الصفحة الإسلامية

ام البنين عليها السلام..

3551 11:43:07 2016-03-23

هي أم للشهداء الأربعة الذين سقطوا بين يدي مولاهم وأمامهم الحسين بن علي (ع)، وهي وليدة الطهر وقرينة الإيمان وعديلة الوفاء، والنبت الذي غرسه فحول العرب لينجب تجربة ثورية رائدة وجديدة في عالم الاستشهاد.

تزوجها أمير المؤمنين (ع) فولدت له عباس وعبد الله وجعفر وعثمان وعاشت معه في رحاب طاهر ودافئ مدى ليست بالقليلة.
وعرفت من النساء الفاضلات العارفات بحق الإمام وأولاده الأربعة من فاطمة الزهراء (ع) فأخلصت في ولائها له متعمقة في مودته وبلغ لها الوفاء حدا حتى انها لما أدخلت على الامام علي عليه السلام ، كان ولداه الحسن والحسين مريضين، فأخذت تشاطرهما الألم وتصبرهما ومن حسن فعالها انها طلبت من الإمام ان لا يناديها باسم فاطمة كي لا يتذكر الحسنان وزينب وأم كلثوم أمهم فاطمة فيعيدوا عليهم آلام الفراق وتشتد الحرقة حرقتان، فاقترح عليها الإمام اختيار كنية (ام البنين).
وعرف عنها بفصاحة البيان وبلاغة اللسان والزهد والتقوى والورع والإيمان، فكانت نعم المعاشر للإمام والمباشر لسراءه وضراءه، وكانت تتعامل مع أولاد الإمام معاملتها مع أولادها بعين اللطف والحنان، فعظموها وأكرموها وأحبوها. وشاء الله ان تقترب أيام كربلاء، لتضاعف هذه الأم الصالحة عطاءها وتزيد وفاءها، فتقف ذاك الموقف المشرف والمشرق والذي انعدم مثيله وافتقد نظيره.
فتدفع أولادها الأربعة إلى ساحة الوغى إلى جانبهم إمامهم الحسين ليقعوا قرابين زاكية على ساحة كربلاء مقطعين ومجزرين.
والموقف الأورع والأروع حينما يدخل الناعي المدينة وهو (بشر بن حذلم) ويصيح: (يا أهل يثرب لا مقام لكم.. الخ) يخرج رجال ونساء المدينة ليتلقوا الخبر ومن بينهم ام البنين (ع) خرجت لتسأل الناعي ما الخبر فأفادها بما جرى. فقالت: يا بشر أسألك بالله هل الحسين حي ام لا؟ فتعجب بشر من سؤالها، فسأل بشر رجلا وقف إلى جنبه: من هذه الامرأة المفجوعة، قال: هذه ام البنين، ام العباس وأخوته. فأراد بشر ان يخبرها بشهادتهم واحدا بعد الآخر لتخفيف الألم عنها، فقال لها: عظم الله لك الأجر بولدك جعفر قالت وهل سمعتني اسألك عن جعفر، فقال لها عظم الله لك الأجر بولدك عبد الله، قالت أخبرني عن الحسين، فقال عظم الله لك الأجر بعثمان وأبي العباس الفضل ، قالت ويحك لقد قطعت نياط قلبي، أخبرني عن الحسين، أهو حي ام لا؟ فقال لها بشر: يا أم البنين عظم الله لك الأجر بأبي عبد الله الحسين، فما ان سمعت بالخبر، صرخت مولولة ورجعت إلى دار بني هاشم منادية:
الا لا تزار الدار الا بأهلها
على الدار من بعد الحسين سلام
فلقد هان خبر مقتل أولادها أمام مقتل الحسين ابن فاطمة وهذا الموقف يكشف عن عمق ولائها ومودتها لآل الرسول ومدى وفائها للزهراء البتول.
وامتدادا لهذا الموقف نصبت (عليها السلام) مأتم عزاء على الحسين وآله وجعلت هذا العزاء والمأتم صرخة فجرت من خلاله كيان يزيد، حيث كان واليه على المدينة آنذاك (عمر بن سعيد) يكتب للطاغية ما سببت ام البنين له من ازعاج وكانت زينب (ع) شاطرتها بالمصاب أيضا حتى أمر يزيد بإخراجها من المدينة فالتزمت الشام.
وكانت العقيلة زينب أيضا تزور ام البنين في دارها لتشاطرها المصاب على أولادها، وهذا دليل على عظمة مقامها وشأنها. وذكر المؤرخون ان ام البنين بعد الفاجعة بفقدان الحسين وأولادها الأربعة، خطت خمسة قبور (من باب الرمز) في مقبرة البقيع، تبكي عليهم واستمرت لوعتها وأحزانها حتى وفاتها (ع) في 13 جمادي الثاني.
وخير ما اشتهر من أقوالها في رثائها على الحسين وعلى أبنائها الأبيات التالية:
لا تدعوني ويك ام البنين
تذكريني بليوث العرين
كانت بنون لي أدعى بهم
واليوم أصبحت ولا من بنين
أربعة مثل نسور الربى
قد واصلوا الموت بقطع الوتين
تنازع الخرصان أشلائهم
فكلهم أمسى صريعا طعين
ياليت شعري أكما أخبروا
بأن عباسا قطيع اليمين

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
آخر الاضافات
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك