سيدي يارسول الله ، يانبي الإنسانية الأعظم من حق كل مسلم آمن برسالتك إيمانا قلبيا وروحيا مطلقا لاتشوبه شائبة أن يقول أين هؤلاء الحكام والوعاظ الشقاة، من سافكي دماء الأبرياء بأعتى أسلحة القتل والدمار، والذين يتباهون بجرائمهم على رؤوس الأشهاد ويطلقون ألسنتهم ليحولوا أشد المحرمات ظلما وعدوانا بأنها من صميم الإسلام ، وإنهم حماة الإسلام ؟ أين هؤلاء العتاة الأوغاد من قولك الكريم:
(أنا الرحمة المهداة والذي نفسي بيده لن تؤمنوا حتى تحابوا). أين هؤلاء من لطفك الذي فاق كل لطف ، ومن قولك البليغ الصادق : ((إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ) ؟ حتى في أشد عهود الجاهلية عتمة كانت الدماء لها حرمة أيها العتاة المجرمون فويل ثم ويل لكم من هول يوم عظيم ؟
سيدي يارسول الإنسانية الأعظم.. أيها المبعوث الأكرم ، المجبول على الفضيلة ، التقي النقي الطاهر. يامن تداعت أمام جهادك المرير في سبيل إعلاء الحق أصنام قريش وانهارت أمام عظمتها إمبراطوريتي الفرس والروم إن كل مسلم حقيقي آمن برسالتك العظمى يتمزق فلبه ، وتذرف عيونه دما لإن أمتك على مفترق طرق تعصف بها الفتن العمياء التي تمد أعناقها السوداء في أرجاء كثيرة منها ، وإن حكام القهر والجور والسوء يعيثون بها فسادا وظلما وانحرافا لتشويه شريعتك الغراء .
وهاانا خادمك وعاشقك ، والمتلهف لتقبيل التراب الذي تحت قدميك أنسج حروفي من دمي لأقول: لقد غشيت العيون وبلغت القلوب الحناجر ، وغدت الأرض مرتعا للمفسدين والظالمين الذين جحدوا بشريعتك الغراء البهية التي ستظل تسع رحمتها للعالم بأسره لكن هؤلاء الأجلاف الأوغاد خالفوها مخالفة صريحة ،ونصبوا من أنفسهم أصناما تعبد من دون الله ،يحيط بهم الوعاظ والعيارون والدجالون من بائعي الوجدان والشرف والضمير بثمن بخس من الدراهم فإنا لله وإنا إليه راجعون ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
سيدي يارسول الله أيها المعصوم من كل خطأ بأمر الله.. أيها الأكمل في الخُلق والخَلق أين من تخدعه أضاليل الطائفية العمياء من شيوخ التكفير ليغري بهيمة لايملك عقلا ولا إرادة ويدفعه بأقوال ملفقة لاعلاقة لها بهذا الدين العظيم من دين الرحمة والتقوى والمغفرة لكي يذهب ويفجر نفسه بين حشد من المسلمين الأبرياء وهم في طريقهم لزيارة مرقد سبطك سيد الشهداء الحسين ع الذي قلت عنه قولك الواضح الجلي كنور الشمس الساطعة :
(حسين مني وأنا من حسين أحب الله من أحب حسينا) ليمزق أجسادهم إربا أربا وقيهم الكثير من الأطفال والنساء ؟أين هذه البهائم ومن يخدعها ويضللها من شيوخ التكفير والحقد الطائفي الأعمى ؟وأين هم من قولك الكريم سيدي
(دم المسلم على المسلم حرام . ؟)
ومتى يعي هؤلاء الشقاة رحمة السماء؟
لقد قال لك الله في محكم كتابه العزيز :
بسم الله الرحمن الرحيم:
لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً.) الأحزاب- 21
فهل هؤلاء السفاحون الظالمون يرجون الله واليوم الآخر بجرائمهم التي يهتز لهولها عرش الرحمن ؟ سؤال يضعه إنسان مسلم أمام أنظار كل من أعتبر هؤلاء الحكام من ولاة الأمور الذين تجب طاعتهم وإن سرقوا مال الأمة وحولوها إلى قنابل الموت والدمار ليسفكوا بها دماء الأبرياء. ويدمرون البيوت فوق رؤوس الفقراء؟ فهل هناك من يحكم عقله في بلاد المسلمين لينتفض بكل كيانه على هذه المعادلة الظالمة المخالفة لدين المحبة والتآلف والسلام والتي خدعت الكثير من المسلمين لمئات السنين .؟
جعفر المهاجر.
https://telegram.me/buratha