كتب الاستاذ محمد جواد شبّر
، مقالا بمناسبة ذكرى رحيل الامام الخميني " قدس سره الشريف " ، سلط الضوء على الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ، حيث ذكر فيه ، نقل لي رجل تقدم به السن، انه في أيام إقامة الإمام روح الله الخميني في النجف الاشرف بعد أن أبعده الشاه قسراً مخافة أن يفقد الأخير عرشه، سمعنا أن أحد الشيوعيين تجرّأ وفتح دكاناً لبيع أشرطة الغناء والطرب قرب مرقد امير المؤمنين (عليه السلام)، يقول الرجل: أن علماء وطلبة حوزة النجف الأشرف لم يتحرك أي واحد منهم لمنع ذلك الشيوعي من افتتاح محله المليء بصور ما يسمون بالفنانين وأشرطتهم وطربهم المجان بل اكتفوا بالكلام والنصيحة له بعد أن افتتح دكانه وهو كان قبيحاً في الرد فكان يزجرهم بأشد العبارات البذيئة وانكار وجود الخالق وما شابه ذلك مما جعل طلاب الحوزة يتحاشون من القاء النصيحة اليه، يقول الرجل: وصل الخبر إلى الإمام الخميني فحزن كل الحزن وعزم على ان يعالج الأمر بنفسه كما نقل ذلك المقربون منه فقبْلَ ان يذهب الى أداء الصلاتين العشاءين توجه إلى ذلك المحل ودخل اليه بقوة وأصبح يرمي الأشرطة على الأرض ويدوس عليها بقدمه والرَجُلُ القبيح أصبح كالجرذ واقف على جانب من الدكان وهو في غاية الحيرة والاندهاش والخوف اذ لم يحرّك ساكناً ولم يتفوه بكلمة قط! يقول الرجل: خرج الامام الخميني بعد أن أكمل مهمته في النهي عن المنكر ونحن ننظر إليه فرحين مسرورين متفاخرين لامتلاكنا هكذا قادة ومصلحين.
نعم ان الامام الخميني لم توقفه غربة المكان وغربة اللسان من اداء هذه الفريضة العظيمة المعطلة التي لا تقل عن باقي الفرائض بل ربما تكون في بعض الأحيان اهم الفرائض للحفاظ على باقي العبادات من جور الجائرين.
انّ هذا القائد العظيم استطاع لوحده ومن دون اي سلاح ان يسقط واحد من اعتى الطغاة وأقواهم في عصرنا الحاضر، فسلام عليه يوم ولد ويوم توفيَ ويوم يبعث حياً.
15/5/140603
https://telegram.me/buratha