الصفحة الإسلامية

شهادة الإمام الصادق الإمامُ جعفرُ الصادقُ (عليه السلام ) الهَويَّةُ والمَنهَج

4435 15:58:52 2015-08-12

ولِدَ الإمام جعفر الصادق عليه السلام في المدينة المنورة في 17 ربيع الاول سنة 83 للهجرة، وأدرك عليه السلام جده الإمام علي بن الحسين زين العابدين، وتربى في حضن أبيه الإمام محمد الباقر، وعنه اخذ علوم العقيدة والشريعة الإسلامية ومعارف الدين القويم، ويُذكرُ أنه عليه السلام أقامَ مع جده علي بن الحسين اثنتي عشرة سنة، ومع أبيه الباقر بعد جده تسع عشرة سنة، وعاش بعد أبيه أيام إمامته أربعاً وثلاثين سنة، وكانت مدة إمامته في ملك إبراهيم بن الوليد وملك مروان بن محمد الحمار، ثم سارت المسودة من أرض خراسان مع أبي مسلم سنة ثلاثين ومائة وملك أبي العباس السفّاح أربع سنين وأربعة أشهر، وأيام ملك أخيه أبي عبد الله المعروف بأبي جعفر المنصور إحدى وعشرين سنة وأحد عشر شهرا وأياما.

وشكّلَ الإمام الصادق عليه السلام مع آبائه الطاهرين من قبله حلقة متواصلة ومترابطة ومتفاعلة، هدفها واحد وادوارها مختلفة تبعاً للظروف، وأوضح (عليه السلام ) بنفسه هذه الحقيقة المعرفية بقوله: حديثي حديث أبي، وحديث أبي حديث جدي، وحديث جدي حديث الحسين، وحديث الحسين حديث الحسن، وحديث الحسن حديث أمير المؤمنين عليه السلام، وحديث أمير المؤمنين حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وحديث رسول الله قول الله عز وجل.
حَملَ الإمامُ جعفر الصادق الإسلامَ بنقائه وصفائه الأصيل كما نزل على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم؛ لذا قصده العلماء من كل مكان يبغون علمه ويرجون فضله حتى جاوز عدد تلاميذه الألاف، ويشهد ابو حنيفة النعمان بذلك في قولته الشهيرة : (لولا السنتان لهلك النعمان ) بل إنّ أغلب المذاهب الإسلامية تأسستْ على أيدي فقهاء درسوا على يدالإمام الصادق ( عليه السلام ) على ما يذكر التاريخ، ولكن المسلمين إتخذوا فقهائهم أئمة مذاهب فإتبعوهم بذلك وتركوا إستاد الفقهاء والعلماء الإمام المعصوم جعفر بن محمد الصادق عليه السلام .
وإليكَ أيَّها القارىء شهادة اخرى من زعيم مذهب المالكية :مالك بن أنس :
نقلها لنا :ابن تيمية: المشهور ببغضه لأهل البيت المعصومين
وذكرها في كتابه :التوسل والوسيلة:ص 52 :
يقول ابن تيمية (قال مالك بن انس: : ولقد كنتُ أرى جعفر بن محمد الصادق وكان كثير التبسم، فإذا ذُكر عنده النبي اصفر لونه وما رأيته يُحدِّث عن رسول الله إلاّ عن طهارة ولقد إختلفتُ اليه زمانا طويلا فما كنتُ أراه إلاّ على ثلاث خصال إما 
مُصليَّا وإما صامتا وإما يقرأ القرآن ولايتكلم بما لايعنيه وكان من العلماء والعُبّاد الذين يخشون الله تعالى
وفي قول مالك بن انس زعيم المالكية :
ولقد إختلفتُ اليه زمانا طويلا تصريحاً منه بدراسته فعلاً وتعلمه عند الامام الصادق وبفعل وجود الإمام الصادق في وقته تميّز عصره بالنهوض والتطور الفكري والسياسي .
فالإمام عليه السلام قد وظّفَ فترة إمامته الحقة ربانيا والتي استمرت قرابة أربع وثلاثين سنة بدءاً من شهادة أبيه الباقر سنة 114 للهجرة الى سنة شهادته هو :عليه السلام: سنة 148 للهجرة.
وبذل جهده في تأصيل القواعد والمتبنيات الفكرية والعقائدية والفقهية والشرعية وحتى العقلانية والأخلاقية في المنظومة الإسلامية الأصيلة، إذ قال عليه السلام (إنَّما علينا أنْ نُلقي إليكم الأصول وعليكم أنْ تُفرّعوا) والى يومنا هذا يعتمدُ العلماء والفقهاء والفلاسفة المعاصرون من المسلمين وغيرهم على المخزون المعرفي والعلمي للإمام الصادق ومن أبرز ما تميّز به عصره هو ظهور التنوع البشري جنسا وثقافة وحضارةً وفكرا، وخاصة بعد إتساع الفتوحات الإسلامية فتنوعتْ الثقافات والآداب وظهرت حركة ترجمة الكتب المتبادلة من والى المسلمين .
ومن هنا حشّدَ الإمام الصادق عليه السلام كل طاقاته العلمية والفكرية لمواجهة الغزو الفكري والثقافي الذي سمح به بنو العباس في الساحة الفكرية آنذاك وخاصة تيارات الزندقة والملاحدة الشهيرة في التاريخ .
والتاريخ قد وثّق الحوارات والمناظرات الفكرية والفلسفية بين الإمام الصادق و التيارات المضادة فكرا للإسلام، وبيَّنَ كيف تغلَّبَ الإمام عليه السلام فكريا وجدليّاً على تلك التيارات، وبفعل ما قام به الإمام الصادق في وقته وصل إلينا الدين الحق وبقي الفكر الحق متمثلاً بمذهب أهل البيت المعصومين (عليهم السلام ) وأتباعهم .
فسلامٌ على الإمام جعفر الصادق في العالمين
...................

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك