الصفحة الإسلامية

25 من شوال ذكرى شهادة الإمام جعفر الصادق عليه السلام

5622 11:35:02 2015-08-10

الإمام جعفر الصادق عليه السلام اللهم صلِ على مركز الفيوض السبحانية، وكنز العلوم الربانية، المعترف بفضله بين كافة البرية، الحجة على جميع أهل المغارب والمشارق، الإمام بالنص أبي عبدالله جعفر بن محمد الصادق نسبه الشريف الاسم :جعفر بن محمد عليه السلام الكنى : أبو إسماعيل، أبو عبدالله الألقاب : رئيس المذهب، الصادق يوم الولادة : فجر يوم الجمعة الأغر شهر الولادة : 17 ربيع الأول عام الولادة : 83 من الهجرة نقش خاتمه : الله خالق كل شي يوم الوفاة : ليلة الثلاثاء مساء الاثنين شهر الوفاة : 25 شوال عام الوفاة : 148 من الهجرة علة الوفاة : سمه المنصور في عنب المرقد المقدس : البقيع بالمدينة عدد الأولاد : الذكور 7، الأناث2 هو الإمام السادس من أئمة الشيعة الإثني عشر والمعصوم المحيي من الدين كل طامس ٍ ، وكاشف الحقائق ، وباهر الخلائق ، جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب عليهم السلام ، وقد نُسب إليه الشيعة الأثنا عشرية ، فيقال لهم أيضاً ( الجعفرية ). فنسبه هو نسب والده الإمام الباقر (ع) والأئمة الأطهار عليهم السلام المنحدرين من الإمام الحسين (ع) فالنسب المشترك لأمير المؤمنين علي (ع) والنبي محمد (ص). وأما أمه فهي أم فروة وأسمها قريبة أو فاطمة ، بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر ، وقد كانت أم فروة حفيدة لأبي بكر من طرف أبيها ومن طرف أمها أيضاً ، لأن أمها كانت أسماء بنت عبد الرحمن بن أبي بكر ، أي والد أم فروة هو القاسم بن محمد بن أبي بكر ، وكان متزوجاً من بنت عمه عبدالرحمن ولذا يحكى عن الإمام الصادق (ع) أنه قال : ولدني أبو بكر مرتين : والقاسم بن محمد بن أبي بكر ، والد أم فروة ، وجد الإمام الصادق (ع) لأمه ، كان في الوقت نفسه ، أبن خالة الإمام زين العابدين (ع) أيضاً جد الإمام الصادق (ع) لأبيه ، ذلك لأن الروايات تذهب إلى انه وقع في أسر المسلمين أثناء فتح بلاد فارس ، اثنتان أو ثلاث من بنات يزدجرد أخر أكاسرة الفرس ، فتزوج الإمام الحسين (ع) واحدة منهن هي شاهزنان أو شهربانو ، وتزوج الثانية محمد بن أبي بكر (رض) وقد أولد سيدُ الشهداء الأولى ابنه السجاد (ع) و الإمام علي بن الحسين (ع) ، وأولد محمد بن أبي بكر الثانية ولده القاسم بن محمد ، فالمولودان ( جدا أم فروة ) هما ابنا خالة ، وهما حفيدا يزدجرد أيضاً ، ولهذا يقول الشاعر مهيار الديلمي عن لسان حال الإمام (ع): مولده ولد الإمام الصادق سلام الله عليه في المدينة المنورة يوم الأثنين ، السابع عشر من شهر ربيع الأول ، وهو اليوم الذي وُلد فيه جده النبي (ص) ، وكانت ولادة الإمام (ع) سنة ثلاثة وثمانين من الهجرة النبوية المباركة ، وقيل سنة ثمانين للهجرة والقول الأول أشهر. كنيته وألقابه أشهر كناه أبو عبدالله ومنها أبو إسماعيل وأبو موسى وأما ألقابه فمنها الصادق والفاضل والطاهر والقائم والصابر والكافل والمنجي. ولقب الإمام جعفر (ع) بالصادق ، لانطباق صفة الصدق عليه وللحديث المروي عن الإمام زين العابدين (ع) في وجه تسمية حفيده الإمام “بالصادق”، إن هذا اللقب أريد به تمييز الإمام من شخص آخر من سلالة الإمام اسمه جعفر يدعي الإمامية بغير وجه حق ، بل إن البعض ينسب هذا الحديث إلى الإمام زين العابدين (ع) منقولاً عن جده أمير المؤمنين (ع) عن رسول الله (ص) والظاهر إن هذا القول إشارة إلى جعفر ابن الإمام العاشر الإمام علي الهادي (ع) فقد ولد له ابن كان اسمه جعفر ، كما سيجيء في حالاته إن شاء الله تعالى . مدح الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام عطر من المجد الرفيع العابق   أهدي لمولانا الإمام الصادق الصادق الأقوال والأفعال والـ   أعمال لا أحد عليه بسابق نشر العلوم على الأنام جميعهم   من علمه الجمّ الوفير السامق تلميذه العلماء في كل الدنا   فمثاله مثل الضياء الشارق في الفقه والتفسير والتوحيد وال   أديان ليس لهم عليه بلاحق والكيمياء بما أتى من معجز   في الاكتشاف وما له من خارق منه ترشّح نحو جابر، والأولى   رئسوا المذاهب من طموح رامق قد تلمذوا عند الإمام، وإنه   منه الهدى، بمغارب ومشارق فسواه كالنبت الضعيف وإنه   في رفعه النخل العظيم الباسق خط السعادة للأنام بمنهج   عدل المناكب، مستقيم، رائق وله من الأخلاق ما فاحت شذى   تجلو النفوس كعطر ورد شقائق يهدي الأنام إلى السعادة والهدى   فسبـيله يبقى وليس بزاهق من شعر آية الله السيد محمد الشيرازي عمره وحياته بشكل عام عاش (ع) خمساً وستين سنة على المشهور ، أقام مع جده الإمام زين العابدين (ع) اثنتي عشرة سنة ، وبعده مع والده الإمام محمد الباقر (ع) تسع عشر سنة ، وبعده في إمامته وخلافته أربعاً وثلاثين سنة . طواغيت عطره عاصر (ع) سبعة من طواغيت عصره ، خمسة من طواغيت الأمويين وهم الأواخر واثنان من طواغيت بني العباس. والخمسة الأواخر من بني أمية الذين عاصرهم الإمام الصادق (ع) فأولهم هشام بن عبدالملك الذي استشهد الإمام الباقر(ع) وبدأت إمامة الصادق (ع) في عهده ، وبعده الوليد بن يزيد بن عبدالملك ، ثم ابن عمه يزيد بن الوليد ، وأخيه إبراهيم بن الوليد ، ثم أبن عم أبيهما مروان بن محمد المعروف بالحمار الذي كان آخر ملوك بني أمية ، وقد انتهى عهد مروان بمقتله وبانتصار بني العباس ، وبدء الحكم العباسي سنة 132من الهجرة النبوية المباركة . أما طاغيتا بني العباس اللذان عاصرهما الإمام جعفر بن محمد الصادق (ع) ، فأولهما مؤسس الدولة العباسية ، وهو أبو العباس عبدالله بن محمد بن علي بن عبدالله بن العباس بن (عبدالمطلب ع ) ، والجد الأخير الذي انتسبوا إليه ، أي العباس بن عبدالمطلب هو عم النبي (ص) وعم أمير المؤمنين علي (ع) . ولُقب أول ملوك بني العباس بالسفاح لفرط جوره وظلمه وكثرة ما سفح من دم وقتل من الناس الكثيرين وقد دام حكمه أربع سنوات وثمانية