عَرِفَ ألمسلمون منذ بداية ألدعوة الإسلامية عيدينِ, كما يحلو لبعضنا تسميتهما بالصغير والكبير؛ إنهما عيدي ألفطر والأضحى, ولكن هناك عيد الله الأكبر, المسمى يوم البيعة أو الغدير, فما هو هذا العيد؟
تَمُرُّ عَلينا هذه الأيام, ذكرى حدث كبير في الثامن عشر من ذي شهرالحجة؛ إعتُبٍر ذلك اليوم, ألعيد الأكبر لأهميته عند المسلمين, مع عدم إستساغته من بَعضِهِم, بالرغم من أنه كان أمراً إلهياً, جاء على لسان ألرسول, ألذي لا ينطق عن الهوى, حيث نزلت بعده آية إكمال الدين" اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام ديناً" المائده/3.
تلخصياً لهذا الحدث ومنعاً للإسهاب المُعاد؛ سبب النزول لتك الآية, هو أن رسول الإنسانية, قد بَلَّغ الناس بوَصِيِّهِ من بَعده, حتى لا تختلف الأمة, على من يَخْلِفهُ (ص), إنه علي بن أبي طالب عليه ألسلام, ألذي وصفه بأحاديث عديدة, تَسنِدُ هذه الخطبة في" غدير خُم" لبيعة الإمام من المسلمين والمسلمات. إلا أن أموراً أخرى, أدت إلى إنحراف ألمسيرة, ألتي أرادها الخالق عز وجل, فَوُضِعَ الأمر الذي أرادهُ في غير موضعه!
تم تنصيب إبن أبي قحافة, بعد إختلاف بين المهاجرين والأنصار, حيث بايع عمر بن الخطاب بذلك, والرسول بَعْدُ لم تفارق روحه جسده! وقد ذُكرت التفاصيل في كل صحاح المسلمين, كمثال على ذلك ما تم ذكره, في صحيح مسلم ص 514 برقم 2697 و ص 714 رقم 1718.
ذلك الإنحراف أدى إلى شرخ كبير! إمتدَّ عبر ألعصور, ألتي تلت وفاة الرسول(ص), عن طريق ممارسات شتى منها, مَنعُ تناقل وتدوين الأحاديث النبوية الشريفه! حيث قال المستفيدين والمتنفذين أنذاك ما معناه حَسْبُنا ما وَرَدَ في القرآن, متناسين ما نقلوه تحريفاً, حديثاً يتناقلوه إلى هذا الزمن, إني تاركٌ فيكم ألثقلين القرآن وسُنَّتي, فتركوا السنة من حيث يعلمون أولا يعلمون! والأمة نائمة لا تَسمَعُ بل لا تَعي ما يُقال! مع أن ما جاء في الحديث الشريف عن الثقلين, القرآن وعترتي آل بَيْتي, ما إن تَمَسَّكتُم بهما, لن تظلوا بعدي أبدا, ثم تسلمها إبن عَفّانَ بتحكيمٍ ألنسيب.
إنتهت فترة ألخلافة الراشده, كما أطلقوا عليها, عند إستشهاد أمير المؤمنين, الذي تُرِكَ ليَكون رابعاً! فيستلم الحكم بنو أمية, ليَلعَنوا أبي تراب! 80 عاماً من على المنابر, وأهل الشام لا يعلمون من يقصدون! فجاء عمر بن عبد العزيز ليلغي ذلك.
إستلم الحكم بعد الأمويين بنو العباس, لتَظهَرَ في زمَنِهِم ألمذاهب الأربعة, مع تصفية لنسل ألرسول ص, فتتسع الفجوة!
فظهر منهم المذهب الحنبلي, ليعتمد عليه إبن تيمية, فهو أكثر ما ذّهَب اليه العلماء, من كُرهٍ لآل بيت الرسول, ليأخذ عنه ألوهابية مَنهجهم, فيصار إلى تكوين تنظيم ألقاعدة, بالإتفاق مع الدولة ألعظمى أمريكا, ليولدَ أبناء فتاوى الجهاد, وقد قالها رسول الإنسانية صلوات ربي عليه وآله: لا يُبعضك يا علي إلا منافقُ أو إبن زنا.
فلا عجب من التدمير, فالأصل مخالفة بيعة ألغدير.
مع التحية.
https://telegram.me/buratha