لقد أعلنت لصحبك ياسيدي قائلا :
(أوصاني ربي بتسع وأنا أوصيكم بها : أوصاني بالإخلاص في السر والعلانية ، والعدل في الرضا والغضب ، والقصد في الغنى والفقر ، وأن أعفوعمن ظلمني، وأعطي من حرمني ، وأصل من قطعني ، وأن يكون صمتي فكرا ، ونطقي ذكرا ، ونظري عبرا .) و(أن لاعبودية في الإسلام) و(المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده . ) وقلت (قيمة كل امرئ مايحسنه ) وأعلنت على الأشهاد ( أن لافضل لعربي على أعجمي ألا بالتقوى ) و ( المسلم للمسلم كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا.) و(مثل المسلمين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى . ) و(المسلمون تتكافأ دما ؤهم ويسعى بذمتهم أدناهم ) و(دم المسلم على المسلم حرام حرام حرام كحرمة يومكم هذا . ) و(من آذى ذميا فقد آذاني ) وأعلنت سيدي فيما أعلنت :
(إني مخلف فيكم الثقلين كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي . وقد أنبأني اللطيف الخبير أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض فانظروا كيف تخلفوني فيهما؟.) وقد كررت هذا الحديث الشريف لأمتك في يوم عرفه في حجة الوداع قائلا:
(لاترجعوا بعدي كفارا مضلين يملك بعضكم رقاب بعض ، إني قد خلفت فيكم ماإن تمسكتم به لن تضلوا : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، أذكركم الله في أهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي ألا هل بلغت؟ ) وذكرته في أيام مرضك قبل انتقالك إلى الرفيق الأعلى وذكرته أمهات المصادر الإسلامية . وقلت في حق أهل الكساء ع بعد نزول آية التطهير فغطيتهم بالكساء اليماني ودخلت معهم ورفعت رأسك نحو السماء قائلا : (اللهم أشهد أن هؤلاء أهل بيتي الذين طهرتهم تطهيرا أنا حرب لمن حاربهم وسلم لمن سالمهم من أحبهم فقد أحبني ومن أحبني فقد أحب الله ومن أبغضهم فقد أبغضني ومن أبغضني فقد أبغض الله . ) فأين أمتك اليوم من كل ماقلته سيدي؟
وحين قرأت ياسيدي تلك الآيات البينات :
بسم الله الرحمن الرحيم:
( فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوّ وَالاَصَالِ.) النور-36.
وحين سألك بعض الصحابة أي البيوت هذه؟ فقلت لهم إنها:
(بيوت الأنبياء ) فقال لك أحدهم : (أهذا البيت منها ؟ ) وأشار إلى بيت الأمام علي والزهراء البتول ع فأجبت بكل وضوح :
(نعم من أفاضلها) وهذا ماذكره الآلوسي في روح المعاني 18:174 ومصادر أخرى كثيرة لايسع المقال لذكرها.
لقد قلت هذا لأنك كنت تعلم بأمر من الله أن أهل بيتك ع هم خير من سيحمل الأمانة من بعدك، وخير من يجودوا بأنفسهم في سبيل شريعتك السمحاء الغراء. و(الجود بالنفس أقصى غاية الجود.) وهذا حديثك ياسيدي في حق حبيبك الحسين سيد شباب أهل الجنة تقول فيه : (حسين مني وأنا من حسين أحب الله من أحب حسينا حسين سبط من الأسباط . ) والآيات القرآنية كثيرة والأحاديث النبوية الشريفة أكثر من أن تعد أو تحصى وتحتاج إلى مجلدات ضخمة فماذا عساي أن أكتب في مقالي الفقير الصغير هذا ياسيدي يارسول الله؟ فهل حافظ ياسيدي من ادعى بأنه آمن بالله ربا وبك نبيا وبعترتك من بعدك خلفاء لهذه الأمه على عهوده من بعدك ؟ وقد قال الله في محكم كتابه العزيز:
بسم الله الرحمن الرحيم :
وَأَوْفُواْ بِعَهْدِ اللهِ إِذَا عَاهَدتُّمْ وَلاَ تَنقُضُواْ الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً إِنَّ اللهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ.) النحل-91.
لقد انقلبوا على أعقابهم سيدي وجعلوا من مناصبهم ملكا عضوضا، وسخروا أموال المسلمين لنشر الفتن الطائفية التي يقتل آلاف المسلمين من جرائها. لقدأغرتهم الدنيا، وتاهوا في لهواتهاوإغراآتها المحرمة، ونسوا الله ورسوله فأنساهم أنفسهم ولم يرعوا عهدا ولا إلا ولا ذمة في أمتك من بعدك. فسفكوا الدماء، واستباحوا الحرمات، وانتقموا من عترتك الطاهرة المطهرة وأمعنوا في أتباعهم قتلا وذبحا وقطع رأس سيد شباب أهل الجنة الحسين السبط ع قرة عين رسول الله ص ووضعوه على رمح هو وشهداء يوم الطف يدورون بها في البلدان ، وسبوا ذراريك وأهل بيتك وعلى رأسهم إمام التقى والهدى أمير المؤمنين وسيد الغر المحجلين علي بن أبي طالب ع سبعون عاما على المنابر، وحرفوا أحاديثك، ووضعوا أحاديث ماأنزل بها من سلطان لتثبيت عروشهم المبنية على جماجم المظلومين فقراء الأمة وفعلوا الأفاعيل التي تشيب لها رؤوس الولدان بحق أهل بيت النبوة خير العتر وأطهرها التي قال فيهم إمام المتقين علي بن أبي طالب ع :
(أنظروا أهل بيت نبيكم ، واتبعوا أثرهم فلن يخرجوكم من هدى ، ولن يعيدوكم في ردى فأن لبدوا (أقاموا ) فالبدوا ، وأن نهضوا فانهضوا ، ولا تسبقوهم فتضلوا ، ولا تتأخروا عنهم فتهلكوا.)
https://telegram.me/buratha