بسم الله الرحمن الرحيم:
( وَاللّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلاَمِ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ.)- يونس 25 .
في سيرة عظيم العظماء ، وأطهر الطاهرين ، وسيد البشرية الصادق الأمين نبي الرحمة والهدى والتقى والفضيلة والنبل والطهر محمد ص عبر ودروس عظيمة لكل أمة تريد أن يحيى شعبها بكرامة تحت الشمس بعيدا عن قهر الجبابرة والطواغيت والأشقياء من مصاصي دماء الشعوب ، وسارقي ثرواتها ، وعظة بالغة لكل فرد يبحث عن الرحمة والنقاء والسلام والاطمئنان في ظل شرعة الحق والهدى والعدالة الإلهية بعد أن غرقت البشرية في عهود الظلام ألجاهلي وانكبت على وجوهها أمم تاهت في متاهات الضلالة العمياء ولم تجد من ينقذها مما هي فيه من تخبط وفوضى وظلم فكان خاتم الأنبياء محمد ص صاحب الشريعة السماوية العالمية الغراء التي أكملت كل الأديان بكمالها وسموها وعظمتها ومحتواها الأخلاقي المتفرد، وبشيرها المنقذ لهذه الأمم والشعوب التائهة الضائعة لو أدركت ذلك ووعت الحقيقة.
لقد إختار الله جلت قدرته وهو أرحم الراحمين بعياله أشرف خلقه وأرفعهم مقاما ، وأسناهم خلقا ، وأسماهم رقة وحنوا وعطفا ، وألينهم عريكة ، وأصدقهم لهجة، وأبهاهم جلالا ليكون هاديا ومبشرا ونذيرا ، وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا. فالتفت حوله تلك الكوكبة الطاهرة المطهرة التي وجدت الرحمة الإلهية طريقها إلى عقولها النيرة ،وأرواحها المطهرة الطاهرة ، وقلوبها الغامرة بالإيمان ، فتسلحت بدرس الهادي البليغ ، وقبضت عليه كالقابض على جمرة من نار، وحملت أرواحها على أكفها من أجل الحفاظ على تلك الشريعة المتكاملة عبر الزمن ودعت إليها إلى آخر رمق من حياتها مضحية، بأرواحها وبالغالي والنفيس من أجل العقيدة الغراء ودستورها العظيم دستور الرحمة الإلهية الكبرى القرآن. ومهتدية بسيرة نبي الرحمة السماوية ونهجه النوراني الأبلج رغم كل مالحق بأهل بيته الأطهار ع من ظلم وجور ، وقتل وتقتيل، وتهميش وتشريد. تلك الكوكبة الطاهرة المطهرة والصحابة الأجلاء المنتجبين الذين ساروا على نهجهم فقتل من قتل وشرد من شرد على أيدي طغاة العرب وفراعنتهم من ملوك العهر والفساد والإنحراف وما بدلوا تبديلا.
إن كل مسلم آمن بالإسلام إيمانا مطلقا وطبقه في حياته يعرف تماما من هم أهل بيت النبوة ع دون لبس أو زيغ أو انحراف. إنهم سفن النجاة ، ودعاة الحق المبين ، ومصابيح الهدى والحق والرحمة . وهم الأمناء على شريعة جدهم المصطفى ص في آية التطهير والمباهلة والمودة وحديث الكساء والسفينة والمنزلة والثقلين.وهم الذين قال فيهم رب العزة والرحمة تلك الآيات البينات التي ذكرت في الحلقات السابقة. وهم سفينة النجاة من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق كما قال رسول الرحمة محمد بن عبد الله ص ذلك الحديث الثابت الواضح المشرق كطلعة الشمس في أمهات المصادر الإسلامية والتي لايحجبها سحاب أما الفئة التي شذت عن هذا الطريق المستقيم ، وآتخذت من دين الرحمة نهجا للذبح والقتل والدمار فهي قوى الشر والجريمة والظلم والظلام ، إنهم أحفاد أجلاف الجاهلية الأولى ومن عتاة المنافقين الذين حاربوا الدين الجديد، بعد أن فقدوا زعاماتهم وتسلطهم على رقاب الناس بالظلم والكيد والغدر واستهوتهم مطامع الدنيا وإغراءاتها ، ومفاتنها الخادعة، وأحابيلها الملتوية فتهافتوا عليها وهاموا بها ، واستولت على عقولهم وأرواحهم العصبية القبلية الجاهلية في الزعامة والتسلط ووسوس لهم الشيطان فأنساهم ذكر الله ، وتنكروا لتلك الرسالة السماوية العظمى، وأداروا ظهورهم لها ، بعد أن قبل البعض منهم الدين الجديد على مضض وانقلبوا على أعقابهم ، وكشروا عن أنيابهم القذرة ، وعن وجوههم الكالحة، وأظهروا العداء المطلق للدين القيم بعد انتقال الرسول الأعظم ص إلى الرفيق الأعلى وكان منهم البغاة والفجار والمنافقون والأنبياء الكاذبون من غلاة أعراب الجاهلية الذين قال الله فيهم في محكم كتابه العزيز:
بسم الله الرحمن الرحيم :
(وممن حولكم من الأعراب منافقون ومن أهل المدينة مردوا على النفاق لاتعلمهم نحن نعلمهم سنعذبهم مرتين ثم يردون إلى عذاب عظيم . )التوبة -101.
https://telegram.me/buratha