يامن نشأت وترعرعت في ظل أخلاق المصطفى ص السماوية السامية .ونهلت من ينابيع مودته وحنانه. فرباك ص وفق ماأمره ربه العظيم. وقد عبرت عن تلك التربية الأخلاقية العظمى التي لم يتشرف بها أحد غيرك في خطبتك المعروفة بالقاصعة يوم قلت وقلبك الطاهر ينزف ، بعد أن تلقيت الكثير من طعنات الغدر إثر آنتقال روح حبيبك رسول الله ص إلى بارئها :
(وقد علمتم موضعي من رسول الله ص بالقرابة القريبة . والمنزلة الخصيصة . ووضعني في حجره وأنا ولد . يضمني إلى صدره . ويكنفني في فراشه . ويمسني جسده ويشمني عرفه . وكان يمضغ الشيئ ثم يلقمني أياه . وما وجد لي كذبة في قول . ولا خطلة في فعل . وكنت أتبعه إتباع الفصيل ( أي ولد الناقه ) أثر أمه . يرفع لي كل يوم من أخلاقه علما ( أي (فضلا ظاهرا ). ويأمرني ص بالاقتداء به .ولقد كان ص يجاور في كل سنة بحراء. فأراه ص ولا يراه غيري . ولم يجمع بيت واحد يومئذ في الإسلام غير رسول الله ص وخديجة وأنا ثالثهما . أرى نور الوحي والرسالة . وأشم ريح النبوة . ولقد سمعت رئة الشيطان (أي صوته ) حين نزل الوحي عليه ص فقلت يارسول الله ماهذه الرئة ؟ فقال :
(هذا الشيطان آيس من عبادته . إنك تسمع ماأسمع . وترى ماأرى . إلا أنك لست بنبي. ولكنك وزير وأنك لعلى خير .) شرح نهج البلاغة . الخطبة 234. تعليق وفهرسة الدكتور صبحي الصالح.
سيدي ياأبا الحسن:
هذا هو خلقك القرآني النبوي الذي لاينفذ إليه الباطل مهما عتمت النفوس المريضة ،،والأقلام المنحرفة ، من ضلالات وتجنيات وأنكار للحقائق الساطعة.
لقد كنت ياوالد السبطين وياأبا الأحرار عابدا لربك عبادة الأحرار الذين لاتثيرهم نوازع الشك ،ولا تزعزعهم أعتى العواصف . كنت راسخا ثابتا في عبادتك لربك وطاعتك لرسوله الأمين ص فتكاملت بك وتكاملت بها . وتألقت بك وتألقت بها . كيف لا وأنت القائل :
( أن قوما عبدوا الله رغبة فتلك عبادة التجار . وأن قوما عبدوا الله رهبة فتلك عبادة العبيد . وأن قوما عبدوا الله شكرا فتلك عبادة الأحرار. )نهج البلاغة ص 237 .
وكيف يمكنني ياسيدي ياأبا الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة ، ياحبيب رسول الله ص ويازوج أبنته الزهراء البتول ع أن أعد مناقبك ومواقفك في هذه العجالة وقد ألف الكتاب المنصفون من الشرق والغرب فيها المجلدات .؟ بعد أن أصبح أسمك مبعث أمل لكل مضطهد ومظلوم .؟وانضوى تحت لواءك كل ثائر من أجل الحق والعدالة .؟ ولهج بذكرك كل متعطش لنبع السلام الصافي ؟ وهذا بولص سلامه الشاعر المسيحي المنصف ، وصاحب الضمير المتوقد بالحق يقول في أحدى لوحاته الشعرية الرائعة الصادقة:
لاتقل شيعة هواة علي
أن في كل منصف شيعيا
هو فخر التأريخ لافخر شعب
يدعيه ويصطفيه نبيا
ياعلي العصور هذا بياني
صغت فيه وحي الأمام جليا
ياأمير البيان هذا وفائي
أحمد الله أن خلقت وفيا
ياأمير الإسلام حسبي فخرا
إنني منك مالئ أصغريا
جلجل الحق في المسيحي حتى
عد من فرط حبه علويا
فإذا لم يكن علي نبيا
فقد كان خلقه نبويا.
ياسماء آشهدي وياأرض قري
واخشعي أنني ذكرت عليا.
رحمك الله يابولص سلامه على لوحة الحق هذه وما أكثر المنصفين من أمثالك و هذا جورج جرداق الشاعر والأديب اللبناني الكبير وسفره الرائع (علي صوت العدالة الإنسانية ) والذي يعتبر شهادة ناصعة ، ورؤيا نافذة منصفة بحقك سيدي يابطل العدالة الإنسانية حيث يقول في الصفحة 86 :
( زهد علي في الدنيا وتقشف ، وكان صادقا في زهده كما كان صادقا في كل مانتج عن يمينه ، أو بدرَ من قلبه ولسانه . زهد في لذة الدنيا وسبب الدولة وعلة السلطان وكل مايطمح لبلوغه الآخرون ويرون إنه مرتكز وجودهم. فإذا هو يسكن مع أولاده في بيت متواضع تأوي إليه الخلافة لاالملك . وإذا هو يأكل الشعير تطحنه امرأته بيديها فيما كان عماله يعيشون على أطايب الشام ، وخيرات مصر ، ونعيم العراق ، وما يمكن للحجاز أن يقدم . وكثيرا ماكان يأبى على زوجته أن تطحن له فيطحن لنفسه وهو أمير المؤمنين ، ويكسر من الخبز اليابس الذي يكسره على ركبته . وكان إذا أرعده البرد وأشتد عليه الصقيع لايتخذ له عدة من دثار يقيه أذى البرد ، بل يكتفي بما رق من لباس الصيف إغراقا في صوفية الروح . وأتى أحدهم بطعام نفيس حلو يقال له ( الفالوذج ) فلم يأكله ونظر إليه وهو يقول :
(والله إنك لطيب الريح ، وحسن اللون ، وطيب الطعم ، ولكن أكره أن أعود نفسي مالم تعتَدْ . ). فضائل الصحابة لآبن حنبل 1/536 ومصادر أخرى كثيرة . فليقرأ حكام المسلمين، حكام النهب والفساد والإنحراف حياتك العظيمة سيدي وليتعظوا لو ظلت في نفوسهم بقية من ضمير.
https://telegram.me/buratha