الصفحة الإسلامية

النصارى مواقف وروابط مع الحسين

3326 2016-10-01

بقلم/مجاهد منعثر منشد قال تعالى : وَلَتَجِدَنّ أقربَهم مَودّةً لِلَّذينَ آمَنُوا الَّذين قالُوا إنّا نصارى، ذلك بأنّ مِنَهم قِسِّيسِينَ ورُهباناً وأنّهم لا يَستكبرون (1). قال الامام الحسين (عليه السلام ) قبل خروجه من مكة : كأني بأوصالي تقطعها عسلان الفلوات بين النواويس وكربلاء . و قال الامام الصادق (عليه السلام) ان النواويس شكت الى الله عز وجل شدة حرها : فقال لها عز وجل اسكتي . فان مواضع القضاء اشد حرا منك . يقول الشيخ المظفري: عند النواويس أجساد موزعة ... من آل يس في صال من البيد النواويس تقع شمال غربي كربلاء , والنواويس . جمع ناووس . من القبر ما سد لحده. (2). والنواويس ورد ذكرها في مصادر كثيرة منها كتاب من (لا يحضره الفقيه )(3). و الحموي في معجمه ,فقد قال الناووس والقبر واحد, وفي نفس الرحمن للشيخ النوري . والنواويس مقابر النصارى . كما في حواشي الكفعمي.. و أنها في المكان الذي فيه مزار ـ الحر بن يزيد الرياحي من شاطئ الطف . وهي ما بين الغرب وشمال البلد ـ يعني كربلاء ـ في العهد القديم كانت فيها مجموعة مقابر للنصارى ,والذين سكنوا هذه الاراضي في الاحقاب السالفة . واليوم يقال لها . أراضي ـ الجمالية ـ وفي شمال شرقها أراضي الفراشية . قالوا وكانت النواويس قبل الاسلام مقبرة للانباط والمسيحيين.. هذا رابط تاريخي اولي ,وبما ان نهضة وثورة الامام الحسين كانت حركة اصلاحية شاملة وعامة .فكذلك كان مجاهدي هذه الثورة من انتماءات ومجتمعات اخرى ,فالعثماني موجود , والعبد الذي عتقه رقبته ,و اصبح حرا يقاتل اعداء الامام الحسين .,وكذلك معتنق الديانة المسيحية سابقا كان له نصيبا في واقعة الطف ,ليدون ربط تاريخي اخر ,ذاك هو وهب وامه الذين تشرفوا بالشهادة تحت راية الامام الحسين . وحتى بعد واقعة الطف لم تتخلف الديانة المسيحية عن قول كلمة الحق ,فعندما أخذ يزيد بعد مجزرة الطف ينكت ثغر الحسين الطاهر بالقضيب على مرأى من الحاضرين في مجلسه ، كان من جملة الحاضرين مبعوث قيصر الروم ، فما كان منه إلا أن قال ليزيد مستعظماً فعلته: إن عندنا في بعض الجزائر حافر حمار عيسى ونحن نحج إليه في كل علم من الأقطار ونهدي إليه النذور ونعظمه كما تعظمون كتبكم ، فأشهد أنكم على باطل . (4). هناك روابط تاريخية بين السيد المسيح والامام الحسين (عليهما السلام ) ,والى جانب هذه الروابط لم يتنصل النصارى عن جذورهم الاخلاقية والانسانية ,وكانت مواقفهم واحترامهم للرموز الالهية قد قل نظيرها .   ان الديانة المسيحية ديانة سماوية هدفها المحبّة والتمسّك بالفضائل...والنصارى أقربهم مودة للمؤمنين المسلمين كما في صريح الآية الكريمة . يقول الدكتور الاديب انطوان بارا : الفكر المسيحيّ العربيّ يقدّس آل البيت كالمسلم، وفي أخذه لأيّة حادثةٍ تاريخيّةٍ تخصّ العالم الإسلاميّ الذي يعيش فيه، يهدف إلى الحِيدة، مبتغياً الواقع، باحثاً عن المنطق والرُّؤى العقلانية السليمة، وهي صعوبةٌ تتكاثف على قلمِ غير المسلم.. وفي هذا حُجّة، وللحجّة سببٌ بل أسباب، منها أنّ الفكر المسيحيّ العربيّ يستمدّ تراثه الفكريّ من تراثٍ عربيٍّ إسلاميّ، ويتعرّض لنفس التيّارات الفكريّة والروحيّة التي يتعرّض لها، ويعي كلَّ حادثةٍ تاريخيّة نتيجةَ تشرّبه لها في المدرسة، أو زيارته لأماكن تلك الحادثة، أو لاتّصاله بظواهرها،.. بينما لا يملك الفكر المسيحيُّ الغربيّ الخشيةَ والإحساس والورع بقيمة الشخصيّة القُدسيّة التي يتناولها... فشخصيّة الحسين محيطٌ واسعٌ من المُثل الأدبية والأخلاق