تقول الفتاة الأسترالية سارة برايس إن أكبر تحدّ يواجهها بعد إسلامها هو تغيير الانطباع السائد في الغرب عن الإسلام، وهو عندها بمنزلة الجهاد، وتقول إن تجربتها الشخصية أكبر محفز لها لمواجهة “الإسلاموفوبيا” المنتشرة في الغرب، وتأمل أن تساعدها دراستها للصحافة في القيام بالمهمة.
وكانت برايس قد نشأت في جنوب أستراليا مع أسرتها الكاثوليكية المحافظة، وتقول إنها لم تلتق مسلما ولم تبحث عن الإسلام قبل قدومها إلى ماليزيا عام 2013 بهدف الدراسة، وكل ما عرفته عن الإسلام كان من أسرتها التي ترى أن الإسلام دين شيطاني مزيف، يشجع على العنف ويحتقر المرأة.
لكن ما شاهدته من زميلاتها المحجبات في الجامعة شكل لها صدمة ثقافية، فهن يدرسن مختلف العلوم ويتمتعن باستقلالية رأي، ويستقطعن 10 دقائق من مشاغل العمل والدراسة والحياة خمس مرات في اليوم ليذكرن الله، وهذا كله كان يخالف الانطباع القوي الذي كانت تحمله عن الإسلام والمسلمين.
وتضيف برايس أنها عندما جاءت إلى جامعة موناش في كوالالمبور تجنبت فتح أي موضوع عن الإسلام أمام زملائها، خشية ردود فعل عنيفة، ثم تشجعت عندما سمعتهم يتحدثون بإيجابية عن عيسى عليه السلام، حيث أخبروها أن القرآن أشاد به، ما دفعها للبحث في الإنجيل والقرآن لتعرف أكثر.
رائدات مسلمات
وتقول برايس، التي تبلغ من العمر 23 عاما، إنها التقت بمارينا ابنة رئيس الوزراء الأسبق مهاتير محمد، وسمعت منها أمثلة كثيرة عن تكريم الإسلام للمرأة في مقابل سوء معاملتها في الغرب لقرون طويلة، وحدثتها عن رائدات أسسن جامعات ومعاهد كبرى في بلاد إسلامية قبل قرون.
ومع استمرار البحث اكتشفت برايس “زيف ما تدعيه الكنيسة من أن الإسلام دين شيطاني”، وأعلنت إسلامها في أستراليا نهاية عام 2014، وتقول إن نطقها بالشهادتين تأخر خشية إغضاب أسرتها، والتي ما زالت تتوقع منها أن تتحول إلى إرهابية، لافتة إلى أنهم يعتبرون صلاتها عملا عدوانيا.
سعادة وتحد
وبعد النطق بالشهادتين، انتاب برايس شعور مزدوج، حيث تقول إنها شعرت بسعادة غامرة وبتحد كبير في مواجهة المجتمع والأسرة، فقد ازدراها كثير من أقربائها وأصدقائها، وكان عليها أن تقدم أول تنازل لوالديها اللذين يرفضان مرافقتها وهي محجبة، كما أن امتناعها عن شرب الخمر والنوادي الليلية أبقاها بعيدة عن أصدقائها السابقين، وهي تواصل حاليا دراسة الماجستير دون مساعدة أحد مؤكدة أنها لن تتراجع عن إسلامها.
وتقول برايس إنها تتفاءل بالمستقبل لأن الله اختارها لتكون مؤمنة به، وهي ترجح أن تتقبل أسرتها الأمر في النهاية، وأن يكون بإمكانها تغيير الانطباع عن الإسلام، مضيفة “هذا هو الجهاد عندي”.
وبعد سنة ونصف من إسلام برايس تؤكد حبها وولاءها لأستراليا، لكنها تقول إنها لا تفضل العودة إليها في الوقت الحالي بسبب مشاعر العنصرية المتزايدة تجاه المسلمين، وتفضل أن تعمل في بلد عربي كي تتعلم أكثر عن الإسلام، ثم تعود لبلادها وقد تسلحت بالعلم والعمل.
https://telegram.me/buratha