الصفحة الإسلامية

كربلاء بين عولمة النهج، وعالمية الولاء..!

1898 2018-11-02

كاظم الخطيب

لا ينبغي لكمٍ من الحروف، ولا لحشدٍ من السطور، ولا حتى لزخمٍ من الأوراق، الإحاطة بفكرِ، وعطاءِ، وثوريةِ كربلاء.. كما لا يمكن لسيلٍ من الكلمات، ولا لجمهورٍ من الكتاب والباحثين، ولا لعنقٍ من الخطباء والمحدثين، الإلمام بالجوانب الفكرية، والعقائدية، وإختزال الأحداث بزمن معين، أو حصر النتائج بحقبة بذاتها.

واقعة كربلاء، لم تكن لتختص بحقبة من الزمن، ولا لتحدد ببقعة من الأرض، فكل يوم عاشوراء، وكل أرض كربلاء.

لقد كانت مبادئ القيام الحسيني على مدى العصور، مناراً يهتدي بها الأحرار، ودروساً تلهب مشاعر الثوار.

لذلك فقد واجهت هذه المبادئ، من قبل قوى الإستكبار العالمي، وأقطاب الفكر السلفي في المحيط الإقليمي، حملة من التضليل والتعتيم، ومحاولات تشويه وتزييف الحقائق، والحيلولة دون إطلاع عامة الناس، على هذه المبادئ، التي من شأنها تقويض، مشاريعهم، وفضح ممارساتهم القمعية، وتحريض الناس، على المطالبة بحقوقهم، وعدم الركون للظلم والظالمين.

إن تعدد أهداف ومرامي الثورة الحسينية، جعل من جبهة المواجهة، وتيار الممانعة لها، جبهة عريضة، وتياراً قوياً شرساً.

كونها قد دعت إلى الإصلاح، الذي يشمل جميع أوجه الفساد، سواءً كان ذلك في الحكم، أو في الإدارة ، أو في الأخلاقيات العامة، من قبيل الأفكار المنحرفة كالتطرف، والمغالاة، والسلوكيات الشاذة، وجميع ما يخالف شريعة السماء، ودعوة الكمال الأخلاقي، التي جاء بها المصطفى، عليه وعلى آله أفضل الصلوات وأتم التسليم.

في العراق، تجسدت المواجهة بين حكومة البعث الكافر، بالمبادئ والقيم الإنسانية، وبين العقول النيرة، التي جعلت من الشعائر الحسينية، منهجاً لمقاومة البعثيين، وتحدياً لطغيانهم، من خلال الإستعداد للتضحية بالنفس، والمال، والولد، تأسياً بالإمام الحسين عليه السلام، فكانت زيارة الحسين تمثل رعباً، لأزلام البعث، فكانوا يستنفرون طاقاتهم، لمنع الزائرين من الوصول إلى كربلاء التضحية والإباء، وزيارة سيد الشهداء.

كما تجسد بعد زوال حكومة البعث، وجه أخر من أوجه الصراع، ولكن هذه المرة، كان بين المبادئ الحسينية، وبين من يدعي الدفاع عنها، والحرص على تجسيدها، لكنه إصطدم معها، في جبهة الشهوات الآنية، والأطماع الشخصية، فقد أبهرته هيبة السلطان، وروعة الصولجان.

لقد نسي أو تناسى، إنه لن يستطيع أن يملك كما ملك يزيد، وأنه لن يقدر على ما قدر عليه صدام، لكن هواه قد غلبه، وأعماه، وإذا بهذه المبادئ تقف بوجهه، وتهزأ من جبروته، وترفع راية الإصلاح والتغيير، فكانت ثورة الحسين نبراساً، لدعاة التغيير، الذين تمكنوا من إقتلاع الفاسدين، وفضح ممارساتهم، وكشف زيفهم، والشروع بحملة الإصلاح، التي دعت إليها هذه الثورة المباركة.

إن نجاح الثلة المؤمنة بربها، وبماديء الثورة الحسينية، في إحداث التغيير، حري به أن يكون دافعاً، لبقية أبناء الشعب العراقي، لدعم الجهود الخيرة، والمساهمة الفاعلة، في بناء الدولة العصرية العادلة، وترك الخلاف، وقطع الطريق على المفسدين، وتمكين الأمة من إستغلال ثرواتها، بما يخدم مصالح جميع أبنائها.

الشعائر الحسينية، أصبحت نهجاً قد تخطى جميع الحدود الجغرافية، وولاءً تجاوز كل الإختلافات العرقية، فقد أصبحت هذه الشعائر، صرخة مدوية بوجه الظلم والظالمين، وجعلت من كربلاء كعبة للعشق، تحج إليها القلوب، وتسعى إليها النفوس، من كل حدب وصوب، فتصرخ الضمائر، وتصدح الحناجر، وهي تهتف بلسان واحد رغم إختلاف ألسنتها، لبيك يا حسين..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك