بسم الله الرحمن الرحيم :
مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُواْ مَا عَاهَدُواْ اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُواْ تَبْدِيلاً الأحزاب:23
التُقى شِرعَةُ الفَطِنِ رَمزهُ والدُ الحسَنِ
عَلَمٌ ممتلي حِكَما - زاهدٌ طاهر ُ البَدَنِ
كلُ من قد وعى دينَهُ - لأخِ المصطفى ينحني
جئتكم سيدي أبتغي - فضلُكمْ ساعة َ الغبَنِ
أنتمُ للهدى منهلٌ - نهجكُمْ سُنًةَ السُنَنِ
منْ رأى غيرُكمْ مورِدا دينُهُ نُصرَةُ الوثَنِ
نورُكم أبلجٌ سامِقٌ - يَجتَلي حِلكةَ الزًمَنِ
حِطًةٌ بابُها أنتُمُ - مدحِكُمْ سيدي ديدني
حُبُكُمْ سيدي في دمي - بلسمي جُنتي سَكني
لم أجد غيرُكُمْ موئِلا سيدي أنتمُ وَطني.
سيدي ياأبا الحسن:
هذا لسان حالك يردد:
فإن تسألوني كيف أنت فإنني - صبورعلى ريب الزمان صليبُ
يعزُ علي ً أن تُرى بي كآبةٌ - فيشمتُ عاد أو يُساءُ حبيبُ
ولو وقعت تلك البلايا على جبل لتصدع وانهار. فكم كنت صبورا على البلوى أيها المعلم العظيم؟.
سيدي ياأبا الحسن:
مهما تعمق الباحثون في دراسة شخصيتك فإنهم لم يصلوا أبدا إلى ذلك الطهر المتفرد الذي حباك به الله بعد رسوله الأعظم محمد بن عبد الله ص منقذ البشرية من دهاليز الجاهلية ودروبها المظلمة. ومازال الباحثون المنصفون الذين يسعون إلى الحقيقة مذ جئت إلى هذه الدنيا وإلى يومنا هذا ينفضون غبار الحقد الجاهلي الأعمى الثقيل الذي رماك به أعداؤك الذين هم أعداء الله ورسوله الأمين بحكم حديث رسول الله ص :
(من أحب أن يحيا حياتي ، ويموت مماتي ، ويسكن جنة عدن غرسها ربي فليتول علي بن أبي طالب ، فإنه لن يخرجكم من هدى، ولن يدخلكم في ضلالة .)المستدرك على الصحيحين 3:128. المناقب للخوارزمي :ص34 ومصادر أخرى كثيرة .
وكلما تعمق الباحثون المنصفون في دراسة شخصيتك وسيرتك فإنهم يكتشفون كل يوم عوالم جديدة من السمو والجلال والتقى والبهاء والرفعة التي تجسدت في شخصك الطاهر المطهر. والذي لم يبلغه أحد من بعدك ولا من قبلك غير رسول الإنسانية محمد بن عبد الله ص الذي تربيت في مدرسته الأخلاقية الكبرى ، ونهلت من نبعه الصافي الإيمان الصادق . ورافقته ورافقك ، وناجيته وناجاك ، ولبيت نداءه في كل معارك الإسلام الفاصلة وكنت فارسها الذي ترتعد له أوصال فرسان الكفر والضلالة. فتجاوز أسمك الآفاق وانطلق شمسا للحق والحقيقة والتقى ، ورجاحة العقل ، والصبر والبر والإحسان والنقاء والإباء رغم الأضاليل الكثيرة التي روجها أعداء الله والحق والحقيقة .ومن كمثلك سيدي في انتمائه الخالص لنور الإسلام المحمدي الأصيل الطاهر المطهر الكامل ألمتكامل؟وأنت القائل :
(كنتُ إذا سألت رسول الله ص أعطاني ، وإذا سكت آبتدأني . ) سنن الترمذي 5-637. الصواعق المحرقة باب 9- 123 .
وفي حديث المناجاة ، عن جابر ، وعبد الله بن عباس رض:
دعا رسول الله ص عليا ع يوم الطائف فانتجاه ، فقال الناس : لقد طالت نجواه مع آبن عمه فقال رسول الله ص :
(ماأنا آنتجيته ، ولكن الله أنتجاه. ) فضائل الصحابة لآبن حنبل 2: 560/ 945.
سيدي ياأبا الحسن :
لقد تجنى المتآمرون عليك بعد أن ضللوا كثيرا بما كانوا يملكونه من مال وفير سرقوه من بيت مال المسلمين ولم يحاسبهم عليه أحد لبطشهم وجبروتهم وغدرهم سخروه لباطلهم ليقوموا بكل مايستطيعون لإفساد عقول الناس به. ومعظم الناس هم عبيد الدرهم والدينار في زمن الفتن وقد ذكر الله تلك الشجرة الملعونة التي سودت وجه التأريخ ، وألحقت الضرر الأكبر بالإسلام بتجنياتها وانحرافاتها وأضاليلها الشيطانية. تلك الشجرة الملعونة التي ناصبتك العداء لأنك وقفت كالطود الأشم تدافع عن دين حبيبك وصفيك رسول الله ص بعد آنتقاله إلى الرفيق الأعلى والتي أرادت تلك الشجرة الملعونة القضاء عليه وجعله ملكا عضوضا يتناقض مع مبادئ الإسلام تناقضا صارخا ،لايخفى على أي مسلم وعى دينه وعيا تاما . وقد حذر الله في محكم كتابه العزيز من تلك الشجرة الملعونة:
بسم الله الرحمن الرحيم :
وَ ما جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْناكَ إِلاَّ فِتْنَةً لِلنَّاسِ وَ الشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ وَنُخَوِّفُهُمْ فَما يَزِيدُهُمْ إِلاَّ طُغْياناً كَبِيراً. الإسراء -60.
لقد سقط أعداء الله ورسوله ص في مزابل التأريخ ، وتهاوى طغيانهم ، وتداعت صروحهم، وخابت آمالهم، ونخرت شجرتهم التي لعنها الله، وصغروا أمام صفاتك المثلى، ونبعك الطاهر، وسناك الباهر، وشموخك البهي،وخابت كل مساعيهم الشريرة وبقيت حاضرا في كل النفوس المتعطشة للحقيقة عملاق فكر وبيان ، ونبراس آستقامة ووجدان ، ونبع سماحة وإيمان ، وأيكة وارفة الظلال يستظل بها كل مظلوم عبر الزمن.
https://telegram.me/buratha