أشهر . أما الطاغية الثاني الذي عاصره الإمام الصادق (ع) بعد السفاح فهو أخوه أبو جعفر المنصور الذي كان أسمه عبدالله أيضاً وكان له لقب آخر وهو الدوانيقي ، نسبة إلى الدوانيق ( الدوانيق جمع دانق ، وهو اصغر جزء من النقود في عهده) ، لأن أبا جعفر كان ، ولفرط شحه وبخله وحبه للمال ، يحاسب حتى على الدوانيق ، وكان استشهاد الإمام الصادق (ع) في السنة العاشرة من حكم أبي جعفر المنصور الذي استمر اثنتين وعشرين سنة إلا شهراً واحداً . زواجاته وأولاده تزوج عليه السلام زوجات عديدة منهن فاطمة بنت الحسين الأثرم ابن الحسن بن علي بن أبي طالب وكان أبوها ابن عم زين العابدين (ع) ومنهن حميدة البربرية والدة الإمام موسى الكاظم (ع) وولد له من الأولاد أحد عشر ولداً سبعة من الذكور وأربع إناث فأما الذكور فهم : إسماعيل الأعرج ، وعبدالله ، والأمام موسى بن جعفر (ع) وإسحاق ، ومحمد ، وعلي ، والعباس ، وأما الإناث فهن فاطمة وأسماء وفاطمة الصغرى ، وأم فروة. وكان الإمام (ع) شديد الولوع بولده البكر إسماعيل (ع) وكثير الإشفاق عليه ، ولذا كان قوم من الشيعة يظنون انه الإمام بعد أبيه، ولكن إسماعيل توفي في حياة والده (ع) وقد حزن عليه الإمام كثيراً ، ثم إنه (ع) ودفعاً للشبهة عن الناس، ومنعاً للالتباس أو الاحتمال الظن بإمامة إسماعيل (ع) أو بقائه على الحياة كشف الإمام الصادق (ع) عن وجه أسماعيل مرات عديدة بعد وفاته، وأشهد ثلاثين من أصحابه على موته فشهدوا بذلك ثم أمر (ع) بغسله وتجهيزه وحمله إلى قبره في البقيع من المدينة المنورة ، ووضعه في لحده وأهال التراب عليه ودفنه ، واستشهد أصحابه على دفنه أيضاً من رؤساء قومه ، فشهدوا كلهم على موته ودفنه ، ومع ذلك كله لما استشهد الإمام الصادق (ع) بقي فريق من الناس يقولون بإمامة إسماعيل مدعين حياته . وقال فريق منهم وهم أكثر عدداً بإمامة أبنه محمد بن إسماعيل ، وذهبوا إلى أن الإمامة في ولده إلى أخر الزمان ، وكلا الطرفين من الطائفة المعروفة باسم الإسماعيلية ، وأما بقية الشيعة القائلين بإمامة إسماعيل ، فقد رجعوا إلى الحق وقالوا بإمامة الإمام موسى الكاظم (ع) بعد استشهاد أبيه الصادق (ع) . وكان إسماعيل (رض) رجلاً تقياً عالماً باراً مطيعاً لأبيه ، بخلاف أخيه عبدالله الذي كان بعده ، والذي يعرف بلقب الأفطح ، لأنه أفطح الرأس أو الرجلين – أي كان عريض الرأس والرجلين – فإنه كان متهماً بمخالفة أبيه في الاعتقاد، ويقال أنه كان يخالط الحشوية ، ويميل إلى مذهب المرجئة ، كما عارض أخاه الإمام موسى (ع) في الإمامة ، وادعى الإمامة بعد أبيه لنفسه ، احتجاجاً بأنه أكبر إخوته الباقين ، واتبعه بعض أصحاب الإمام الصادق (ع) ورجع أكثرهم إلى إمامة الإمام موسى الكاظم(ع) ، وأقام نفر منهم على القول بإمامة عبدالله وهو المعروف بالفطحية ولكن عبدالله لم يعش بعد أبيه الصادق (ع) ألا سبعين يوماً ومات. وأما إسحاق بن الصادق (ع) فقد كان ثقة ومن أهل الفضل والورع والاجتهاد وكان يقول بإمامة أخيه الإمام موسى الكاظم (ع). وأما محمد بن الصادق ، كان سخياً شجاعاً ، ولكنه كان يرى رأي الزيدية في الخروج بالسيف ، فخرج على المأمون بمكة المعظمة ، واتبعه الزيدية ، فقاتله المأمون في خراسان حين كان عاملاً عليها من قبل أبيه هارون ، فلما انتصر عليه أشخصه لخراسان ، ولم يؤذه ، بل أكرمه وأدنى مجلسه ، وبقي محمد بن جعفر عند المأمون في خراسان حتى مات ودفن هناك. وأما علي بن جعفر فقد كان راوياً للحديث كثير الفضل وقد لزم الإمام موسى بن جعفر (ع) وروى عنه ، وكذلك كان العباس . ولكن أجلهم قدراً وأعظمهم محلاً وأبعدهم في الناس صيتاً هو أخوهم الإمام السابع ، حجة الله على الخلائق أجمعين ، وباب الحوائج إلى الله الإمام موسى بن جعفر (ع) المنصوص على إمامته من أبيه وأجداده (ع). رواج العلم والدين في عهده ، وسبب نسبة الشيعة إليه عليه السلام عاش الإمام الصادق (ع) كأبيه الباقر (ع) في حقبة من الزمن كان الصراع على أشده بين الحكام الأمويين والعباسيين وخصومهم ، فانشغال الحكام بالحكم ، واستغراق أرباب السلطة وطلابها جعلهم حتى حدٍ ، ينصرفون عن التعرض للمؤمنين فاستغل الإمام الصادق (ع) هذه الفرصة . ونشر أحكام الدين وعلوم أهل البيت ، في ظل تخفيف الضغط والتضييق على الموالين لآل البيت ، وصار الشيعة وأئمتهم في ذلك العهد أحسن حالاً من ذي القبل ، وقل الخوف والتقية بينهم ، ولذا ترى أن معظم أحكام الرسول وأخبار الشيعة ، مروية على لسان الإمامين المعصومين محمد بن علي الباقر وجعفر بن محمد الصادق (ع) اللذين عاصرا حقبة الصراع السياسي والعسكري هذه . وجو الحرية الإيمانية والفكرية هذا ، في اواخر العهد الأموي وأوائل العصر العباسي ، ولَّدا أفكاراً ومذاهب وفرقاً دينية متعددة ، وفلسفات ومدارس فكرية مختلفة ، انتسب كل واحد لمؤسسها ، فانتسب الشيعة للإمام جعفر بن محمد الصادق (ع) وصار يقال لهم الشيعة الجعفرية ، افتخاراً بعلم جعفر الصادق (ع) ومكانته الشامخة ، واعتداداً بارتباطهم به هو (ع) لا سواه: مقامه العلمي وكراماته ومحاججاته كان (ع) ، وكذا آباؤه وأبناؤه المعصومون ، القمة العليا والذروة القصوى في العلم والخلق معاً ، وكان يضرب به المثل في الجمع بين الشرف والمعرفة ، وفي الأخبار عنه (ع) أنه كان يحضر درسه أربعمائة رجل من وجوه المسلمين تلاميذ وعلماء ومجتهدين ، وروي عنه وحدث من الثقات أربعة آلاف نفر ، منهم مالك بن أنس وشعبة بن الحجاج ، وسفيان الثوري ، وأحمد بن حنبل وأبو حنيفة الذي كان من تلامذته والذي يقول ( لولا السنتان لهلك النعمان ) أي السنتين اللتين درسهما عند الإمام جعفر بن محمد الصادق (ع) وغيرهم . وكان عدد كبير من أعلام الفقهاء والصوفية يفتخرون بالنقل عنه ، أمثال أبي يزيد ، ومالك والشافعي وابن جريح وإبراهيم بن ادهم ، ومالك ابن دينار ، بل أن مالك بن أنس كان يقول ما رأت عين ولا سمعت أذن ولا خطر على قلب بشر ، أفضل من جعفر الصادق (ع) فضلاً وعلماً وورعاً وعبادة ومناقشاته ومحاججاته الكثيرة مع أهل العلم ، ومع المخالفين من أرباب الديانات والمذاهب الأخرى ، ومع الملحدين ومع منكري البعث وسواهم والتي ألقمت خصومه دائماً حجراً ، تبهر العقول وتحير الألباب ، وله معجزات كثيرة وكرامات خارقه ، ليست مستغربة قط من أهل بيت النبوة وفروع الدوحة العلوية . وصيته لولده الكاظم عليه السلام في حلية الأولياء بسنده عن بعض أصحاب جعفر بن محمد الصادق عليه‏السلام قال دخلت على جعفر و موسى ولده بين يديه و هو يوصيه بهذه الوصية فكان مما حفظت منه أن قال يا بني اقبل وصيتي و احفظ مقالتي فإنك إن حفظتها تعش سعيدا و تمت حميدا يا بني إنه من رضي بما قسم له استغنى و من مد عينه إلى ما في يد غيره مات فقيرا و من لم يرض بما قسم الله له عز و جل أتهم الله في قضائه و من استصغر زلة نفسه استعظم زلة غيره و من استصغر زلة غيره استعظم زلة نفسه يا بني من كشف حجاب غيره انكشفت عورات بيته و من سل سيف البغي قتل به و من احتفر لأخيه بئرا سقط فيها و من دخل السفهاء حقر و من خالط العلماء وقر و من دخل مداخل السوء اتهم يا بني إياك أن تزري بالرجال فيزري بك و إياك الدخول فيما لا يعنيك فتذل لذلك يا بني قل الحق لك أو عليك تستشان من بين أقرانك يا بني كن لكتاب الله تاليا و للسلام فاشيا و بالمعروف آمرا و عن المنكر ناهيا و لمن قطعك واصلا و لمن سكت عنك مبتدئا و لمن سألك معطيا و إياك و النميمة فإنها تزرع الشحناء في قلوب الرجال و إياك و التعرض لعيوب الناس فمنزلة المتعرض لعيوب الناس بمنزلة الهدف يا بني إذا طلبت الجود فعليك بمعادنه فإن للجود معادن و للمعادن أصولا و للأصول فروعا و للفروع ثمرا و لا يطيب ثمر إلا بفرع و لا فرع إلا بأصل و لا أصل ثابت إلا بمعدن طيب يا بني إذا زرت فزر الأخيار و لا تزر الفجار فإنهم صخرة لا ينفجر ماؤها و شجرة لا يخضر ورقها و أرض لا يظهر عشبها.قال علي بن موسى عليهما السلام فما ترك أبي هذه الوصية إلى أن مات. في رثاء الإمام الصادق عليه السلام ليّ قلب ثلّه الخــــــطبُ فمــــــارا وجفون تقذفُ الدمـــع جــــِمارا وحقول بيــــن أحشائـــــــي ذَوَتْ فاستحالتْ من لظى الحزن قِفارا ريثما حلّ الجوى في خافـقــــــي فغفا بين جُراحـــــي وتــــوارى فأنا ظئرٌ لأتــــــراب الأســـــــــى نحتسي من حانة الجفــن عُقارا كم كؤوسٍ بالرزايـا طفـــــــــحتْ فشربناها وما نحـــن سكــــارى أوَ بعدَ القَرْمِ من سادتــــــــــــــنا نأمن الدهر بأن يرعـــى الذّمارا كيف نصبو لحياة بعدما قتلوا مَن أَلْبَسَ الــــديــــن افــــتـــخــــارا قتلوا أصدق مَنْ فوق الـــــــثرى بذعافِ السُّمّ في الأحشاء سـارا صَدَق الحزنُ بفقدِ الصـــــــــادق فقدُهُ أورى شِغافَ القلبِ نــــارا لهفَ نفسي كيف يُعفى قـــــــبـرُه وهو حصنٌ وبه الكونُ استجارا قَذِيَت عينٌ إذا لــم تبكِــــــــــــــهِ بَدَلَ الدمع دمـــاً ليــــلَ نهــــارا إننا