السيد محمد الطالقاني ||
عاصر الإمام الحسن العسكري عليه السلام خلال فترة إمامته القصيرة البالغة ست سنوات, ثلاثة من الخلفاء العباسيين الذين تميزت حكوماتهم بالاضطرابات السياسية, والاقتصادية, والاجتماعية, ولم يحاول أي من اولئك الطغاة أن يحسن السيرة مع الإمام عليه السلام, فقد عاش الامام العسكري عليه السلام في ظل تلك الحكومات المتعاقبة مابين تهديد بالنفي, والابعاد, والقتل, الامر الذي جعل الامام عليه السلام يمارس نشاطه في غاية الكتمان والسرية والتقية.
وقد حرص الامام الحسن العسكري عليه السلام خلال فترة إمامته أن يتجنب الاحتكاك بالسلطة الحاكمة , أو أعوانها قدر الإمكان، فكان يوصي مواليه ان لا يعرفوا بأنفسهم، أو انتمائهم إلى خدمته، واتبع أسلوب الكتمان معهم إلى أقصى حد في مراسلاته إلى بعض أعوانه، فكان يكتم أمر الرسائل حتى عمّن يحملها,وربما كان هذا الحذر هو خوف أن ينتهي إلى السلطة أنباء هذه الأمه فتكون مدعاة لإيصال الأذى إليها خصوصا وانه يمهد الى دولة العدل الالهي .
وقد برزت في عصر امامة العسكري عليه السلام البدع والافكار المنحرفة, فكان عليه السلام يلاحق التطوّر الثقافي في مواجهة الفكر الإسلاميّ, ويلاحق الَّذين يعملون على هدم الأسس العقيديّة والثقافيّة للإسلام, فكان يتابع بدقّة ما يجري في السّاحة الفكريّة ، ويناقش الأفكار المنحرفة الّتي تطرح هنا وهناك،والتي كانت تقودها مجاميع يتلبسون ويتمترسون وراء عناوين اسلامية, ويصفون انفسهم بانهم دعاة لفكر الاسلام, لكنهم بالنتيجة ضعضعوا افكار الناس, وزعزعوا ثقة الناس بالاسلام, وكانت من وراء الكواليس يقوم الحكام الطغاة بتمويلهم بالمال ودعمهم في كل المجالات, من اجل ايقاف فكر اهل البيت عليهم السلام الخصب الذي كان ينشر بسرعة, وكان عليه السلام يواجهها بالحجَّة وبالأسلوب العلميّ.
لكن الامام العسكري عليه السلام رغم كل محاولات الحكام الطغاة من التضييق والمراقبة والتهديد , كان يمارس دوره القيادي في التصدي للطغاة والفراعنة, وأئمة الزيف والتزوير والانحراف الذين يعبثون بعقائد الناس، والعمل على ابقاء الرسالة المحمدية قائمة ما بقي الدهر, وإعداد الأمة الاسلامية لعصر الغيبة والظهور, ذلك العصر الذي بشرت به جميع الأديان السماوية وتحدث عنه جميع أنبياء ورسل رب العالمين.
والتاريخ اليوم يعيد نفسه حيث نرى تكالب دول الاستكبار العالمي علينا, من خلال الحرب الثقافية التي نعيشها اليوم حتى, وصل الامر الى استغلال بعض رجال الدين من اتباع دنيا هرون, في طرح الافكار العلمانية وتاطيرها باطار اسلامي مزيف, هدفها ضرب دور المرجعية الدينية من اجل تمرير صفقة القرن .
اننا في شهادة العسكري عليه السلام نعاهده عهدا موسوما بالدم, باننا جنود المرجعية الدينية من ابناء الحشد الشعبي سوف نقف جميعا سدا منيعا ضد اي جهة تقف في طريق الاسلام الصحيح , وستكون لنا معهم معركة طف ثانية, عنئذ سيعلم الطغاة اي منقلب ينقلبون والعاقبة للمتقين.
ــــــ
https://telegram.me/buratha