ماأعظم وما أروع قولك سيدي وأنت سيد البلاغة العربية:
(فواعجبا والله يُميتُ القلب ، ويجلب الهم ، من إجتماع هؤلاء القوم على باطلهم ، وتفرقكم عن حقكم ، فقبحا لكم وتَرحا حين صرتم غرضا يُرمى ، يُغار عليكم ولا تغيرون ، وتُغزون ولا تَغزون ، ويعصى اللهُ وترضون. )نهج البلاغة الخطبة 27-ص13.
فما أشبه اليوم بالبارحة سيدي بعد أن بلغ الهوان حدا خطيرا بات يهدد ماتبقى من كيان هذه الأمة المغلوبة على أمرها بعد أن تحكم برقاب شعوبها الفجار والطغاة من أحفاد معاوية ويزيد . هؤلاء الذين يمتلكون أموال قارون ويسخروها لإنشاء وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة لتزيف كل حقيقة ، وتجعل من القرد الأجرب أسدا هصورا، ومفكرا قديرا، وملكا بهيرا لايثشقُ له غبار، وعالما فذا عظيم الرؤى والأفكار، فيضللون أدمغة البسطاء ويحولوهم إلى قطيع يتبع الحاكم الغاشم في كل مايقوم به. ويحرضون على سفك الدماء في الأرض الإسلامية دون خوف من الله. ووعاظهم المنحرفين الذين يتشدقون بطاعة الله في مساجدهم نراهم دائما يدعون لحكامهم الفاسدين بطول العمر والنصر المؤزر لاعلى أعداء الأمة من الصهاينة بل على مسلمين مؤمنين لقنوا الصهاينة دروسا بليغة في سوح الشرف والكرامة ، وحرروا الأرض من رجسهم . تماما كما كان أجدادهم يتفيهقون ، ويصدرون الفتاوى الضلالية التي ماأنزل الله بها من سلطان ، يصورون لأتباعهم المخدوعين بهم وكأنهم حماة الإسلام دون منازع. وكما وصفهم أحد الشعراء قائلا:
ولقد يغرك مكثهم بمساجدٍ أو جبهةٍ بسجودها سوداءُ
ولحى إلى صُرًاتهم ومسابحٌ وكأنها من طولها رقطاءُ
وروائحٌ مسكيةٌ ومساوكٌ وتحوقلٌ وتبسملٌ ودعاءُ
أحقادهم قد أشعلت نارا علت وشرورهم مثل اللظى حمراءُ
فأين هؤلاء الضالون المضلون من سيرتك النقية البهية سيدي وأنت الذي حين سجدت لله في محرابك أتاك سائل فنزعت خاتمك ووهبته له وأنت راكع فنزلت بحقك الآية الكريمة :
بسم الله الرحمن الرحيم:
(إنًما وَلِيُكُمُ اللًهُ وَرَسُولَهُ وَآلًذِيْنَ آمَنُوا آلًذِيْنَ يُقِيْمُونَ آلصًلاةَ وَيُؤْتُونَ آلزًكاةَ وَهُمْ راكِعُوْنَ.) المائدة 55.
لقد خلقت ياسيدي من نور سيد البشرية محمد ص ولذا قال ص في أحاديثه الصحيحة المتواترة الكثيرة بحقك مالم يقله في حق أحد غيرك ومنها:
(أنا وعلي من شجرة واحدة وباقي الناس من شجر شتى .)
(من سب عليا فقد سبني ومن سبني فقد سب الله . )
(من كنت مولاه فهذا علي مولاه . اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ، وانصر من نصره ، واخذل من خذله. )
(ياعلي ماعرفك حق معرفتك إلا الله وأنا. )
(ياعلي أنا وأنت أبوا هذه الأمة . )
(أنا مدينة العلم وعلي بابها ومن أراد العلم فليأت الباب . )
( ياعلي أما ترضى أن تكون لي بمنزلة هارون من موسى ولكن لانبي بعدي . )
( من أراد أن ينظر إلى آدم في علمه ، وإلى نوح في حكمته ، وإلى إبراهيم في حلمه ، فلينظر إلى علي . )
هذا غيض من فيض نطق به رسول الله ص على رؤوس الأشهاد ولكن هل حافظ من خلف رسول الإنسانية على هذا الوعد والعهد الذي شهده بأم عينيه؟ فيالخسارة هذه الأمة التي تركت وصايا رسول الإنسانية الأعظم ص وتاهت في مهاوى الظلماء ، والطائفية العمياء .
سيدي ياصاحب حوض رسول الله ص :
ياأول من يصافح رسول الإنسانية الأعظم يوم القيامة . ماذا عساني أن أقول في كلماتي الفقيرة بحقك سيدي وقد قال فيك الكثير من المفكرين كلماتهم لأنهم درسوا سيرتك بعقول مفتوحة فاحصة وهذه شذرات منها وهي أقل القليل مما يقال في حقك . وأكتفي بأربعة من آلاف الأقوال التي نطق بها هؤلاء:
(*إن الإمام علي بن أبي طالب عظيم العظماء نسخة مفردة لم ير لها الشرق والغرب صورة طبق الأصل لاقديما ولا حديثا.)
( شبلي شميل )
*(أيها الدهر ليتك كنت تجمع كل ماأوتيت من قوة . وأنت أيتها الطبيعة ليتك تجمعين كل قواك ومواهبك لخلق إنسان عظيم .. نبوغ عظيم .. بطل عظيم .. ومن ثم ليمنح الوجود مرة ثانية رجلا كعلي .. في عقيدتي إن ابن أبي طالب كان أول عربي لازم الروح الكلية وجاورها .. مات علي شهيد عظمته ، مات والصلاة بين شفتيه، مات وفي قلبه الشوق إلى ربه. ( جورج جرداق )
(أما علي لايسعنا إلا أن نحبه ونعشقه فإنه فتى شريف القدر ، عالي النفس ، يفيض وجدانه رحمة وبرا ، ويلتظي فؤاده نجدة وحماسة وكأنه أشجع من ليث ، لكنها شجاعة ممزوجة برقة ولطف ورحمة وحنان .. وعلي ينطوي على روح الإباء التي ترفض الدنايا رفضا مطلقا .. وعلي قد نضجت في نفسه المقدسة وفي قواها الباطنة سنابل الرحمة ، وحب الخير للناس أجمعين . وهو فوق هذه الصفات الباسقة شجاع لم تعرف ميادين الحروب بطلا أثبت منه قلبا .. ولا أكثر جرأة وإقداما .. ولا أشد منه قوة وهو مع هذه الشجاعة يمتاز بالتواضع والحياء والحنان الرحيم..
https://telegram.me/buratha