الصفحة الإسلامية

حياتي مع المنبر الحسني العودة الى البصرة


كانت للحرب العراقية الايرانية 1980 ــ 1988 التي استمرت ثماني سنوات نتائج سيئة على مستوى الانسان, حيث القت السموم السياسية التي نادى بها البعثيون ضد الطائفة الشيعية ,وكرسوها في الاعلام الحكومي , اصبح المواطن الملتزم بدينه وعقيدته , يشعر انه مواطن من الدرجة الثانية في حكومة البعث الصدامي .

وتصاعدت الممارسات الانتهازية الاقصائية, التي يمارسها النظام (بعدم اعطاء أي فرصة لأبناء الجنوب العراقي في المناصب والتعيين) , ووصل الحال ان اصبحت كلية الشرطة والكلية العسكرية حكرا على ابناء المناطق الغربية ,ولأبناء الجنوب نسبة لا تزيد على 2% على ان يكون من ابناء الرفاق , كانت ( جميع) الوظائف المهمة حكرا لأبناء اللون الاخر , خاصة من ابناء المحافظات الغربية " محافظ ومدير شرطة وقائمقام وقائد فيلق وسفير وضابط امن , واغلق العراق في وجه ابناء الشيعة في الوظائف الحساسة .

تحول العراق الى ضيعة تابعة الى ابناء العوجة, وطبل الاعلام العراقي والعربي لبناء الفاو من جديد, وبما ان المدينة لم تصلح للسكن , فقد أشرك صدام حسين بعض الدول العربية التي ساندته في بناء الفاو , وكانت مشاركتهم لا تزيد على بوابة او ساحة .

غير ان الكارثة التي حلت في اعمار الفاو , بعد توقف الحرب , قيام علي حسن المجيد بتجريف بيوت ودوائر الحكومية في الفاو عن بكرة ابيها , وازيلت المدينة القديمة من الخارطة, وتم تجريف الاراضي الزراعية وملايين النخيل من قبل القوات العراقية , وتم سرقة النخيل البرحي وحملت الانواع الجيدة الى محافظات الغربية .

اما المساجد الشيعية والحسينيات , لم يبق لها اثر في الارض, بينما بقيت بعض المساجد الاخرى , وصدرت قرارات لتخصيص اراضي بحدود 200 ــ 250 متر لكل مواطن من اهالي الفاو , هذا ما اعلنته سلطة البعث , غير ان الحقيقة كانت مغايرة تماما.

فقد تم توزيع وجبات متعددة, كل وجبة بحدود الف قطعة , خص بها البعثيون ابناء من قتل في الحرب العراقية الايرانية ( شهداء الحرب) وتم منح اراضي لعوائل من غير اهل الفاو , خاصة اعضاء القيادات البعثية وكبار الضباط , ورجال الاستخبارات والامن , واخرين لا يعلمهم الا الله , ومواطنين من سكنة الفاو قبل الحرب . في تلك الظروف تقدمت الى قائمقامية قضاء الفاو بطلب تخصيص ارض لي ولاخواني , كما يحصل بقية المواطنين اراضي سكنية بديلا عن بيوتهم .

وبدات القوائم تظهر وتعلق في مناطق عامة, ولم يخصص لنا ابناء الحاج كاظم البغدادي اي قطعة ارض سكنية, علما ان بيتنا والحسينية , وثلاث محلات كبيرة عائدة لوالدي ,وقعت في التنظيم الجديد للمدينة في ساحة الاحتفالات الحالية . راجعت قائمقام الفاو في وقتها, اشار علي مراجعة منظمة حزب البعث لانهم الجهة التي تخصص قطع اراضي للمواطنين . اوعدونا ان هناك قوائم جديدة ستصدر ونحن ضمن تلك القوائم .

وظهرت القوائم وليس هناك امل, فراجعت منظمة الحزب مرة ثانية , اثناء خروجي من المنظمة , تبعني صديق بعثي , همس في اذني ان اكف عن المراجعة لان عائلتنا غير مرحب بها في العودة الى سكناها, ولما سالت عن السبب .!! قال : لأنكم ستعيدون الحسينية , اما انت قال مسؤول منظمة الحزب هذا الشيخ عندنا عليه مؤشرات كثيرة ولا يمكن ان نعيده الى الفاو. وانتهى املنا في الحصول على قطعة ارض سكنية.

الغريب ان بعد سقوط النظام راجعت قائمقامية الفاو . واشار الاخ القائمقام ان اقوم ببناء بيتنا لأنه كما يقول, اعرف يقينا مكان بيتكم في ساحة الاحتفال . وكان رايه دبلوماسيا , ان اقوم ببناء بيت في ساحة الاحتفال .!! .

جاءت حكومات ما بعد التغيير , ووزعت اراض سكنية لبعض الشرائح, ولم احصل قطعة ارض سكنية. اخر محاولة كانت حين صافحني محافظ البصرة بعد نزولي من المنبر الحسيني , سألني لماذا لا تزورنا في المحافظة بتاتا. قلت له : سالت الله ان لا يجعلني احتاج الى الحكومة. وكل ما لي من حقوق عند الحكومة, اتنازل عنها . وبعد حوار هو طلب ان اقدم اليه طلب لتخصيص ارض لنا . وكلف مدير مكتبه متابعة الطلب, بعد فترة علمت انه رفض الطلب , لأنه قال . انا اخصص قطعة واحدة , اما اخوانه فلا. فهمت موقفه ... هكذا اراد الله ان لا نحتاج للحكومة ونتنازل عن كل حقوقنا قديما وحديثا .

 

الشيخ عبد الحافظ البغدادي

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
آخر الاضافات
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك