سجد المجد للسنا والبهاء.
وتباهى الوجود بالزهراء .
بضعة للنبي طهر تسامى .
جوهرالحق والنهى والأباء.
كوثر لليقين عبر الليالي .
هي أم الأئمة الأصفياء .
فجلال الزهراء جود جليل .
وعطاء السماء لكل النساء .
من يتمعن في سيرة سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء البتول ع ومن عرف مكانتها عند رسول الإنسانية محمد ص ينحني أجلالا لذلك الجلال النوراني الذي رعاه رسول الله ص وضمه في قلبه وبين حناياه ليكون له أجل حب وأبهى شأن ، وأطهر غرس يتفاخر به على الأشهاد . ذلك النور الذي باركته السماء هو نور البضعة الطاهرة العالمة فاطمة الزهراء ع الذي سيبقى ممتدا بين السماء والأرض لينشر عطاءه السرمدي في كل بقعة وصل أليها الإسلام واستظلت البشرية بخيمته العظمى وشجرته الوارفة الظلال .
لقد أراد الله لتلك البضعة الكريمة الطاهرة التقية الأبية أن تكون أما لأبيها ص ونبضا لقلبه الطاهر ووشيجة لأطهر علاقة إنسانية متوهجة بين الرسول الكريم ص وأبنته البتول ع على مر التأريخ حين جسد حبه ص لها حين قال لزوجه أم المؤمنين عائشة:
(ياعائشة أني إذا اشتقت ألى الجنة قبلت نحر فاطمة. )
لأنها درة الإسلام النقية التي جسدت الخلق النبوي بأبهى صوره. ولأنها نهلت من معين النبوة الطاهر، وصفائه البهي وشذاه العبق ، وسموه المشرق ومثله العليا. فتشرب ذلك المعين في كل خلاياها وعقلها وروحها وكيانها ليقدمها الله هدية ثمينة ومثالا وقدوة ونبراسا وشمسا لاتزول لكل نساء الدنيا من بعدها.
وحين يسأل الأمام علي ع حبيبه رسول الله ص قائلا: يارسول الله: (أي أهلك أحب أليك ؟) فيجيبه رسول الله ص بأمر من ربه العظيم المتعال: (فاطمة بنت محمد)وهي كلمة لم يقلها رسول الله بحق إنسانة آخرى. وحين يقول نبي الإسلام محمد ص :
(فاطمة بضعة مني من أحبها فقد أحبني ومن أغضبها أغضبني.) لأنه يعرف وهو الرسول العارف ص ببواطن الأمور وتعاليم السماء وكنهها وحاشى له أن يقول ص كلاما عاطفيا عابرا سرعان ماتذروه الرياح بقدر ماهو توجيه للأمة بالتخلق بخلق فاطمة ع لأن لها مكانة كبيرة عند ربها العظيم وعند نبيه الكريم ص ولابد أن يعرف المسلمون كل أبعاد ذلك السمو الإلهي والرفعة النبوية التي وصلت أليها.
أن العلاقة بين رسول الله ص وأبنته فاطمة الزهراء ع هي علاقة الدوحة الخالدة بأحد أغصانها الرئيسية التي لابد أن تخلد معها لأن ذلك الغصن ترعرع في بيت الرسالة ونشأ على نهجها وتربى بين أحضانها وشرب من نبعها الصافي فتكاملت فيه كل المثل والقيم الغراء التي حملتها تلك الرسالة للبشرية.
وكان زواج علي بن أبي طالب ع بفاطمة الزهراء ع هو بأمر من الله جلت قدرته لتمتد تلك الذرية الطاهرة في شعاب الأرض وتكون هادية للآمة والحجة على أجيالها المتعاقبة. ومن أنكر ذلك فكأنه أنكر وجود قرص الشمس . وحين تبارك السماء هذا الاقتران المبارك فيجتمع النوران معا نور فاطمة بنت محمد ص ونور علي بن أبي طالب ع ليمتدا في شعاع أزلي يمتد ويستطيل ألى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
فعلي وفاطمة ع وأبنيهما الحسن والحسين ع وذريتهم من باقي الأئمة الأطهار ع هم مصابيح متوهجة تستمد عطاءها من نور الرسالة المحمدية السمحاء الغراء لتصبح مشعلا للحق وأهله تهتدي به الأمة في الظلمات المدلهمة لأنهم سفينة النجاة لها التي بشر بها رسول البشرية في حديث السفينة المتداول على كل لسان. والغني عن كل توضيح وبيان . وإذا أرادت هذه الأمة التعرف على مكامن الضعف والخلل اللذان يعصفان بها وسعت ألى النجاة من هذه المحن عليها أن تركب في تلك السفينة وإذا تخلفت عنها فستكون في أضعف حالاتها على مر الزمن .
https://telegram.me/buratha