أم أتذكر يوم فتح مكة ووقوفك على كتفي رسول الله الطاهرين وتحطيمك لهبل ومناة واللات والعزى وغيرها من آلهة أبي لهب وأبي جهل وفجارتلك الجاهلية الجهلاء.؟
أم أتذكر عدالتك التي ملأت الدنيا وشغلت الناس وأصبحت نبراسا يحتذى لكل قوانين حقوق الإنسان على مر الزمن الى يوم الدين. ؟
إن هذه الصفات وغيرها الكثير تحتاج الى مجلدات ومجلدات لكي تأخذ حقها فما عساني أن أتذكر من صفاتك الجليلة الكريمة سيدي وأنت البحر الزاخر من القيم والفضائل التي غرسها في قلبك ووجدانك معلمك الأول وخير الخلق محمد بن عبد الله ص فتربيت عليها وكبرت وترعرعت وتمشت في دمك الطاهر، وثبتت في كيانك الجليل.
سيدي ياأبا الحسن :
إن قلبك النابض بحب الإنسانية أضحى نبراسا لكل الأقلام الحرة الشريفة التي تزاحمت في حومة الأمانة التأريخية والكلمة الحرة الصادقة بعيدا عن عقد التأريخ لتنهل من بحرك الزاخر بالعطاء وتقدمه زادا فكريا إيمانيا لكل البشر الباحثين عن الحق والحقيقة.
سيدي يا أبا الحسن :
أنت قلب الإنسانية النابض وأسد الله الغالب ومعجزة الصحراء العربية بعد نزيل غار حراء سيد البشرية محمد ص. وأنت نصير كل المستضعفين المضطهدين أينما كانوا وحلوا، وكنت تعيش مع الله والفقراء ، وتشعر بشعورهم ، ولم تغريك السلطة عن التعايش معهم . وما أعظمك حين قلت:
(لعل بالحجاز أو اليمامة من لاطمع له بالقرص.)
وما أنبلك وأطهرك حين قلت :
(والله لأن أبيت على حسك السعدان مسهدا ، أو أُجرً في الأغلال مصفدا .أحبُ إليً من أن ألقى الله ورسوله يوم القيامة ظالما لبعض العباد ، وغاصبا لشيئ من الحطام ، وكيف أظلم لنفس يُسرعُ إلى البلى قفولها ، ويطولُ في الثرى حلولُها.)
وهل ينسى مسلم منصف قولك المأثور لمالك الأشتر رض حينما وليته على مصر:
(واشعر قلبك الرحمة بالرعية والمحبة لهم واللطف بهم ولا تكونن عليهم سبعا ضاريا فتغتنم أكلهم فإنهم صنفان أما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق).
لقد قلت ذلك لأنك فهمت الإسلام وآستوعبت هداه ، وتمشت شآبيبه النورانية في كيانك، ولأنك حبيب رسول الإنسانية ص الذي قال قولته المشهورة والتي يحاول دعاة العنصرية والنعرات الجاهلية المقيتة نكرانها في هذا الزمن:
(لا فضل لعربي على أعجمي الا بالتقوى والإنسان أخو الإنسان أحب أم كره) انطلاقا من الآية الكريمة:
بسم الله الرحمن الرحيم :
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيْرُ.) الحجرات 13.
فما أعظم دستورك ومحتواك أيها الإسلام العظيم الذي يحاول الأعداء تشويه وجهك النقي بإثارتهم الأحقاد والفتن بفتاواهم التكفيرية وأحاديثهم التي لا تخرج إلا نكداً وسوءاً وسماً زعافاً تعافه النفوس التي صقلها الإيمان وسارت على هدي محمد ص وآله الطيبين الطاهرين ع وصحبه المنتجبين رض. ولن تنخدع بها الا النفوس الضعيفة المهزوزة التي تعشعش فيها عناكب الجاهلية والنعرات القومية الضالة.
سيدي ياأبا الحسن:
ألست القائل:ألست الذي كنت تلبس الخشن وتأكل جريش الشعير وتعيش في بيتك البسيط وأنت أمير المؤمنين ، وبيدك بيت مال المسلمين فماذا سيقول ملوك وأمراء البترول من أصحاب المليارات في بنوك الغرب وساكني القصور الفارهة الخيالية التي تُشيًد على مرتفعات أقدس الأماكن الإسلامية وهي مكة والمدينة وغيرها من البلاد الإسلامية أمام مرأى الملايين من المسلمين ونصف المجتمع الإسلامي يعيش في المقابر والبيوت الطينية التي لاتقي من حر ولا قر ويتضور الملايين من المشردين من الأطفال والنساء والشيوخ جوعا؟ ولم يكتفوا بذلك بل أطلقوا طائراتهم الحربية التي اشتروها من أسيادهم المستكبرين بأموال شعوبهم تُغير بقنابلها على أكثر الناس فقرا في العالم لتبيدهم وتدمر بيوتهم ومساجدهم وأسواقهم في شهر رمضان دون خوف أو وجل من رب الكعبة المقدسة. أهذا هو إسلامهم الذي يروجون له ويروج له شياطينهم في فضائياتهم الضلالية في هذه الحروب الدموية التي يشعلونها في البلاد الإسلامية والتي تحرق البشر والشجر والحجر وتكلف عشرات المليارات من الدولارات لإلهاء المسلمين بأمور أخرى أبعد ما تكون عن القيم التي نادى بها الإسلام. وصرفهم عن قضاياهم الكبرى.إنهم والله يمزقون وحدة المسلمين ببغيهم وعدوانهم وأكلهم السحت وتسخير بيت مال المسلمين للمؤامرات وقتل المسلمين في شهر رمضان. وهم بجرائمهم الكبرى هذه يشوهون كل المعاني الإنسانية التي أمر بها الإسلام.
https://telegram.me/buratha