▪️عبدالرضا البهادلي▪️||
▪️هذه القضية من القضايا الخطيرة التي تحدث في الأمة والمجتمع وقد ضل فيها الكثير من الناس قديما وحديثا، فالناس ونتيجة الجهل او المصالح ينظرون إلى الشخص أو المجموعة ابتداء، اي عندما كان في ابتداء أمره أو ابتداء أمرهم وتوجههم وليس استدامة وبقاء وما صاروا عليه من تغيرات وتقلبات.
▪️فمثلا ومن اجل تقريب الفكرة للذهن : لا أحد يشك في الكثير من صحابة رسول الله صلى الله عليه وآله فهم قاتلوا وجاهدوا وبذلوا واعطوا الغالي والرخيص وابلوا بلاء حسنا من أجل نصرة دين الله ولكن بعضهم بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله تغيروا واقبلوا على الدنيا وانقلبوا وتركوا ذلك الإيمان الذي تلبسوا به في عهد رسول الله صلى الله عليه وآله ، ولذلك قال الله عنهم (وما محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل افان مات أو قتل انقلبتم على اعاقبكم).
وفي الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وآله كما ثبت عند الشيعة والسنة : إني فرطكم على الحوض، من مر عليّ شرب، ومن شرب لم يظمأ أبدًا، ليَرِدَنَّ عليّ أقوام أعرفهم ويعرفوني، ثم يحال بيني وبينهم فأقول: إنهم مني او من أمتي ! فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك ، فَأَقُولُ : سُحْقًا ، سُحْقًا ، لِمَنْ غَيَّرَ بَعْدِي ) .
▪️ومن أوضح مصاديق هؤلاء الذين تغيروا بعد رسول الله صلى الله عليه وآله ( الزبير بن العوام) فهو كان من الصحابة المقربين للرسول وابن عمة النبي صلى الله عليه وآله وكان سيفا من سيوف رسول الله صلى الله، وكان من الذين ثبتوا يوم السقيفة مع علي عليه السلام ولكن من أجل الطمع بالدنيا انقلب على عقبيه وكانت خاتمته الخسارة إذ خرج على أمير المؤمنين علي عليه السلام في البصرة في معركة الجمل المشهورة ، لذلك قال أمير المؤمنين (عليه السلام) لمّا جيء له بسيف الزبير بعد مقتله: «سيف لطالما جلى الكرب عن وجه رسول الله (صلَّى الله عليه وآله). فهذه عظمة الزبير ومكانته في الإسلام قبل انحرافه وغيره الكثير على مر التاريخ، ولكن كانت عاقبتهم الخسارة .
▪️ما أريد قوله : اننا يجب بل ضرورة أن لا ننظر فقط إلى ماضي الإنسان لنحدد الموقف، فقد يكون ماضية كماضي الزبير بن العوام، أو ماضي من ذكره الله في كتابه الكريم( بلعم بن باعورة) وكان من العلماء والذي قال الله عنه ( وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ).
بل يجب أن ننظر إلى استدامة هذا الشخص أو الجماعة في طريق الإيمان فهل استمر أو استمروا في طريق الإيمان والصلاح والتقوى ام انحرف عن طريق الإيمان وغرتهم الدنيا بغرورها ....
▪️وهذا ينطبق في عصرنا الحديث اليوم، على انا المتحدث والكاتب لهذه الكلمات ، وعلى المجتهد العالم ، وعلى أبناء العلماء، واحفادهم، وعلى المؤمنين والمجاهدين، فهل استمروا على النهج القويم الذي مشوا عليه ابتداء ام تغيروا وغرتهم الحياة الدنيا فانحرفوا عن طريق الإيمان ...
▪️لذلك يجب علينا أن ندرك أن هذه الحياة الدنيا فتنة وابتلاء وليس خلقنا الله تعالى لنبقى على نمط واحد من الحياة، فالله يبلو الإنسان بالخير والشر فتنة إلى آخر يوم في حياته ...
▪️ويجب أن يكون حالنا جميعا دائما كحال امامنا الصادق عليه السلام عندما دخل عليه ابن أبي يعفور ورأى الإمام يقول وهو رافع يده إلى السماء: رب لا تكلني إلى نفسي طرفة عين أبدا لا أقل من ذلك، ولا أكثر، قال: فما كان بأسرع من أن تحدر الدموع من جوانب لحيته ثم أقبل علي فقال: يا ابن أبي يعفور إن يونس بن متى وكله الله عز وجل إلى نفسه أقل من طرفة عين، فأحدث ذلك الذنب، قلت: فبلغ به كفرا؟ أصلحك الله قال: لا، ولكن الموت على تلك الحال هلاك....
اللهم عجل لوليك الفرج والنصر بحق محمد وال محمد....
https://telegram.me/buratha