الصفحة الإسلامية

"أحْسنَ القَصَص" قصة نجاح يوسف..!

2068 2020-12-16

 

متابعة ـ عمار الجادر ||

 

 هو يوسف بن يعقوب بن اسحاق بن ابراهيم الخليل (عليهم السلام ) ماتت أمه راحيل وهو ما زال طفلاً صغيراً.

وصبا في فلسطين، ونقل كبضاعه مزجاه،وعاش ومات في مصر.

سورة يوسف نزلت في سنة 10 من الرسالة، عام الحزن. هي السورة الوحيدة في القرآن الكريم، التي تقص قصة كاملة بكل لقطاتها. لذلك قال الله تعالى "أحْسنَ القَصَص". فهي تبدأ بحلم،  وتنتهي بتفسير هذا الحلم.

ومن العجيب أن قميص يوسف استُخدم كأداة براءة لإخوته، فدل على خيانتهم. ثم استُخدم كأداة براءة  بعد ذلك ليوسف نفسه مع إمرأة العزيز، فبرَّأه. ثم استخدم للبشارة، فأعاد الله تعالى به

بصر والده يعقوب.  نلاحظ أن معاني القصة متجسِّدة، وكأنك تراها بالصوت والصورة. وهي من أجمل القصص التي  يمكن أن تقرأهاومن أبدع ما تتأثر به. لكنها لم تجيء في القرآن الكريم

لمجرد رواية القصص. فكان هدفها جاء في آخر سطر من السورة وهو:إنَّهُ مَن يتَّقِ ويَصبر، فإنَّ اللهَ لا يُضيعُ أجرَ المُحسِنين.

فمحور القصة الأساسي هو:

- ثق في تدبير الله.

- اصبر.

- لا تيأَس.

الملاحظ أن السورة تمشي بوتيرة عجيبة،مفادها أن الشيء الجميل، قد تكون نهايته سيئة، وأن الشئ السئ قد تكون نهايته جميله. يا سبحان الله!

فيوسف أبوه يحبه، وهو شيء جميل، فتكون نتيجة هذا الحب أن يُلقى في غيابات الجب،

شيء فظيع. وشئ فظيع أن يكون يوسف خادم صغير في بيت عزيز مصر، فتكون نتيجته أن يُكرَم في بيت العزيز!شيء رائع. ومن بعد هذة الروعة تكون نهايته أن يدخل يوسف السجن!

ثم أن دخول السجن شيءٌ بَشِع، فتكون نتيجته أن يصبح يوسف عزيز مصر!

الهدف من ذلك: أن تنتبه أيها المؤمن، إلى أن تسيير الكون شيءٌ فوق مستوى إدراكك، فلا تشغل نفسك به ودعه لخالقه يسيِّره كما يشاء، وفق عِلمه وحِكمته. فإذا رأيت أحداثاً تُصيبُ بالإحباط ولم تفهم الحكمة منها، فلا تيأس ولا تتذمَّر، بل ثِق في تدبير الله، فهو مالك هذا المُلك

وهو خير مُدبِّر للأمور.

كما يفيد ذلك: أن الإنسان لا يجب أن يفرح بشىء قد يكون ظاهره رحمة لكنه يحمل في طياته

العذاب أو العكس.

 يوسف الإنسان الذي واجه حياة شديدة الصعوبة منذ طفولته ولكنه نجح. ليقول لنا: إن يوسف لم يأتِ بمعجزات، بل كان إنساناً عاديَّاً ولكنه اتَّقى الله فنجح!

ي أكثر السور التي تحدَّثت عن اليأس. قال الله تعالى: *فلمَّا استَيأسوا منهُ خَلَصوا نَجِيَّا (الآية ٨٠).*ولا تيأسوا مِن رَوحِ الله إنَّهُ لا ييأسُ مِن رَوحِ الله إلا القومُ الكافِرون (الآية ٨٧).*حتى إذا استيأس الرسلُ وظَنُّوا أنَّهُم قد كُذِبوا جاءَهُم نَصرُنا (الآية ١١٠).

-وكأنها تقول لك أيُّها المؤمن:

• إن اللهَ قادر على كل شئ فلِمَ اليأس؟ إن يوسف رغم كل ظروفه الصعبة،  لم ييأس ولم يفقد الرجاء.

فهي قصة نجاح في الدنيا والآخرة.

- في الدنيا: حين استطاع بفضل الله ثم بحكمته في التعامل مع الملِك، أن يُصبح عزيز مصر.

- وفي الآخرة: حين تصدَّى لامرأة العزيز ورفض الفاحشة ونجح.

لقد نزلت هذه السورة في عام الحزن على رسول الله، صلى الله عليه وآله و سلم، في أشد أوقات الضيق بوفاة زوجته السيدة خديجةوعمه أبو طالب.

تولى الله أمر يوسف، فأحوج القافلة في الصحراء للماء، ليخرجه من غيابات الجب.  ثم أحوج عزيز مصر للأولاد ليتبناه! ثم أحوج الملك لتفسير الرؤيا، ليخرجه من السجن. ثم أحوج مصر كلها للطعام، ليصبح عزيز مصر.

إذا تولى الله أمرك، هيأ لك كل أسباب السعادة وأنت لا تشعر.فقط قل بصدق:"وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ"فقط فوّض أمرك لله فى كل شيء..في همك،في صحتك،في أولادك،في احتياجاتك المالية.

واتق الله، و تأكد أن الله معك

طالما أنت موفي الله حقه.والحمد لله رب العالمين

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
آخر الاضافات
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك