قال رسول الله ص:
( من أحبنا لله أسكنه الله في ظل ظليل يوم لا ظلّ الاّ ظلّه، ومن أحبنا يريد مكافاة الله عنا بالجنة وممن أحبنا لغرض من دنيانا آتاه الله رزقه من حيث لا يحتسب.) رواه السمهودي في جواهر العقدين ص255.
أئمة آل البيت ع هم ورثة الكتاب ، وحاملوا مشعل الإسلام ، والشموس التي لاتنطفئ أبدا. وهم الذين قضوا أعمارهم الشريفة بأخذ تعاليم الإسلام من جدهم رسول الله (ص) وبذلوا أرواحهم الأبية الطاهرة في الذود عن الإسلام ضد الطغاة والمستبدين ومحرفي شريعة رسول الله (ص) السمحاء وصنائعهم من قوى الظلام والقتل والتكفير من الذين الذين تخرجوا من مدارسهم ومساجدهم، وتحولوا إلى خناجر مسمومة في خاصرة دين الإسلام المحمدي الحنيف الطاهر وولغوا في دماء المسلمين الأبرياء تقربا إلى الله !!! إن آل بيت رسول الله ص هم حقا دعاة الصدق والأمانة والورع والتقوى وقول الحق والابتعاد عن كل مفاسد الحياةالتي تجعل من الإنسان عبدا ذليلا لها راكضا وراءها ولا يشبع منها حتى آخر لحظة من حياته فيخسر دنياه وآخرته معا.
والإمام الأجل الأكرم التقي النقي الزاهد العابد الذي يحمل ألقابا نبيلة دلت على سيرته وزهده ومكانته الجليلة منها: (راهب آل محمد ) و ( كاظم الغيظ ) و(باب الحوائج ) هو سابع أئمة آل البيت (ع) والعلم الجهادي الخالد. إنه شمس من شموس الأمة الإسلامية التي ستظل تشرق بقيمها وفضائلها وتقواها على الأرض مادامت الحياة الدنيا. إنه ذلك الأمام المجاهد الذي سار على نهج جده المصطفى (ص) وضحى من أجل ذلك النهج القويم المستقيم بروحه الوثابة النقية الطاهرة التي قارعت سلطان الجور والفساد والرذيلة، وضحى بحياته من أجل تثبيت دين جده رسول الله ص والجود بالنفس أقصى غاية الجود..
لقد وقف الأمام موسى الكاظم (ع) كالطود الشامخ أمام جبروت المتجبرين ، وظلم الظالمين طلاب المُلك العقيم الذين تذرعوا بالدفاع عن أهل بيت النبوة ع ضد ظلم آل أمية. لكنهم كانوا يخفون في قلوبهم السوداء أبشع سبل الغدر والظلم بحق آل محمد (ص) حين تحكموا برقاب العباد على غير سنة رسول الله (ص) فقالوا شيئا وفعلوا عكس ماقالوا بعد بعد سقوط دولة بني أمية، فشنوا حربا ضروسا لاهوادة فيها على آل البيت ع وعلى ومن يواليهم ويتبع أثرهم الطيب السليم الخالي من كل دنس ورجس ورياء وبذلك تفوقوا بجرائمهم على خلفاء بني أمية ، وتنكروا لكل مبادئ الإسلام الحقة ،وجعلوا منه ملكا عضوضا للوصول إلى أهدافهم الشريرة ، وملأوا قصورهم بالجواري والغلمان والقيان، وانتهكوا الحرمات، وعاثوا فسادا في الأرض، وغرقوا في أهوائهم وملذاتهم المحرمة حتى الثمالة. ومن يقرأ تأريخهم الحقيقي يصاب بالذهول لكثرة جرائمهم ، وشدة انحرافاتهم ، وهول فضائعهم.
لقد شهد الأمام موسى بن جعفر الصادق (ع) تلك الموبقات والمحرمات التي قام بها سلاطين العهر والجريمة والسقوط فلم يقف مكتوف الأيدي وهو يرى شريعة جده رسول الله (ص) تنتهك انتهاكا صارخا في وضح النهار فكان ع يتصل بكل الموالين لشريعة الرسول الأعظم ص والناقمين على ذلك الطوفان الهائل من الفساد والظلم الذي غرق فيه من يسمي نفسه خليفة للمسلمين. وأخذ الإمام ع يوضح لهم واجبهم الشرعي والإنساني للوقوف بوجه منتهكي دين رسول الله ص ورسالته. وأن من يدعي أنه خليفة رسول الله (ص) لابد أن يكون مثالا في الصدق والورع والتقوى والبذل والتضحية في سبيل الحق والعدل.لا أن يكون فاسقا ومنتهكا للحرمات ومخزنا للموبقات، ورأسا للظلم والإجرام ، ويسخر أموال المسلمين لملذاته وفساده في القصور بعيدا عن آلام رعيته وآمالها في إقامة شرع الله وعدالته على الأرض. ومن الطبيعي أن تصل دعوته (ع) إلى ذلك الخليفة الظالم الماجن الذي كان يقمع كل صوت طاهر يحتج عليه وعلى فساده وإفساده بواسطة جواسيسه وعسسه المنتشرين في كل أنحاء مملكته والذين يحصون أنفاس الناس ليشوا بهم إلى سيدهم وولي نعمتهم .كما يفعل عبيد الطغاة ووعاظهم في عصرنا الحالي حين يحولون كل مفسدة يرتكبونها إلى مأثرة ويبررون كل جرائمهم بحق علماء الأمة ،وينعتنونهم بولاة الأمور، ويسخرون الآيات القرآنية في غير موضعها باسم الإسلام والإسلام منهم ومن جرائمهم براء إلى يوم الدين.
وهكذا كان حيث سجن هارون العباسي للإمام الجليل التقي الزاهد موسى بن جعفر ع وأمر أعوانه أن يكبلوا يديه الطاهرتين بالأغلال في سجونه المظلمة الرهيبة لعشرات الأعوام لكي يُسكت الطاغية ذلك الصوت المحمدي النقي الذي تحتاجه الأمة ليوضح لها إن طريق الحق والفضيلة والاستقامة التي جاء بها الإسلام تتناقض تناقضا صارخا مع مايفعله حكام الجور والظلم والفساد الذين لايهمهم أمر المسلمين بقدر ماتهمهم ملذاتهم وأهوائهم وتسلطهم على شعوبهم بالنار والحديد. .
https://telegram.me/buratha