السيد محمد الطالقاني
ان الصوم الحقيقي هو الذي يبدا من القلب, وعلى الانسان ان يجعل قلبه في شهر رمضان المبارك معراجا للحب ومهبطا للملائكة لاجل الوصول الى الهدف الاسمى والغاية العظمى وهي نيل درجة المتقين.
ومن هنا يجب على الانسان وهو يعيش تلك الضيافة الالهيّة ويتمتع بتلك الرحمة الواسعة ان يكون هذا الشهر المبارك بداية مهمة لتحول حياته والتكفير عن سيئاته, وان يكون هذا الشهر منطلقاً للإلتزام بالاداب والسلوكيات الاسلامية والاخلاقية.
وقد حثت كل الروايات الواردة عن أهل البيت (ع) على انه لا يكن يوم صومك كيوم افطارك, فلابد للانسان في هذا الشهر المبارك ان يكون متميزاً في السلوك والاخلاق واهم تلك السلوكيات هي صوم الجوارح, فمن صام صامت كل جوارحه، جارحةُ اللسان وجارحة السمع وجارحة العين , ولابدَّ أنْ يكون شهر رمضان المبارك شهر الإمساك والكف عند جميع الجوارح.
كما يجب في هذا الشهر ان يكون الانسان حذرا في كل شؤونه وسلوكه ومعاملاته وفي كل ما يقول وكلِّ ما يفعل وان يحفظ لسانه عن الكذب فلا يصدر منه قول حتى يتثبَّت من صدقه.
وان لا نتعاطى الغيبة في مجالسنا ولا نقبل ان يغتاب أحدٌ في مجالسنا، فنحن فتحنا مجلساً لنجني منه ثواب الله فنغلقه في آخر الليل على غضبٍ وسخطً من الله عز وجل. فكثيرٌ منا يصوم، ولكن القليل منّا من يكون صومه مقبولاً.
ـــــــــــــ
https://telegram.me/buratha