يقع حائط المبكى كما يسميه اليهود زورا في المسجد الاقصى في فلسطين، وهو مسجد بناه آدم (ع) بعد المسجد الحرام بأربعين سنة،كما قال رسول الله(ص). وزاره معظم الأنبياء وعلى رأسهم ابراهيم الخليل (ع) .
والمسجد الأقصى عند المؤرخين لا يعني المكان الذي تجري فيه الصلاة فقط .. بل هو مكان عليه سور كبير ذو أبواب بداخله محاريب وساحات واماكن استراحة وإسطبلات للخيول وغيرها .
ولكن اشتهر المسجد بقبته المنصوبة على المبنى المثمن الاركان ..
ويروي أحبار اليهود الذين أسلموا أن أول من صلى عندها آدم (ع) وإبراهيم (ع) اتخذ عندها معبدا ومذبحا،وعليها أقام يعقوب مسجده بعد أن رأى عمودا من النور فوقها، كما أن يوشع(ع) نصب عندها قبة الزمان، أو خيمة الاجتماع التي صنعها موسى(ع) في التيه ليتلقى فيها الوحي، وليؤدي فيها بنوا إسرائيل فرائضهم.( هنا اود ان اشير الى من يشككون بعدم وجود المسجد الاقصى وقت الاسراء ويقولون لم يكن هناك مسجد في الارض سوى الكعبة .. اقول اقرئوا التاريخ .يقول تعالى عن لسان موسى(ع) (يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الأَرْضَ المُقَدَّسَةَ الَتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ ولا تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ)وقال " سُبْحَانَ الَذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ المَسْجِدِ الحَرَامِ إلَى المَسْجِدِ الأَقْصَى الَذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ " وقال (ونَجَّيْنَاهُ ولُوطاً إلَى الأَرْضِ الَتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ)) وقال:( ولِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ عَاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ إلَى الأَرْضِ الَتِي بَارَكْنَا فِيهَا).
يبدو من خلال القران الكريم ان المسجد الاقصى كان موجدودا منذ زمن ادم (ع) وهناك سياج " سور" يحيط بكل البنى الموجودة على المساحة المخصصة للمسجد .كمسجد الرسول الان ..
هذا السور له ابواب عديدة .. هي " 15 باباً، منها عشرة أبواب مفتوحة وخمسة مغلقة. المفتوحة هي: باب الأسباط وباب حطة وباب العتم، وتقع هذه الأبواب على السور الشمالي . وباب المغاربة والغوانمة والناظر والحديد والمطهرة والقطانين وباب السلسلة.هذه الأبواب السبعة تقع على السور الغربي للمسجد، وكلها مفتوحة وتستعمل من قبل المصلين المسلمين باستثناء باب المغاربة الذي صادرت قوات الاحتلال مفاتيحه عام 1967 ..
هناك ابواب مغلقة بامر السلطات الاسرائيلية . وهي الباب الثلاثي والباب المزدوج والباب المفرد وباب الرحمة وباب الجنائز، وتقع هذه البوابات في السور الجنوبي الشرقي للأقصى... عن أبي هريرة عن النبي(ص) قال: "لا تزال عصابة من أمتي يقاتلون على أبواب دمشق وما حوله، وعلى أبواب بيت المقدس وما حوله، لا يضرهم من خذلهم ظاهرين على الحق - إلى أن تقوم الساعة". ذكره [أبو يعلى].والحديث يطول عن بيت المقدس اما حائط المبكى ..
اما موضوع السور الذي تحول الى اسم الحائط المبكى .. لما احتل الصليبيون بيت المقدس سنة 492 هــ /1099ميلادية، قاموا بتغيير معالم المسجد واستخدموه لأغراضهم الخاصة، منتهكين حرمته فقاموا بتحويل قسم منه إلى كنيسة والقسم الآخر مساكن لفرسان الهيكل، كما أضافوا إليه من الناحية الغربية بناء استخدموه مستودعا لذخائرهم. كإسطبلات لخيولهم، والتي عرفت في تلك اللحظة بإسطبل سليمان.ثم قاموا بتحويل مسجد قبة الصخرة إلى كنيسة عرفت بذلك الوقت باسم "هيكل السيد العظيم". وبنوا فوق الصخرة مذبحا ووضعوا فيه صور وتماثيل.
حائط المبكى حقيقته جزء من سور المسجد ولا علاقة له بدين اليهودية
هذا الحائط في السّور للمسجد الأقصى لم يكن في يومٍ مكانًا لعبادة اليهود، ولكن الحوادث السياسية لاهتمام اليهود بهذا الحائط في سنة 1520م، حين احتضنت الدولة العثمانيّة اليهود المطرودين من الأندلس، فجاء اليهود واخذوا يصلّون عند الحائط الشّرقيّ، ويبكون على ملكهم الذّاهب؛في بلاد الشام والاندلس .. لانهم يدّعون أنّه كانت هنا دولة لليهود، وتمّت أوّل صلاة عند الحائط الغربي،حائط البُراق، عام 1625م، وبعدها صدرت بعض الفرمانات من السلاطين العثمانيين تمنعهم تارة من الصلاة عند الحائط، وتارة تسمح لهم، وثالثة تسمح لهم الاقتراب ولكن على أنّه معلَمٌ أثريٌّ وليس مكانًا للعبادة .. هكذا اصبح مكانا للعبادة.
الشيخ عبد الحافظ البغدادي
https://telegram.me/buratha