كلما واجه الإنسان ظروفا صعبة فانه يحتاج إلى سبيل للخلاص ومن تلك الأمور التي يكثر التعرض لها هي مواجهة الآخرين في أثناء الحوار معهم.
وتلك الحالة التي نتعرض لها كثيرا تحتاج إلى مقدار كبير من الحصافة على مستوى اللياقة الاجتماعية لان الكثير من الأشخاص لا يستطيع المغامرة والدخول في مثل هذه الأوضاع.
ولهذا نجد أن أئمة أهل البيت عليهم السلام كانوا يحرصون على أن يكون لكل شخص من أصحابهم المقربين دورا محددا حتى أن البعض منهم عرفوا على مستوى كتب العقائد بأوصاف سلبية لأنهم لم يكونوا يسمحون لأحد من المخالفين بالنجاة من أيديهم إذا دخلوا معهم في حوار مذهبي أو عقائدي حتى أصبح البعض منهم مضربا للأمثال.
وهذا النحو من التعامل مع القضايا العلمية هو الأسلوب الناجح للحفاظ على العقيدة من التعامل الذي يعتقد أصحابه انه دفاع ناجح وسليم وهو في الوقت نفسه يمثل خطا كبيرا لأنه لا يمكن للإنسان الجاهل بالقضايا العقائدية أن يسلم من الوقوع في الأخطاء ومن هنا كان التأكيد من الأئمة على أهمية التخصص في العمل الدعوي ليكون الإبداع في العمل هو الحاصل فان تاريخ شخصيات كبيرة مثل هشام بن الحكم ويونس بن عبد الرحمن يمثل تطبيقا لمنهج أهل البيت (ع) في طرح المعارف الدينية وفق المنهج المتخصص وعدم السماح بدخول المتطفلين على المعارف الدينية من الذين يخدعون الناس بأصواتهم وهم لا يحسنون التعبير عن المعارف.
الشيخ جميل مانع البزوني
https://telegram.me/buratha