركة وهي الثقافة القرآنية.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
آخر الاضافات
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك