الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام
الإمام أبو جعفر محمد بن علي الباقر (ع) هو خامس أئمة أهل البيت (ع) ولد في المدينة المنورة سنة 57 هـ غرة شهر رجب المرجب شهد واقعة الطف نقش خاتمه العزة لله جميعاً توفي سنة 114هـ ودفن في المدينة المنورة.
ولادته:
ولد عليه السلام بالمدينة سنة سبع وخمسين من الهجرة وقبض بها سنة أربع عشرة ومائة، وسنه يومئذ سبع وخمسون سنة وهو هاشمي من هاشميين، علوي من علويين، أمه أم عبد الله فاطمة بنت الحسن قال في حقها الامام الصادق : كانت صديقة، لم تدرك في آل الحسن امرأة مثلها.
وقد روى الشيخ الكليني في حقها : عن أبي الصباح، عن أبي جعفر عليه السلام قال كانت امي قاعدة عند جدار فتصدع الجدار وسمعنا هدة شديدة، فقالت بيدها: لا وحق المصطفى ما أذن الله لك في السقوط، فبقي معلقا في الجو حتى جازته فتصدق أبي عنها بمائة دينار .
وقبره بالبقيع من مدينة الرسول الله صلى الله عليه وآله (1) .
سبب تلقبيه بالباقر :
روى الشيخ الكليني : عن أبان بن تغلب عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن جابر بن عبد الله الانصاري كان آخر من بقي من أصحاب رسول الله وكان رجلا منقطعا إلينا أهل البيت وكان يقعد في مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله وهو معتجر بعمامة سوداء وكان ينادي يا باقر العلم، يا باقر العلم، فكان أهل المدينة يقولون: جابر يهجر، فكان يقول: لا والله ما أهجر ولكني سمعت رسول الله صلى اله عليه وآله يقول: إنك ستدرك رجلا مني اسمه اسمي وشمائله شمائلي، يبقر العلم بقرا، فذاك الذي دعاني إلى ما أقول، قال: فبينما جابر يتردد ذات يوم في بعض طرق المدينة إذ مر بطريق في ذاك الطريق كتاب فيه محمد بن علي فلما نظر إليه قال: يا غلام أقبل فأقبل ثم قال له: أدبر فأدبر ثم قال: شمائل رسول الله صلى الله عليه وآله والذي نفسي بيده، يا غلام ما اسمك؟ قال: اسمي محمد بن علي بن الحسين، فأقبل عليه يقبل رأسه (2).
عدد أولاد الإمام سبعة :
1- أَبو عبداللهِ جعفرُ بن محمّدٍ الصادق . 2- عبدُاللهِ بن ّمحمّدٍ . 3- إِبراهيمُ 4- عبيدُ اللهِ . 5- عليّ . 6- زينبُ . 7- أُمُّ سلمةَ .
ولم يُعتقدْ في أَحدٍ من ولدِ أَبي جعفرٍ عليهِ السلام الإمامةُ إلا في أَبي عبدِاللهِ جعفرِ بنِ محمّدٍ الصادق عليهِ السلامُ خاصّةً، وكانَ أَخوه عبدُ اللهِ رضيَ اللهُ عنه يُشارُ إِليه بالفضلِ والصلاحِ .
فضائله:
قال الشيخ المفيد : وقد روى الناس من فضائله ومناقبه مايكثر به الخطب ان أثبتناه، وفيما نذكره منه كفاية فيما نقصده في معناه انشاء الله تعالى .
*عن أسود بن عامر قال: حدثنا حيان بن علي عن الحسن بن كثير قال: شكوت إلى أبي جعفر محمد بن علي عليهما السلام الحاجة، وجفاء الاخوان فقال: بئس الاخ أخ يرعاك غنيا، ويقطعك فقيرا، ثم أمر غلامه فاخرج كيسا فيه سبعمائة درهم وقال: استنفق هذه فاذا نفدت فأعلمني.
*وقد روى محمد بن الحسين قال حدثنا عبدالله بن الزبير قال: حدثونا عن عمرو بن دينار، وعبدالله بن عبيد بن عمير، انهما قالا: ما لقينا أبا جعفر محمد بن علي عليهما السلام الا وحمل الينا النفقة والصلة والكسوة، ويقول: هذه معدة لكم قبل أن تلقونى.
*وروى ابونعيم النخعي عن معاوية بن هشام عن سليمان بن قرم قال: كان أبو جعفر محمد بن علي عليهما السلام يجيرنا بالخمسمائة درهم إلى الستة مئة إلى الالف درهم، وكان لايمل من صلة الاخوان وقاصديه ومؤمليه وراجيه.
*وروى عنه عن آبائه عليه وعليهم السلام ان رسول الله صلى الله عليه وآله كان يقول: أشد الأعمال ثلاثة: مواساة الاخوان في المال، وأنصاف الناس من نفسك، وذكر الله على كل حال. *وكان عليه السلام يقول: بلية الناس علينا عظيمة، ان دعوناهم لم يستجيبوا لنا، وان تركناهم لم يهتدوا بغيرنا.
*وكان عليه السلام يقول: ما ينقم الناس منا، نحن أهل بيت الرحمة، وشجرة النبوة ومعدن الحكمة ومختلف الملائكة، ومهبط الوحي.(3)
ـــــــــــــــــ
1- ينظر : الكافي للكليني / كتاب الحجة / ج 1 / مولد ابي جعفر / ص 469 . ، والارشاد / ص 382 .
2- الكافي للكليني / كتاب الحجة / ج 1 / مولد ابي جعفر / ص 469 .
3ـ ينظر: الإرشاد – للشيخ المفيد / ص 383 – 388.
28/5/150421
https://telegram.me/buratha