فقد اقيم في النجف الاشرف حفلا تابينا يوم امس الجمعة اقامته اسرته الكريمة في مسجد الهندي حبث مرقد الامام الحكيم (قدس سره) حضره جمع غقير من ابناء الحوزة العلمية المباركة وشخصيات ثقافية واجتماعية ، كما اقيم في بغداد حفلا تأبينيا بذكرى السنوية لرحيل زعيم الطائفة الامام محسن الحكيم ، حيث القيت كلمات بالمناسبة.
وقال السيد عمار الحكيم خلال الحفل التأبيني بمناسبة ذكرى رحيل الامام محسن الحكيم في بغداد ، ان ” الامام الحكيم ساهم بإنشاء ودعم عدد من الجامعات والكليات والمجالات الثقافية في العالم.
وتابع ان ” الامام محسن الحكيم تجسد فيه منهج ومدرسة اهل البيت”.
واضاف السيد الحكيم ” نحن بأمس الحاجة اليوم الى منهج وسلوك الامام الحكيم التي تعمق ثقة الشعب وتقرب مكوناته” .
وجدد السيد عمار الحكيم استنكاره للرسوم المسيئة للرسول ، داعيا الغرب الى محاربة الاساءة للاديان.
واقيم حفل تأبيني في اربيل اليوم السبت بمناسبة الذكرى السنوية لرحيل زعيم الطائفة الامام السيد محسن الحكيم بحضور قادة ومسؤولي اقليم كردستان في اربيل.
وأثنى رئيس حكومة اقليم كردستان نيجيرفان البارزاني مواقف الامام السيد محسن الحكيم (قدس سره) ، مبينا انها ستبقى دائما وأبدا في عقول الكرد . السیرة والمسیرة للسید محسن الطباطبائي الحکیم
نسبه وأسرته
هو محسن بن مهدي بن صالح بن أحمد بن محمود بن إبراهيم بن علي هو ابن مراد بن أسد الله بن جلال الدين بن حسن بن مجد الدين علي بن قوام الدين محمد بن إسماعيل بن عباد بن أبي المكارم بن عباد بن أبي المجد أحمد بن عباد بن علي بن حمزة بن طاهر بن علي بن محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن السيد إبراهيم طباطبا بن إسماعيل الديباج بن إبراهيم الغمر بن الحسن المثنى بن الحسن المجتبى بن علي بن أبي طالب.
ولد محسن الطباطبائي الحكيم في شهر شوال 1306 هـ بمدينة النجف، وينتسب لأسرة الحكيم ترجع جذورها إلى جبل عامل في جنوب لبنان، وقد سُميت بذلك حيث كان أحد أجداده ـ وهو “علي” ـ طبيباً مشهوراً، ومنذ ذلك الزمان اكتسبت العائلة لقب (الحكيم) بمعنى الطبيب، وأصبح لقباً مشهوراً لها. وقد كان جده مهدي الحكيم من مدرسي علم الأخلاق المعروفين في زمانه, وأما أمه فهي حفيدة الفقيه الشيعي عبد النبي الكاظمي.
إخوته
السيد هاشم و السيد محمود
مسيرة تحصيله العلمي
أنهى دراسته الابتدائية ودراسة المقدمات, ثم شرع بدراسة السطوح العالية عند أساتذة عصره، ولما بلغ عمره عشرين سنة؛ تتلمذ على المراجع الدينية التالية أسماؤهم:
محمد كاظم اليزدي.
محمد كاظم الخراساني.
ضياء الدين العراقي.
أبو تراب الخونساري.
شيخ الشريعة الأصفهاني.
الميرزا النائيني
محمد سعيد الحبوبي.
علي باقر الجواهري.
مرجعيته
تسنّم محسن الحكيم بعد السيد أبو الحسن الاصفهاني وكان المرجع الثاني للشيعه في العالم ثم تسنم المرجعية العامة للشيعة بعد وفاة حسين البروجردي، وأخذ بوضع نظام إداري للحوزة, وشرع ببناء المدارس وإرسال المبلغين إلى نقاط العراق المختلفة. وبهذا العمل ازداد عدد الطلاب في جميع الحوزات, وأشرف على كثير من المجلات الإسلامية التي كانت تصدر في ذلك الوقت, من أمثال مجلة الأضواء ورسالة الإسلام والنجف وغيرها.
مواقفه السياسية
كـان السيد الحكيم منذ ايام شبابه رافضا للظالمين واعداء الدين, وقد شارك بنفسه في التصدي للاحتلال البريطاني الغاشم للعراق, حيث كان مسؤولا عن المجموعة المجاهدة في منطقة الشعيبة في جنوب العراق, وكان يعلم بالنوايا الخبيثة للاستعمارعندما اخذ يتبع سياسة فرّق تسد في العراق. بذل السيد الحكيم قصارى جهوده في سبيل جمع شمل المسلمين من المذاهب المختلفة, عن طـريـق المشاركة في كثير من الفعاليات التي كان يقيمها اهل السنّة, مشجعا اياهم في الوقت نفسه على حضورهـم في المقابل بالمناسبات التي يقيمها الشيعة, وعندما اخذ الحكام المرتبطون بالاجنبي بترويج افكار القومية العربية في العراق؛ قام السيد بالتصدي لتلك الأفكار, وقاوم كل اشكال التعصب والتمييز الطائفي والعرقي في العراق, وخير شاهد على ذلك اصداره الفتوى المعروفة بحرمة مقاتلة الأكراد في شمال العراق, لانهم مسلمون, تجمعهم مع العرب روابط الاخوة والدين.
لهذا فقد فشل النظام العراقي في الحصول على فتوى شرعية من علماء الدين لمحاربة الأكراد في الشمال. ومـن مواقفه السياسية الأخرى دعمه لحركات التحرر في العالم الإسلامي, وعلى راسها حركة تحرير فلسطين, واصدر بهذا الخصوص العديد من البيانات التي تشجب العدوان الصهيوني, وتؤكد على ضـرورة الوحدة الإسلامية, لغرض تحقيق الهدف الاسمى, وهو تحرير القدس من ايدي الصهانية المعتدين.
محاربته الأفكار الشيوعية في العراق
تغلغلت الأفكار الشيوعية بين اوساط الجماهير في العراق ايام السيد الحكيم, وقد طبّل الحزب الشيوعي لتلك الأفكار فاخذ كثير الناس يطالبون بتحقيق (العدالة الاجتماعية) في العراق, وعلى اثر ذلك احس السيد بمسؤوليته تجاه الأوضاع, فتصدى لتلك الأفكار التي يعتبرها الدين الإسلامي إلحادية, وعمل على توجيه انتباه الناس إلى ان الإسلام وحده هو القادر على تحقيق العدالة الاجتماعية، وقد اصدر لذلك بيانات عديدة، الا انه وجد ان هذه الإنذارات المتكررة لا تجدي نفعا، وان النشاط الشيوعي آخذ بالتوسع والاستفحال وقد افتضح أمر الشيوعيين بعدما أقدموا بالتعاون مع أتباع الحزب الديمقراطي الكردستاني على تنفيذ مجزرة بشعة في مدينة كركوك الشمالية، فاصدر فتواه المشهورة (الـشيوعية كفر والحاد)، مما أدى إلى تقويض نفوذ ذلك الحزب الكافر واجبر عبد الكريم قاسم رئيس وزراء العراق آنذاك على ابعاد افراد هذا الحزب عن الساحة السياسية، وهرب نصير الشيوعيين آنذاك (ملا مصطفى البرزاني) من العراق ولم يعد إليه إلا بعد إعدام عبد الكريم قاسم.
دوره في حركة النهضة الإسلامية في إيران
يمكن القول بحق ان آية اللّه الحكيم كان من أكبر المدافعين عن النهضة الإسلامية في إيران منذ بدايتها على ايدي علماء الدين، إثر صدور اللائحة القانونية لانتخابات المجالس العامة والمحلية, التي استنكرها اـسيد الحكيم ببرقية ارسلها إلى آية اللّه البهبهاني, مطالبا علماء الحوزة العلمية ابلاغ النظام الشاهنشاهي بالامتناع عن اصدار هكذا قوانين, لا تنسجم مع الإسلام ولا مع المذهب الشيعي, كما اصدر برقية أخرى بمناسبة هجوم عملاء نظام الشاه على المدرسة الفيضية في مدينة قم, طـلب فيها من العلماء الهجرة إلى النجف الاشرف, كما استنكر سياسة القمع والإرهاب التي تعرض لها المؤمنون بعد انتفاضة 15 خرداد التي فجرها الامام الخميني, وكذلك فانه انذر نظام الشاه عـنـدمـا اراد تنفيذ حكم الإعدام بمجموعة كبيرة من افراد الحركة الإسلامية الذين كانوا يرزحون في سجون الشاه.
دوره في حوزة النجف الاشرف
بعد وفاة المرجع السيد البروجردي أصبح السيد محسن الحكيم مرجعا عاما للشيعة, فاخذ بوضع نظام إداري للحوزة, وشرع ببناء المدارس وارسال المبلغين إلى نقاط العراق المختلفة. بهذا العمل ازداد عدد الطلاب في جميع الحوزات بشكل منقطع النظير. لغرض اغناء المواد الدراسية في الحوزة العلمية في النجف الاشرف, قام السيد بادخال دروس جديدة مثل: التفسير والاقتصاد والفلسفة والعقائد, لغرض توسيع آفاق الطلاب بالعلوم المختلفة, حـتـى يـكونوا على اهبة الاستعداد للوقوف امام التيارات الفكرية والأفكار الالحادية القادمة من الخارج. وقـد شـجـع كـل من له قدرة واستعداد على الكتابة والتاليف, واشرف على كثير من المجلات الاسـلامـيـة التي كانت تصدر في ذلك الوقت, من امثال مجلة الأضواء ورسالة الإسلام والنجف وغيرها.
وفاته
توفي بعمر يناهز 81 سنة, وذلك 27 ربيع الأول 1390 هـ, واستغرق تشييعه من بغداد الـى النجف الاشرف مدة يومين بموكب مهيب، حضره الملاين.
مؤلفاته
مستمسك العروة الوثقى. شرحٌ على كتاب العروة الوثقى لمحمد كاظم الطباطبائي اليزدي، ويقع في أربعة عشر مجلدا.[1] نهج الفقاهة. حوى هذا الكتاب تعليقات الحكيم على كتاب البيع لمرتضى الأنصاري.[2] حاشية على المكاسب. حاشيةٌ على كتاب المكاسب لمؤلّفه مرتضى الأنصاري.[3] حقائق الأصول.
منهاج الصالحين. رسالته العملية طُبعت أول مرة في النجف عام 1365 هـ، وقد نالت هذه الرسالة استحسان العديد من علماء الشيعة؛ وأول من اعتمدها بعد الحكيم هو أبو القاسم الخوئي فزاد فيها بعض الفروع وأعاد ترتيب بعض المسائل وأدرج عليها تعليقة، ثم دمجها في الأصل فخرجت مطابقة لفتاواه،[4]وكذلك فعل مثله المرجع عبد الاعلى السبزواري وكذلك حذا حذو الخوئي من بعده عدد كبير من تلامذته الكبار الذين تصدوا للمرجعية؛ كان من بينهم: التبريزي،[5] والوحيد الخراساني، والروحاني،[6] والسيستاني،[7] والحكيم،[8] والواعظي،[9] وغيرهم.
منهاج الناسكين.
شرح التبصرة. شرح على كتاب «تبصرة المتعلمين في أحكام الدين» لابن المطهر الحلي.
دليل الناسك.
تحرير المنهاج.
مختصر منهاج الصالحين.
حاشية على كتاب الدر الثمين.
حاشية على الرسالة الصلاتية.
شرح كتاب المراح.
شرح تشريح الأفلاك.
رسالة في سجدة السهو.
رسالة مختصرة في علم الدراية.
رسالة في بعض المسائل المتفرقة في الصلاة.
حواش على نجاة العباد.
تعليقة على كتاب رياض المسائل. تعليقة على كتاب «رياض المسائل في تحقيق الأحكام بالدلائل» لعلي الطباطبائي.
حواش على تقريرات الخونساري.
الشرح النافع.
منتخب الرسائل.
حاشية استدلالية على كتاب الربا من العروة الوثقى.
تعليقة على توضيح المسائل.
من تلامذته
السيد محمد سعيد الحكيم
السيد محمد مهدي الموسوي البجنوردي
الشيخ حسين الوحيد الخراساني
السيد محمد باقر الصدر
السيد علي السيستاني
الشيخ مسلم السرابي الملكوتي
السيد يوسف الحكيم الطباطبائي
السيد محمد حسين فضل الله
الشيخ محمد آصف محسني
الشيخ الدكتور عيسى بن عبدالحميد الخاقاني وهو مجاز من قبله
أولاده
للسيد الحكيم أربعة عشر ولداً: عشرة ذكور وأربع إناث. أمّا البنون فهم:
يوسف الحكيم: وهو من مدرسي الفقه والأصول البارزين في حوزة النجف.
محمد رضا الحكيم: الذي أعدمه النظام العراقي السابق.
مهدي الحكيم: الذي قامت باغتياله المخابرات العراقية وذلك في الخرطوم عاصمة السودان.
محمد كاظم الحكيم: الذي قتل في حادث سيارة في طريق كربلاء عام 1975.
محمد باقر الحكيم:اغتيل في 29 آب 2003 إثر عملية تفجير سيارة مفخخة في النجف بعد خروجه من ضريح الأمام علي حيث كان يلقي خطبة صلاة الجمعة.
عبد الهادي الحكيم: الذي أعدمه النظام العراقي السابق.
عبد الصاحب الحكيم: الذي أعدمه النظام العراقي السابق.
علاء الدين الحكيم: الذي أعدمه النظام العراقي السابق.
محمد حسين الحكيم: الذي أعدمه النظام العراقي السابق.
عبد العزيز الحكيم: الذي توفي عام 2009.
مرجعية آية الله السيد محسن الحكيم واثرها على الواقع السياسي الشيعي المعاصر/ تقرير الدكتور حسين عبد الله
مرت علينا في السابع والعشرين من شهر ربيع الأول الذكرى الرابعة والاربعون لوفاة المرجع الكبير السيد محسن الحكيم قدس سره سنة 1390ه – 1970م
كنت حينها في الصف الرابع من كلية الطب وأذكر أنني ذهبت الى شارع الرشيد من أجل أشهد تشييع السيد الحكيم قدس سره, وكان ذلك اليوم يوم امتحاني عندي فتركتُ الامتحان من فرط تأثري بهذا الحدث.
كنت أرى أن الشيعة في العراق سيمرون بظلمات بعد وفاة السيد الحكيم قدس سره, وأن عهد الظلمات في العراق يبدأ بوفاة هذا المرجع. في الوقت الذي كان المنظّر السياسي لاحد الأحزاب الإسلامية الكبيرة آنذاك يرى أن البعثيين (أقصر من أن ينالوا الإسلام بخطر).
الحديث بمناسبة ذكرى وفاة السيد محسن الحكيم قدس سره, هذا الرجل العظيم في نفسه وأثره. وقد امتدَّ تأثيره الى اليوم، حيث نعيش اليوم في ظلّ مدرسة هذه المرجعية الرشيدة.
لا أزعم أني سوف أحيط بالحديث عن السيد الحكيم وإنما سوف أثير أفكاراً أحسبها فاتحةً للسنوات القادمة إن شاء الله.
نسب السيد الحكيم
ولد السيد محسن الحكيم سنة 1889م وتوفي سنة 1970م (81 سنة). يعود نسب السيد محسن الى إبراهيم الغَمر بن الحسن المثنى بن الحسن المجتبى بن علي بن أبي طالب عليه السلام.
قُدّر لذرية الحسن المثنّى ; أن تعطي قوافل من الشهداء منذ عهد العباسيين والى هذا اليوم حيث الوجبة الأخيرة من الشهداء من أسرة السيد الحكيم وأولاده التي ضمّت فقهاء وعلماء وسياسيين ومثقفين وكسبة, ولا نغالي إذا قلنا أنَّ السيد محسن الحكيم هو <أبُ أكبر قافلة من شهداء آل الرسول>.
وكما أنَّ شهادة الحسنيين الأوائل كانت على يد باني الدولة العباسية، فإن شهادة أسرة السيد محسن الحكيم كانت على يد باني آخر حلقة من حلقات حكم العباسيين في العراق.
نشوء أسرة آل الحكيم
تنحدر أسرة ال الحكيم من السيد مراد, الذي انحدرت منه أسر علمية أخرى منها أسرة ال بحر العلوم في العراق, وال القاضي والسادة القمّيون والبروجرديّون وغيرهم في إيران.
وأول من جاء من اسرة ال الحكيم الى النجف الاشرف هو السيد علي بن السيد مراد الطباطبائي (ت: 1642م) الذي مارس مهنة الطب لذلك عرف بالحكيم ولازم هذا اللقب سائر أولاده واحفاده، جاء السيد علي الطباطبائي بصحبة الشاه عباس الصفوي لزيارة العتبات المقدسة سنة 1624م الا ان السيد علي فضّل البقاء في النجف الاشرف.
عُيّن السيد علي الحكيم مشرفاً على خدمة الروضة العلوية وجعل أبناء الاسرة يمارسون سدانة الروضة الحيدرية, ثمَّ انفتحوا على الدرس الحوزوي وبرز منهم السيد محسن الحكيم ووالده وأبناؤه بعد ذلك.(3)
وبذلك صارت ذرية الحسن عليه السلام حملةً لعلم الامام الصادق عليه السلام بعد أن كانوا يمثلون الخط الثائر امتداداً لخط زيد بن علي بن الحسين عليه السلام. وبرز من هذه الاسرة السيد البروجردي في إيران والسيد محسن الحكيم في العراق وقد تولّى كلٌّ منهما المرجعية الدينية العامّة للعالم الشيعي.
النشأة العلمية للسيد الحكيم
إن كل طالب من طلبة العلوم الدينية يصنعه أساتذته وظرفه؛ فأساتذته يمنحونه العلم، وظرفه يمنحه الوعي السياسي. وقد توفر للسيد الحكيم أساتذة منحوه العلم والوعي السياسي معاً حيث كانوا منفتحين على هذا المجال، ومن أبرزهم:
السيد محمد كاظم الخراساني: المعروف ب(الآخوند) (1835 – 1911) وقد حضر السيد محسن الحكيم عنده وهو ابن ثلاث وعشرين سنة لمدة ثلاث سنوات. كان الآخوند من مراجع الدين الكبار, وهو صاحب النهضة الدستورية في ايران.
السيد محمد سعيد الحبوبي: من قادة الجهاد سنة 1914م وهو آنذاك ابن نيف وستين سنة, وكان السيد الحكيم صاحبَ سرّه وحاملَ خاتمه, وحينما توفي السيد الحبوبي سنة 1915 جمع السيد الحكيم العلماء وكسر خاتم السيد الحبوبي أمامهم. وهذا يدل على حنكة السيد الحكيم.
شيخ الشريعة الاصفهاني: تولّى المرجعية وقيادة ثورة العشرين بعد وفاة الشيخ محمد تقي الشيرازي, وكان ممن يؤيد الحركة الدستورية في إيران.
الميرزا النائيني: تولى المرجعية بعد وفاة شيخ الشريعة الى جانب السيد أبي الحسن الاصفهاني. توفي النائيني سنة 1936م وهو مؤلف كتاب (تنبيه الأمّة وتنزيه الملّة).
استقل السيد الحكيم بدرسه بعد وفاة استاذه النائيني, وقد رجع اليه بالتقليد من ذلك جملةٌ من أهالي النجف الاشرف وبغداد.
السيد محمد كاظم اليزدي: وكان ممن أفتى بالجهاد ضدَّ الإنكليز سنة 1914م.
تتلمذ على يد السيد محسن الحكيم تلامذة كثيرون, أذكر منهم شخصيتين مهمتين هما: السيد محمد باقر الصدر والسيد علي السيستاني. منزلة السيد الحكيم الفقهية
لست بصدد الحديث عن منزلة الامام الحكيم الفقهية؛ ولكن المرجع يكون موفقاً حينما يطبع رسالته العملية ولا يطمح أكثر من توفير رسالة عملية للناس في هذا الجانب.
ومن زيادة توفيق السيد الحكيم أن تصبح رسالته العملية (منهاج الصالحين) متناً يعلّق عليه المراجع الكبار /من أمثال السيد الخوئي والشهيد الصدر/ ويعتمدون هذا العنوان في عرض آرائهم الفقهية.
المواقف العامة لمرجعية السيد الحكيم
لا يسع المجال للحديث مفصلاً عن مواقف هذه المرجعية الرشيدة, ولكن من أبرز هذه المواقف وأشهرها هي أنقاذ الشارع العراقي من الفكر الشيوعي سنة 1961م حينما غزا هذا الفكر الشارع العراقي واستوعبه؛ فجاءت فتواه الشهيرة (الشيوعية كفرٌ وإلحاد) وحذا حذوه بقية الفقهاء.
وقد حجمت هذه الفتوى الشيوعية تحجيماً شعبياً, إضافة الى التحجيم الفكري من خلال كتابات الشهيد الصدر.
ومنها موقفه في تحريم قتال الأكراد.
ومنها إرساله برقية استنكار لهجوم جلاوزة الشاه في إيران على طلاب المدرسة الفيضية يومَ ثار السيد الخميني.
ومنها تدخله لإنقاذ (سيد قطب) من الإعدام حينما أقدم على ذلك جمال عبد الناصر.
ومنها إجازته صرف الحقوق الشرعية لدعم العمل الجهادي ضدَّ الصهاينة.
وبذلك كانت مواقفه منفتحة باتجاه الوحدة الإسلامية وباتجاه المعركة المصيرية مع اليهود الصهاينة.
إن تجربة السيد محسن الحكيم 1 تجربة فذّة وجديرة بالاهتمام وينبغي للعراقيين أن يعوا ذكرى السيد الحكيم 1 ويحيوها بما يليق بها إذ إن حياة السيد الحكيم 1 ومواقفه وتجربته الرائدة تجربة معطاة يستطيع أن يستفيد منها الجميع.
أدعو كل الجهات التي تشتغل في الساحة العراقية وتهتم ببناء العراق أن تهتم بإحياء هذه الذكرى لتكون أداةً للتثقيف وللوعي؛ لان حياة وتجربة الامام الحكيم حافلة بالعطاء وبالوعي المذهبي والسياسي.
إن السنوات القادمة هي من أخطر السنوات التي سوف نمر بها ومن أثرى ما سنمر به في التاريخ، بل إن السنوات القادمة هي أثرى السنوات في الدنيا، وستشهدون ما أقول وما أقوله جزافاً بل عن دراسة علمية مستوعبة لقوانين حركة التاريخ ومراحل التاريخ والنبوءات التي ورثناها عن أئمتنا ع في كتبنا الحديثية المعتبرة.
يستحق المرجع الكبير الراحل السيد محسن الحكيم لقب أب أكبر قافلة من شهداء آل الرسول ضمّت فقهاء وعلماء ومثقفين وكسبة, من أولاده وأحفاده ومتعلقيه في بداية القرن الخامس عشر الهجري (سنة 1403هـ) قتلهم نظام صدام حسين بغير جرمٍ اقترفوه.
ولئن غاب الامام الحكيم عن المشهد السياسي العراقي المعاصر فقد شهده بفاعلية متميزة من خلال مواقف تلامذنه من مراجع الدين العظام في النجف الاشرف. الحفل الـتأبيني للامام الراحل السيد الحكيم قدس سره في مسجد الهندي في النجف الاشرف
“شفقنا”
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha