إن القرآن هذا الكتاب الإلهي العظيم الذي أنزله الله في شهر رمضان حري بكل مسلم وغير مسلم أن يتدبر معانيه الراقية السامية لكي يضع قدمه على الطريق الصحيح الذي خلقه الله من أجل أن يسلكه لأنه النور الذي يهديه إلى طريق النعيم السلام والخير والسعادة والهداية والهناء الدنيوي والأخروي. حيث قال الله في محكم كتابه العزيز:
بسم الله الرحمن الرحيم :
(قَدْ جَاءَكُم مِّنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ.) المائدة 15-16.
وقد قال سيد الوصيين وأمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع:
( أن رسول الله ص خطبنا ذات يوم فقال أيها الناس إنه قد أفبل عليكم شهر الله بالبركة والرحمة والمغفرة. شهر هو عند الله أفضل الشهور ،وأيامه أفضل الأيام ، وساعاته أفضل الساعات هو شهر دعيتم فيه إلى ضيافة الله وجُعلتم فيه من أهل كرامة الله، أنفاسكم فيه تسبيح ، ونومكم فيه عبادة ، وعملكم فيه مقبول ودعاؤكم فيه مستجاب، فقمت فقلت يارسول الله ماأفضل الأعمال في هذا الشهر؟ فقال ياأبا الحسن أفضل الأعمال في هذا الشهر الورع عن محارم الله عز وجل.) فأين المسلمون من قول رسول الله ص.؟
إن أمتنا الإسلامية اليوم في وضع لاتحسد عليه فهي تمر في ظروف عصيبة وتعتريها أزمات كبرى وأعداء هذه الأمة وعلى رأسهم الكيان الصهيوني يتمادون في التعدي على مقدساتها وقيمها أكثر فأكثر كلما شعروا بضعفها وهوانها نتيجة النعرات الجاهلية التي تعصف بها من الداخل وأخطرها فتكا ودمارا هو هذا التعصب القومي والمذهبي التي تبشر به فضائيات مشبوهة تقطر سما زعافا وتحولت إلى أبواق صدئة لكل طائفي خبيث لايحمل في نفسه إلا الخبث والمكر والبهتان. وهاهي الأمة تتمزق يوما بعد يوم نتيجة لهذه الخطابات الطائفية التكفيرية المشوهة الحاقدة البعيدة كل البعد عن روح الإسلام وجوهره وقد قال الله في محكم كتابه العزيز:
بسم الله الرحمن الرحيم :
(وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ.) المؤمنون52.
وفي آية كريمة أخرى:
بسم الله الرحمن الرحيم:
(إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ.) الأنبياء92
وقد قال رسول الله ص :
(المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده) وفي رواية أخرى (المسلم من سلم الناس من لسانه ويده) فماذا سيقول هؤلاء لربهم بعد أن أصبحوا أبواقا ومطايا لأعداء الأمة ليحققوا أغراضهم الدنيئة المعادية من خلالهم نتيجة لسقم أرائهم وجهالتهم التي تشبعوا بها في هذه الفضائيات التي لاترعى حرمة لرمضان ولا في غير رمضان ولم تستطع أنفسهم الأمارة بالسوء التخلص منها وراحوا علاوة على بثهم الأحقاد الطائفية يكيلون المدح لملوك العهر والفساد والطغيان والاستبداد ويحيطونهم بهالة من العظمة والتبجيل المزيفين لخداع عقول الناس وصرفها عما يرتكبون من آثام بحق شعوبهم. وهناك محطات فضائية أخرى جعلت من شهر رمضان المعظم شهرا لتقديم التمثيليات الهابطة التي لاعلاقة لها بهذا الشهر الكريم وتحمل عناوين مثيرة للشباب لتوقعهم في شرك الميوعة والإنحراف والخدر حتى لايشعروا بما تعانيه أمتهم من ويلات ومحن .
أن ديننا الإسلامي العظيم الذي سداه ولحمته التسامح والمحبة ولم الشمل والتكافل والرحمة والعطف والمساواة ومحاربة الظلم والظالمين يحاول هذا النفر الضال من المحسوبين عليه أن يجعل منه دين تعصب وحقد وتكفير وانتقام وخضوع للطغاة والمتجبرين الذين يعتبرون أنفسهم ظل الله في الأرض ظلما وعدوانا. ويحسبون إنهم يحسنون صنعا بأعمالهم وأقوالهم المنافية لروح الإسلام لكنهم سيدركون ولو بعد حين إنهم خسروا أنفسهم حين يدنو أجلهم وهيهات لندمهم أن ينقذهم من العذاب الذي ينتظرهم . وقد قال الله في محكم كتابه العزيز:
بسم الله الرحمن الرحيم:
( قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُم بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا. )الكهف - 103- 104 .
https://telegram.me/buratha