انطلقت فعاليات مهرجان رفحاء السنوي في محافظة النجف الاشرف وتحت شعار (في ظل مرجعيتين رفحاء جهاد وعطاء) بحضور عدد كبير من المجاهدين والمهاجرين الرفحاويين، مطالبين الاطراف السياسية بالتوحد والعمل لمصلحة العراق وبناءه، معلنين سعيهم الجاد لتهدئة النفوس وعدم انجاح المخطط الذي يرمي للاقتتال الشيعي - الشيعي، والالتزام بتوجيهات المرجعية الرشيدة في النجف الاشرف.
وقال الشيخ جاسم الوائلي احد منظمي المهرجان ان "الامر الاساس الذي جمعنا في هذا المكان هو احياء ذكرى الانتفاضة الشعبانية المباركة والتي كان عنوانها الاول الانتفاضة ضد الظلم وقد قدم العراقيون ما قدموا في تلك الانتفاضة المباركة من الشهداء والضحايا بعد ان دخل ازلام صدام للمحافظات المنتفضة مما اضطر المجاهدون للهجرة خارج العراق وبالتالي كانت رفحاء والارطاوية والمهجر في السعودية والعالم".
واضاف الوائلي "الرفحاويون عاشوا في صحراء السعودية وجمعهم حب البلد والقضاء على الطاغية صدام واعادة بناء العراق واستطاعوا ان يكونوا مجتمعا خاصا فيه الشيخ الكبير والشاب المنتفض والطفل الصغير والمرأة ولم تتعطل الحياة واصبح كعراقاً مصغر وعملنا جاهدين في الدفاع عن القضية العراقية وبعد سقوط النظام البعثي رجع الرفحاويون بهجرة معاكسة لبناء بلدهم واعادة اعماره وحمايته".
وتابع الوائلي "من المؤسف وبعد ثلاثة عشر سنة بعد سقوط النظام فان الرفحاويون لم يجدوا لنفسهم موطأ بفعل تصارع الاحزاب والكيانات السياسية الشيعية مع الاسف والمرارة فبقينا خارج العمل السياسي لاننا لسنا طامعين بمنصب ولا مكان لان رفحاء لها اسمها والانتفاضة الشعبانية لها اسمها والعد ليس بالقليل والكفاءات ليست بالقليلة وكان باستطاعتنا ان نخوض غمار السياسة بكل كفاءة ولكننا لسنا طلاب دنيا ولحد هذه اللحظة".
وحث الوائلي الرفحاويون الى ان "يلعبوا دوراً في هذه المرحلة الخطيرة من عمر الدولة العراقية وهي مرحلة الصراع والشد الشيعي - الشيعي الذي سوف يستفيد منه الاعداء لشق الصف ولربما تتطور الاحداث ليكون هناك حربا شيعية - شيعية لأنني اعرف قدرات الرفحاويون وامكانياتهم.
وشدد الوائلي "الان ابناء رفحاء هو رقم مقبول من الجميع ولهم تاريخهم المشرف فبإمكانهم ان يستثمروا هذا العنوان والتاريخ ويشكلوا لجنة مساعي حميدة لتتحرك على الفرقاء السياسيين والتيارات والاحزاب الشيعية لتهدئة النفوس والاصلاح بينهم ولملمة الاوضاع لكي يقفوا موحدين لصد داعش واخراجها نهائيا من العراق".
من جهته قال الدكتور اسحق يعقوب الموسوي استاذ العلوم السياسية بجامعة الكوفة واحد الرفحاويين، ان "الفكر هو الذي يصنع التاريخ واننا انباء رفحاء حملنا فكرة في داخلنا وهناك نمت وترعرعت وتكاملت وهي المعرفة وبعد العودة نحن امام مسؤولية وهي حمل ذلك الفكر والانموذج الحضاري والاسلامي عن ايماننا واعتقادنا بوطننا والدفاع عنه وعن حقوق الشعب العراقي كافة وبحماية العراق والدفاع عنه وتوجيه الشعب العراقي الى التعاون والتكاتف والاتحاد لان المخطط عن العراق هو كبير جدا والذي يريد ابقاء العراق ضعيفا منهكاً غير قادر على اداء دوره على المستوى الاقليمي"
واضاف الموسوي "نحن نسعى لمنح العراق كل قدراتنا وطاقاتنا الفكرية والعلمية والمعنوية والمادية من اجل النهوض به ويكون بلدا مشعاً وان من اهم الادوار الذي يمكن القيام به الان هو ان يقوم الرفحاويون بلملمة الوضع العراقي واصلاح والوضع الشيعي والعملية السياسية وخدمة العراقيين كافة ونريد ان نبقى علامة من علامات جمع كل اطياف الشعب وبناء العراق ولا يتم ذلك الامن خلال تكاتف ابناءه".
كما قال عدي الاسدي عضو اللجنة التنظيمية للمهرجان "على مقربة من الحدود العراقية السعودية بالقرب من طريق مسير الامام الحسين ع الى كربلاء شاءت الاقدار ان يضم مخيم محاط بالشباك والحراسة المشددة ما يقرب من 35 الف من ثوار الانتفاضة الشعبانية 1991 م اضطرتهم ظروف البطش والاضطهاد من قبل النظام البائد الى مغادرة ارض الوطن".
واضاف الاسدي "بسقوط الصنم عام 2003 م قام من بقي منهم في المخيم بالإضرابات والاعتصامات لغرض الاسراع بعودتهم ليقوموا بدورهم في بناء وطنهم الذي حل الخراب في كل مفاصله فعادوا بعزم واخلاص وتجارب وامكانات على شكل وجبات وبأشراف الامم المتحدة".
وبين الاسدي "عاشوا الرفحاويون طوال سني الهجرة ال12 سنه لم يثنِ من عزيمتهم قساوة المعاملة وسوء الاوضاع. ومحاولات المخابرات العراقية لإثارة الفتن بينهم او تهديد عوائلهم في العراق وارجاع بعضهم للوطن قسرا من قبل السلطات السعودية رغم ذلك اقاموا مجتمعا فاضلا يمثل ظاهرة اجتماعية فريدة".
واشار الاسدي "بعد عودتهم للوطن نهضوا بأعباء مقتضيات رسالتهم كل في مجاله ضاربين مثلا صالحا لاتباع اهل البيت فأسسوا المنظمات والجمعيات ونظموا المظاهرات والاعتصامات في سبيل اصلاح الاوضاع العامة والخاصة فقاموا بالمشاريع الخيرية لخدمة وطنهم وحث الشعب على المشاركة بالانتخابات ودعم المتضررين بالرغم من معاناتهم وعوزهم وبحركة دؤوبة من بعض ناشطيهم تكللت جهودهم بالنجاح بضمهم الى مؤسسة السجناء السياسيين حسب القانون 30 لعام 2013".
وكشف الاسدي "بعد تعرض الوطن للإرهاب واصدار فتوى الجهاد الكفائي من قبل السيد السيستاني دام ظله الوارف لبوا نداء المرجعية كما لبوها في مرجعية السيد الخوئي عام 1991. فقدموا اكثر من 50 شهيدا لحد الان متوزعين على مختلف تشكيلات الحشد الشعبي المقدس وكما جاهدوا بأنفسهم سارعوا الى دعم الحشد بأموالهم وتسيير قوافل الدعم اللوجستي من محافظاتهم الى ارض المعركة"، متابعاً "ها هم اليوم يتطلعون حالهم حال ابناء الشعب العراقي الى بلد حر ومستقل تصان فيه الحرمات وتحترم فيه الحقوق ويتحقق فيه التعايش السلمي بين جميع مكوناته".
https://telegram.me/buratha