النبويّة0(5). انصار المسيح تستمر مواقفهم الطيبة التي تعبر عن سمو الاخلاق النبيلة . وكما انهم يحترمون احزان محرم الحرام لشخص الامام الحسين (عليه السلام ) كذلك يشاركون في الافراح ,ففي شهر شعبان المعظم كان لرموزهم حضور ,ونذكر منهم السوري القس معن بيطار الذي يقيم تعزية ومجلس عزاء للسيدة زينب في الكنيسة من كل عام (6). والمسيحي الدكتور أواديس استانبوليان القائل : أن الإمام الحسين نذر نفسه لإنقاذ أبناء آدم، وأراد أن يرفعهم إلى السماء ووجودنا في هذا المهرجان خير دليل على أن النذور لم تذهب سدى وبالتالي فإن محور ثورة الحسين لم يكن من أجل خلافة على سلطة دنيوية كما يشار أحياناً وإنما كان من أجل الحفاظ على القرآن الكريم حقيقة وحقا. وأكد إننا إذا أمعنّا في خطب الإمام الحسين نجد إن همّه كان الدافع عن حق الله في القرآن الكريم، إذ يقول في إحدى خطبه: ألا ترون أن الحق لا يعمل به، وان الباطل لا يتناهى عنه؟! ومن خطبته في مِنى يقول: وأسألكم بحق الله عليكم وحق رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وقرابتي من نبيكم، إذن كان محور قضيته هو الحق.. حق الله، وهذا يأخذنا إلى قول الله سبحانه وتعالى.. في سورة مريم الآية (34) ((ذلك عيسى ابن مريم قول الحق الذي فيه يمترون))، حتى نفهم قضية الحسين ورسالته في إصلاح قومه علينا أن نستمع وبانتباه إلى حوار السيد المسيح (ع) مع اليهود في الإنجيل يوحنا من الكتاب المقدّس في الإصحاح الثامن وكأنه يتنبأ بقضية الحسين قبل مئات السنين.. حيث يقول: ((وتعرفون الحق.. والحق يحرركم)) وسأل اليهود السيد المسيح (ع).. كيف تقول أنت أنكم تصيرون أحراراً ولم نستعبد لأحد قط؟، فأجابهم يسوع: الحق الحق أقول لكم.. إن كل من يعمل الخطيئة هو عبدٌ للخطيئة والعبد لا يبقى في البيت إلى البيت.. أما الابن فيبقى إلى الأبد فإن حرركم الابن فبالحقيقة تكونون أحراراً. اللهم إنك تعلم أنه لم يكن ما كان منّا تنافساً في سلطان ولا التماساً من فضول الحطام، ولكن لنرى المعالم من دينك، ونظهر الإصلاح في بلادك، ويأمن المظلومون من عبادك، ويعمل بفرائضك وسننك وأحكامك، فإن لم تنصرونا وتنصفونا قويَ الظلمة عليكم، وعملوا في إطفاء نور نبيكم، وحسبنا الله، وعليه توكلنا، وإليه أنبنا، وإليه المصير. (7). و النصارى في العراق ,مواقفهم واحترامهم لا تقل شأن عن غيرهم من الديانة المسيحية ,ففي كل عام يقوم رئيس ديوان الوقف المسيحي رعد عمانوئيل بإصدار قرار بإلغاء احتفالات المسيحيين بأعياد الميلاد واحتفالات رأس السنة لتزامنها مع شهر محرم الحرام. وحتى في أحياء ذكرى مأساة كنيسة النجاة التي فجرها الارهاب المجرم ,نجد مواقفهم لا تتغير في احزان شهر محرم الحرام . ففي محافظة البصرة , قررت الطوائف المسيحية نفس الفرار بعدم الاحتفالات . وذكر سعد متي بطرس في تصريح صحفي تعتذر الطوائف مسبقاً عن استقبال كل المهنئين بهذه المناسبة، وأوضح بطرس أن إحياء عيد الميلاد في البصرة سيقتصر للسنة الثانية علي التوالي علي إقامة القداس في الكنائس، مشيرا إلي أن رجال الدين المسيحيين في المحافظة أوصوا بضرورة حجب كل مظاهر الابتهاج والاحتفال. وأشار بطرس إلي أن الطوائف المسيحية في البصرة تشجع الشباب المسلمين علي تأسيس عدد من المواكب الحسينية، منها موكب القديسة مريم . والمسحيين لم ينحصروا في حدود هذه المواقف ,بل كتب مفكريهم وادبائهم الكثير عن اهل البيت . ومثال وشاهد ما كتبه المفكر الأستاذ انطوان بارا صاحب كتاب الحسين في الفكر المسيحي ,الذي ترجم الى عدة لغات ما نصه : وامتزج الادباء من الديانة المسيحية مع ادب الطف ,فكتبوا عن الامام الحسين اعذب واجمل القصائد ,ومن هؤلاء الادباء الشاعر حبيب الغطاس ,والشاعر حليم دموس , والشاعر الكبير القدير بولس سلامه الذي سأختم به المقال في احد قصائده الرائعة بحق الإمام الحسين . ناولــوني القرآن قــال حسـين * لذويه وجــدَّ فــي الـركعات فرأى في الكتــاب سِفــرَ عزاء * ومشى قلبـه علــى الصفحــاتِ ليس فــي القــارئين مثلُ حسين * عالمــاً بالجـواهــر الغاليـات فهــو يدري خلف السطور سطوراً * ليــس كـلُ الاعجاز في الكلمات للبيان العُلوي فـي انفس الاطهار * مسرى يفــوقُ مســرى اللغات وهو وقفٌ على البصيرة فالأبصار * تعشو فــي الانجــم الباهرات يقذف البحـرُ للشواطئ رمــلاً * والآلي تغوص فــي اللُّجـاتِ والمصلُّـون فــي التـلاوة أشبـاه * وإنَّ الفــــروق بالنيّــــاتِ فالمناجـاة شعلــةٌ مــن فـؤاد * صادق الــحس مُـرهف الخلجات فإذا لم تكن سوى رجع قول * فهي لهـوُ الشفـاه بالتمتمات إنما الساجد المُصلي حسـين * طاهرُ الذيل طيّب النفحات فتقبّلْ جبريـلُ أثمارَ وحـي * أنت حُمّلتـهُ إلـى الكائناتِ إذ تلقَّـاه جـدُّه وتـــلاه * مُعجزات ترنُّ في السجعاتِ وأبوه مُدوّن الذكر أجـراه * ضياءً علـى سوادِ الدواةِ فالحسين الفقيهُ نجلُ فقيــه * أرشد المؤمنين للصلـواتِ أطلق السبط قلبه في صـلاة * فالأريج الزكي في النسماتِ المناجاة ألسُنٌ مـن ضيـاء * نحو عرش العليِّ مرتفعاتِ وهمت نعمــةُ القديـر سلاماً * وسكــوناً للأجفــن القلقاتِ ودعاهُ إلــى الرقــاد هدوءٌ * كهُـدوءِ الاسحـار في الربواتِ وصحــا غبَّ ساعــة هاتفاً: * اُختاهُ بنت العــواتك الفاطماتِ إنني قــد رأيت جـدي واُمي * وأبي والشقيقُ فـــي الجناتِ بَشّــروني أنـي إليهم سأغدو * مُشرقَ الوجه طائرَ الخطـواتِ فبكت والدمـوع في عين اُخت * نفثات البُركان فــي عبراتِ صرختْ: ويلتاه، قال: خلاك الشرُّ * فالـويل مــن نصيب العـتاةِ ودعا صحبَه فخفُّوا إليه * فغدا النسر في إطار البُزاةِ قــال إنــي لقيت منكــم وفاءً * وثباتاً فــي الهول والنائــباتِ حسبكــم ما لقيتــم مــن عناء * فدعوني فالقوم يبغــون ذاتـي وخذوا عترتي وهيموا بجُنح الليل * فالليــل درعُــكم للنجــاةِ إن تظلــوا معــي فــإن أديم الـ * أرض هذا يغصُ بالأموات هتفــوا: يــا حسين لسنا لئاماً * فَنخلّيــك مُفــرداً في الفــلاةِ فتقــول الاجيـال: ويلٌ لصحب * خلَّفوا شيخهم أسيــر الطغــاةِ فَنكونُ الاقــذارَ في صفحةِ التـأ * ريخ والعارَ فــي حـديثِ الرُواةِ أو سُباباً علــى لسـان عجـوز * أو لسان القصّاص فــي السهراتِ يتوارى أبناؤنــا فــي الزوايا * من أليـم الهــجاء واللعنــاتِ ستـرانا غــداً نشـرّفُ حَــدَّ الـ * سيفِ حتــى يَذوبَ في الهبواتِ يشتكــي مـن سواعدٍ صاعقات * وزنــود سخيــّةِ الضربـاتِ إن عطشنا فليـس تَعطـشُ أسيافٌ * تعبُّ السخين فــي المهجــاتِ لا ترانا نرمي البواتــر حتــى * لا نُبقّي منها ســوى القبضـاتِ ليتنا يا حسين نسقــط صرعـى * ثم تحيا الجسوم فــي حيـواتِ وسنُفديك مــرةً بعـد اُخـرى * ونُضحّي دمـــاءنا مــرّاتِ أصبحوا هانئين كالقوم في عرس * سكــوت مُعــطّل الزغرداتِ إن درع الايمان بالحــق درعٌ * نسجتــه أصــابعُ المُعجزات يُرجع السيف خائبـــاً ويردُ الـ * رمـح فالنصلُ هازئ بالقناةِ مثلما يطعــن الهــواء غبيّ * فيجــيب الاثيــرُ بالبسمـاتِ يغلب المــوتَ هـازئاً بحياة * لا يراها إلاّ عمــيق سُبــاتِ فاللبيبُ اللبيبُ فيها يجـوبُ الـ * ـعمر في زحمة مــن التـرّهــاتِ  
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك