محمد مكي آل عيسى
بعد أن بدأ حياته الجامعية في كلية الآداب قسم اللغة الفرنسية وبدأ دراسته شاءت الصُدف أن يلتقي بفتاة في قسم اللغة العربية كانت بعينه أجمل وأرق وأعذب فتيات الدنيا . . . أعجب بها كثيرا . . . سأل عنها . . طلب من أهله أن يتقدموا لها . . . وافقت هي وأهلها . . . تمّ العقد المبارك الميمون . . أحبته بجنون كما أحبها .
في يوم من أيام الخطوبة جاءها بقصيدة حب من أروع قصائد الأدب الفرنسي وبدأ يقرأها على مسامعها
أوقفته . . . طلبت منه أن يعيد القصيدة . . . وبدأت تسجل صوته
فرحت و استمتعت كثيراً وهو يقرأ لها . . . وإن كانت لا تفهم شيئا من القصيدة إطلاقاً
وإستمر يقرأ . . . ويقرأ . . . وهي لا تفهم شيئاً . . حتى انتهى من القصيدة ويرى إبتسامتها لا تغادر شفتيها
عادت إلى البيت أعادت سماع التسجيل وهي تقرأ القصيدة معه مرات ومرات
حتى حفظت القصيدة كلها وبإتقان . . . . وما زالت لا تفهم معانيها أبداً
في اليوم الثاني إلتقت خطيبها وقرأت له القصيدة كاملة فطار فرحاً . . . أعجب بها أكثر . . .أحبها أكثر . . . احترمها أكثر
لأنها حفظت القصيدة لا لشيء فقط لكونها منه . . . حفظت القصيدة وهي لا تعي شيئا منها . . . لأنها منه فحسب
وراح يشرح لها القصيدة كلمة كلمة بكل لهفة ويفهّمها معانيها
.
.
هل كان لنا اهتمام بالقرآن كتاب ربنا ؟ ؟ هل حفظناه .... صحيح اننا نجهل الكثير الكثير من علومه وحِكَمه لكن هل أعطيناه التقدير الذي يستحقه كونه نازلاً من جبار السماوات والأرض كي يفتح لنا أبواب علومه ويفهمنا آياته آية تلو الأخرى ؟؟ هلّاً كنّا محبّبين لربنا كتلك التي أحبت ؟؟
https://telegram.me/buratha