نرتقبُ الـــــــيـــوم الـــــــذي يطلب الموعودُ للصادق ثــــارا ثم يدعو يا لثـــــارات الحـسيـــن لدماءٍ سُفـــكتْ منــــه جُبــــارا ناحروه وبه لم يحــــــــــــفظـــوا لرسولِ الله قــــَدراً ووقـــــــارا للشاعر الأديب الأستاذ جابر الكاظمي وفاته لما توفي و حمل إلى البقيع أنشد أبو هريرة العجلي : أقول و قد راحوا به يحملونه على كاهل من حامليه و عاتق‏أ تدرون ما ذا تحملون إلى الثرى! ثبيرا ثوى من رأس علياء شاهق‏ غداة حثا الحاثون فوق ضريحه ترابا و أولى كان فوق المفارق و روى الكليني و غيره بالإسناد عن أبي أيوب الجوزي قال بعث إلي أبو جعفر المنصور في جوف الليل فدخلت عليه و هو جالس على كرسي و بين يديه شمعة و في يده كتاب فلما سلمت رمى الكتاب إلي و هو يبكي و قال هذا كتاب محمد بن سليمان “والي المدينة” يخبرنا أن جعفر بن محمد قد مات فإنا لله و إنا إليه راجعون ثلاثا و أين مثل جعفر ثم قال لي اكتب فكتبت صدر الكتاب ثم قال اكتب إن كان أوصى إلى رجل بعينه فقدمه و اضرب عنقه فرجع الجواب إليه أنه أوصى إلى خمسة أحدهم أبو جعفر المنصور و محمد بن سليمان و عبد الله و موسى ابني جعفر و حميدة فقال المنصور ليس إلى قتل هؤلاء سبيل. و روى ابن شهرآشوب في المناقب عن داود بن كثير الرقي قال أتى أعرابي إلى أبي حمزة الثمالي فسأله خبرا فقال توفي جعفر الصادق فشهق شهقة و أغمي عليه فلما أفاق قال هل أوصى إلى أحد قال نعم أوصى إلى ابنه عبد الله و موسى و أبي جعفر المنصور فضحك ابو حمزة و قال الحمد لله الذي هدانا إلى الهدى و بين لنا عن الكبير و دلنا على الصغير و أخفى عن أمر عظيم فسئل عن قوله فقال بين عيوب الكبير و دل على الصغير لإضافته إياه و كتب الأمر بالوصية للمنصور لأنه لو سأل المنصور عن الوصي لقيل أنت, و ذلك أن عبد الله و إن كان أكبر ولد الصادق عليه‏السلام إلا أنه كان به عيب فكان أفطح الرجل و الإمام لا يكون ناقصا و مع ذلك كان جاهلا بأحكام الشريعة.قوله: لإضافته إياه يعني إضافته إلى الأوصياء و جعله من جملتهم فعلم أنه هو الوصي الحقيقي لكمال فضله. و في مروج الذهب للمسعودي : لعشر سنين خلت من خلافة المنصور توفي أبو عبد الله جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب سنة 148 و دفن بالبقيع مع أبيه و جده و له “65 سنة” و قيل إنه سم. و على قبورهم في هذا الموضع من البقيع رخامة مكتوب عليها: (بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله مبيد الأمم و محيي الرمم هذا قبر فاطمة بنت رسول الله صلى ‏الله ‏عليه ‏وآله سيدة نساء العالمين و قبر الحسن بن علي بن أبي طالب و علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب و محمد بن علي و جعفر بن محمد عليهم ‏السلام) و في تذكرة الخواص حكاية الكتابة على الرخامة عن الواقدي.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
آخر الاضافات
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك