الصفحة الإسلامية

زيارة الأربعين ودولة العدل المرتقبة

1967 14:38:32 2014-12-08

مما يؤكد لنا أن الشعائر زيارة الأربعين هي من تأسيس أهل بيت العصمة صلوات الله عليهم هو أننا نرى إجتماعا غير معهود لمفاهيم يصعب إجتماعها وتجليها بمصاديقها الواقعية في هذه الزيارة .
فروح التحدي . . . الصبر . . . الشوق واللهفة . . . العطاء الكبير . . . نكران الذات , كلها تتجلى في تلك الزيارة 
فالتحدي معلم مشهود كلما إشتدت الحرب على تلك الزيارة زادت روح التحدي لدى الزائرين .
ومع ذلك ترى الصبر العجيب على جميع المصاعب ,التعب ,المشي المتواصل ,ربما وعورة الطريق ,طول أيام السفر وغيرها .
يرافق كل ذلك الشوق الحار واللهفة المتزايدة لهذه الزيارة والتي تتأجج في صدور الموالين للحسين ع في كل موسم .
وتتجلى روح العطاء والتضحية والإيثار والتفاني لخدمة الزائرين من قبل أصحاب المواكب والهيئات الحسينية ليقدموا أفضل مالديهم في سبيل تحقيق راحة الزائر.
وكل فرد في ذلك يرى أنه واحد من ملايين الزائرين لا يمثل شيئا يعمل بروح ذابة فيها الأنا ناكرا لذاته
إنّ ترافق هذه العوامل جعل من زيارة الأربعين مظهرا عجيبا من مظاهر الإخلاص لشخصية الإمام القائد والذي تجسد بالحسين صلوات الله عليه .
ومع أن لهذه الزيارة من الأهداف والفوائد الشيء الكثير والتي أحصاها الباحثون منها السياسية والنفسية والدينية والتربوية والثقافية لكن تجدر الإشارة إلى أن هذه الزيارة تمثل الجانب الحسي الملموس في كل عام لفكرة دولة العدل الإلهي المنشودة والتي يتلهف الجميع للعيش فيها .
فالحشود المليونية الساعية لزيارة الأربعين تمثل الحشود المليونية التي ستتوجه لبيعة بقية الله الأعظم ع عندما ينادي (( إلينا إلينا )) داعياً اتباعه للتوجه نحوه.
وما يظهر به الزائرون من التحدي والصبر على جميع المصاعب التي تواجههم منها القتل والتفخيخ والتفجير يمثل صمودهم أمام أعداء تلك الدولة الفاضلة وما سيجابههم به أعداء الإسلام حينها عندما يريدون اللحوق بإمامهم.
أما الشوق واللهفة فهي نفسها تلك التي تحترق بها قلوب المنتظرين للطلعة الرشيدة والغرة الحميدة .
وأما العطاء ونكران الذات فذلك الذي نذكره في الدعاء (( اللهم إنا نرغب إليك في دولة كريمة )) فنجد الكرم كل الكرم عند أتباع الحسين ع يتجلى في هذه الزيارة لتمتد سفرة الحسين ع على مدى كيلومترات لأيام وليالي والكل يصيح فيها ((أنا خادم)) بغض النظر عن المكانة والمنزلة فالكل يخدم المسؤول والعالم والطبيب والمهندس والعامل الفلاح وبسيط الحال الكل يتشرف بالخدمة وكذلك في دولة العدل المنشودة الكل فيها خدم لدين الله وللإنسانية.
أليس ذلك نموذجا لدولة العدل الإلهي المرتقبة . . ألم يؤسسه المعصومون ع ليحاكي هذا الغرض؟؟ . . أو ليري الناس صورة لهذه الدولة المرتقبة كي يسعوا لتأسيسها ويتلهفوا للعيش في كنفها .
أو أنها كما ذكرنا مظهرا لإغناء الجانب الحسي الذي يستأنس به الإنسان والذي يستبطن فكرة هذه الدولة الكريمة التي وعد الله بها الإنسانية والتي يكون فيها الإخلاص للقائد الذي هو من ولد الحسين ع كي تتوثق لديهم الفكرة النظرية بها .
والله العالم 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ندى يعرب
2014-12-13
احسنتم واجدتم في الربط بين مايحصل الان على ارض الواقع وبين مانتتظره في الدولة المهدوية اجركم الله سيدنا
آخر الاضافات
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك