اثير الشرع
بسم الله الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
(وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا).
قصة رائعة تدل على عظمة الخالق والرأفة بالمخلوق، فقال تعالى : بسم الله الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ).
القصة..
رحلة عادية لطبيب معروف عالمياً يُدعى (د. هشام) لحضور مؤتمر طبي بإحدى الدول، وإنجاز عدة عمليات معقدة لمرضى بتلك الدولة.
بعد إقلاع الطائرة بساعات تغير الطقس إلى غائم وممطر وصاعق؛ وأصاب الطائرة التي تقل الطبيب المعروف "عطلاً " فنياً بإحدى المحركات، مما إضطر قائد الطائرة أن يخبر الجميع بإن الطائرة ستهبط إضطرارياً بأقرب مطار، وفعلاً حصل ذلك، وهبطت الطائرة بأقرب مطار الذي يبعد عن المكان المقصود المتوجه إليه الطبيب ثلاث ساعات براً.
ما إن دخل الطبيب صالة المطار، أسرع لإستعلامات المطار طالباً منهم توفير وسيلة نقل؛ لأنه طبيب معروف وكل دقيقة تمر، تكون حياة إنسان بخطر، وهو أي الطبيب متوجهاً لإنجاز عدة (عمليات خطرة).
فأخطره موظف إستعلامات المطار بأنه يستطيع تأجير سيارة ويتوجه للمكان الذي يقصده و يبعد فقط ثلاث ساعات براً.
وحصل ذلك وأسرع الدكتور هشام (الطبيب العالمي) لتأجير سيارة ليكمل رحلته، وفي منتصف رحلته، تغير الطقس وأصبحت الرؤيا معدومة، فأضطر الطبيب للتوقف عند بيت صغير بإحدى القرى، وطَرق الباب، فإذا بصوت إمرأة عجوز : تفضل بالدخول يا طارق الباب، ودخل الطبيب للبيت الصغير، وكانت مضيفته عجوز مُقعدة، وقالت العجوز للطبيب : يا ضيفنا : كما ترى لا أستطيع خدمتك؛ فتناول ما شئت من الطعام والشاي وأسترح حتى تصحوا الأجواء.
وفتح الطبيب باب الثلاجة وتناول ما تيسر من الطعام، وشدّ إنتباه! الدكتور إن العجوز كثيرة الدعاء والتوسل لله، وإنتبه! لطفل كأنه (مريض) بإحدى زوايا الغرفة، وقال الدكتور هشام : ما حاجتك ياخالة وما الذي أصاب الطفل..؟
أجابت العجوز المُقعدة: يا بني هذا الطفل هو حفيدي ويتيم الأبوين، وقد عجز على شفائه الأطباء الموجودين بالقرية، والأطباء الموجودين هنا قالوا لي : علاج حفيدك تجديه فقط عند طبيب عالمي يُدعى (د. هشام) وإستغرب الطبيب مما حصل..!
وقال للعجوز : ياخالة، الآن تعلمت مما حصل الكثير الكثير؛ أنا دكتور هشام وأنا من دلّك الأطباء عنه، وما حصل للطائرة التي كُنت على متنها، كان بإرادة الله عز وجل، وما حصل للأجواء من أمطار وأنا أكمل طريقي نحو المكان الذي أنشده كان بإرادة الخالق، وما حصل كان بفضل دعائكم ياخالة، وها آنذا أمامك الدكتور هشام الطبيب بلحمه وشحمه الذي أوصله الله لكم لمعالجة (حفيدك)، فرفعت العجوز يداها شاكرة لله فضله إستجابة الدعاء.
سُبحان الله المُسخِّر الذي يُسخر الغَني للفَقير.