( قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى )-الشورى 23.
أئمة أهل البيت ع هم خلفاء الله في أرضه بعد رحيل رسول الأنسانية الأعظم محمد بن عبد الله ص وهبهم الله التقوى والورع والعزم للحفاظ على تلك العقيدة النبوية الطاهرة السمحاء من زيف المزيفين ودعاة الضلالة والانحراف الذين حولوا تلك الرسالة السمحاء النقية ألى ملك عضوض، وباعوا أنفسهم للشيطان فغرقوا في مفاسدهم وانحرافاتهم وتخلوا عن كل القيم الطاهرة التي احتوتها تلك الإسلامية العظيمة التي ماجاءت ألا لتنقذ البشرية من وهدة الظلم والظلام والضياع التي كانت تغرق فيها. وكان أهل بيت المصطفى ص لهم القدح المعلى في الحفاظ عليها وصونها والتضحية في سبيلها حيث ظلوا يقارعون قوى الظلم العاتية وضحوا بالغالي والنفيس من أجل أن تبقى العقيدة نقية طاهرة خالية من كل زيف وانحراف ولاقوا مالاقوا من الأهوال والمصائب والمحن من أعدائهم . والإمام علي بن الحسين (زين العابدين) ع هو رابع أولئك الأئمة التقاة الأباة الأطهار وأحد أبرز تلك العترة الطاهرة المطهرة التي بلغت في تقواها واستقامتها وصبرها على البلاء مالم تبلغه ألا نفوس الأنبياء .أنه ع ذلك الأمام الجليل القدر العظيم المنزله البهي الذكر الأمام الطاهر علي بن الحسين (سيد العابدين ) و (ذو الثفنات ) و (راهب آل محمد ) الذي وضع رسالة جده المصطفى ص في قلبه وروحه وكيانه ودافع عنها بكل مايملك ألى يوم استشهاده ع .
لقد تناول الكثيرون من أصحاب السير والعلماء الأعلام والكتاب الشرفاء من كل المذاهب الإسلامية شخصية الأمام علي بن الحسين العرفانية العظيمة وربما لن أضيف شيئا وأنا الفقير بعلمي وثقافتي ومطالعاتي لما كتبه أولئك الكتاب العمالقة المنصفين الأفذاذ الذين قاوموا الانحراف ودعوات الضلاليين النواصب أعداء آل محمد ص الذين مافتئوا يغمطون كل المناقب والصفات الطيبة لآل المصطفى ص وينسبونها إلى غيرهم نتيجة عمى البصر والبصيرة الذي أصيبوا به على مر الزمن وهاهم اليوم في أشد حالات حقدهم ولؤمهم وانحرافهم وسقوطهم وما دعاواهم الضلالية التكفيرية الحاقدة اللئيمة ألا جزء من حربهم المستمرة على آل البيت ع ومحبيهم ومواليهم بحجج تافهة لاتستقيم على مبدأ ولا تثبت على دليل. ولو حاولت بقلمي المتواضع سبر غور هذا البحر الأيماني المتدفق الإمام علي بن الحسين ع لوجدت نفسي مقصرا غاية التقصير ولكن لابد من كلمة حق في ذكرى استشهاده ع ومواجهة أعداء البيت النبوي الطاهر الذين يشتد عداءهم يوما بعد يوم ،ويقض مضجعهم كلما انبرى كاتب منصف ليدون بعض مايستحقه أولئك الأفذاذ الأطهار الهداة الأبرار ع.
أن الكتابة عن الأمام علي بن الحسين بن أبي طالب ع يعني فتح صفحة مشرقة بهية من صفحات التأريخ الإسلامي فهو الأمام الذي حمل أمانة نشر أبعاد الثورة والنهضة الحسينية الخالدة التي شهدها بكل أبعادها المأساوية وهو الذي رأى بأم عينيه كيف سبيت ذراري رسول الله ص، وكيف ذبح سبط رسول الله وسيد شباب أهل الجنة ع ووضع رأسه ورؤوس عترة المصطفى ص على الرماح تنقلهم من بلد ألى بلد على أيدي أعتى وأرجس وأرذل أهل الأرض من مرتزقة يزيد بن أبي سفيان الفاجر أمثال عمر بن سعد وعبيد الله بن زياد وشمر بن ذي الجوشن وحرملة بن كاهل وغيرهم من أدران الأرض الذين سودوا وجه التأريخ بأفعالهم الشنيعة وجرائمهم المنكرة بحق خيرة أهل الأرض بعد رسول الله ص.
لقد تمكن الأمام زين العابدين ع بما منحه الله من طاقة أيمانية هائلة، وقوة فكرية متدفقة أن ينقل وثيقة الإدانة الجرمية الكبرى التي تدين يزيد وأتباعه بحق حفيد الرسول الأعظم ص وأهل بيته وذراريه. وكان بذلك الخطاب الخالد الذي ألقاه في قصر يزيد قد عراه تماما وكشف الغشاوة عن قلوب الكثيرين الذين خدعتهم وضللتهم الدعاية الأموية بما تمتلكه من إمكانات مادية هائلة وأعوان عتاة فاستطاع الأمام ع في تلك الحقبة التأريخية الظلماء أن يحصر المجرم الطاغية يزيد في زاوية ضيقة لايحسد عليها وبذلك الخطاب انتصر دم الحسين ع على السيف في قصر يزيد عن طريق الأمام السجاد الذي أبقاه الله ليكون شاهدا على تلك الجريمة الكبرى التي لن تمحو بشاعتها مئات القرون.
لقد عاش الأمام علي بن الحسين ع بعد استشهاد أبيه الحسين الشهيد أربعا وثلاثين سنة وهي مدة أمامته وعاصر خلافة يزيد بن معاويه ومعاوية بن يزيد ومروان بن الحكم وعبد الملك بن مروان والوليد بن عبد الملك ومن ألقابه زين العابدين والزاهد والعابد وذو الثفنات وغيرها من الألقاب الإيمانية التي لقبها تلامذته بحقه . وأمه هي ( شاه زنان )أي ملكة النساء وهي أبنة كسرى يزدجرد ملك الفرس .وزوجته فاطمة بنت الأمام الحسن السبط ع وله منها الأمام محمد الباقرع. .
https://telegram.me/buratha