الصفحة الإسلامية

البعثة النبوية.. "منشور إنسانية" خانت أمانته الأمة

1442 12:16:06 2014-05-27

* جميل ظاهري

يطل علينا اليوم السابع والعشرون من شهر رجب المرجب ذرى المبعث النبوي الشريف ،ذرى الانسانية وكرامتها ومنشورها الألهي وبيان أهمية العلم الحق والهدى الصادق وفضل تعلمه ، وتعليمه وتبليغه والعمل به فضلا عن الإيمان به ، ذلك اليوم المبارك الذي علم الله سبحانه وتعالى فيه نبينا الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم دين السماحة والأخوة والعدالة والمساواة وهداه المتواصل في كل زمان ومكان ، بشموليته لكل شؤون الحياة الكريمة .
وقد بدأ البارئ المتعال رسالته لخاتم أنبيائه ورسله أن أمره بالقراءة ليقرأ لنا تعاليمه ويعرفنا هداه فقال له : بسم الله الرحمن الرحيم :"اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ، خَلَقَ الإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ ، اقْرَأْ وَرَبُّكَ ، الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ ، عَلَّمَ الإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ " العلق (1-5) .
وفي السورة ذاتها ودون أي تأمل نرى سبحانه وتعالى يحذر من طغيان الانسان على أوامره ويقف دون تحقيق هدى رب العالمين ، حيث اشار اليها سبحانه جل وعلا بأنه قد استغنى ، فقال : "كَلاَّ إِنَّ الإِنسَانَ لَيَطْغَى ، أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى ، إِنَّ إِلَى رَبِّكَ الرُّجْعَى ، أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى ، عَبْدًا إِذَا صَلَّى ..." العلق (6-10) .
الخالق الجبار يعلم جيداً من أن الانسان الذي كان صنيعته وخلقه ورغم انه نفخ فيه من روحه ، سيسعى للاكتفاء بغناه الوجودي بمال ومادة فقط ويستغني عن الحقائق المغذية للروح والتي تضم حقيقة سعادة البشرية والاطمئنان لها، وهذا ما حصل ومع كل الآسى والأسف فكان غناه المادي يعميه عن واقع نعيمه الروحي الذي هو حقيقة وجوده وسبب خلقته في العيش بسلام ومودة ومحبة وأخاء عندما خاطب الرسول الاكرم (ص) بقوله تعالى: "ياايها النبي انا ارسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا "- الاحزاب (46) ، ليرسم للبشرية منشور انسانية وهداية عبر تأكيده سبحانه وتعالى على اتمامه ولادة النور بدين الاسلام العظيم ،وبدا خروج البشرية من الظلمات الى النور .
لقد كانت البشرية قبل بعثة خاتم النبيين محمد صلى الله علية وآله وسلم تعيش الضلالة والجهل والشرك والالحاد التام خاصة مجتمعات الجزيرة العربية التي كانت غارقة في الانحطاط ، و تحتاج الى من ينقذها وينتشلها مما هي فيه .
فقد كان الجهل فاشياً، والظلم جاثماً، والفوضى ضاربة بأطنابها في كل مكان، حقوق مسلوبة، وأعراض منتهكة، وحياة بغير نظام ولا قانون، ولا تشريع ولا تنظيم، والعادات والأعراف القبلية كانت تسيطر على الأوضاع ، حياة لا أمان فيها ولا استقرار ولا عدالة ولا مساواة ، واعتداء القوي على الضعيف ،كما هو الحال في عصرنا هذا حيث الاستعباد والاستحمار والظلم والطغيان والتمييز كل ذلك من أجل السلطة والحكم بما تشتهيه النفس الامارة بالسوء رغم ما حذر منه البارئ المتعال كما ذكرنا ذلك سلفاً.

فالعنف والحروب تكتسح اليوم العالم العربي لأتفه الأسباب ، فتزهق النفوس، ويعتقل الاحرار ، وترمل النساء ، وييتم الأطفال والدعوة قائمة للعودة الى عبادة الأصنام والأوثان السلطوية كما كان الحال على عهد الجاهلية حيث كان العرب يعيشون سلطة القبيلة وتسلط الأسياد والأقوياء على الفقراء والعبيد، وكان المجتمع المكي مجتمعاً يتكوّن من عدة طبقات متميزة ، ليعود اليوم أحفاد من أسس لذلك النظام الطبقاتي الظالم والحاقد الكرة اليوم ويسلطوا سيوفهم على رقاب العباد ليرغموهم على التبعية العمياء لسلطتهم العميلة الذين هم ايضاً ليسوا باصحاب القرار فيها حتى بابسط ما يخصهم .
وقد لاقى الرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم ما لاقى من البلاء والظلم والعنف طيلة حياته الكريمة من الطغمة الطاغية والجاهلة والمنافقة ، في التبشير للدين الاسلامي الحنيف واتمام رسالته السماوية حتى قال (ص):"ما أوذي نبيٌ مثلما أوذيت" لتعم رسالة الانسانية السمحاء أرجاء المعمورة وأخذوا يدخلون فيها أفواجاُ أفواجا الأمر الذي أرعب وأربك جنود الشيطان والنفاق والتزوير والتحريف وعقدوا العزم على أرساء اسس عودة الناس وبحلة الدين الى عصر الوثنية والجاهلية والسلطوية ما أن رحل الرسول الأكرم (ص) من بين جموع المسلمين وصعدت روحه الى عنان السماء ليلتقي الحبيب بالمحبوب ويشكوه ما حل به من أمته العمياء.

ومنذ ذلك العهد وحتى يومنا هذا واحفاد واتباع أمية الحاقدين حرفوا صرح الدين القويم بوعاظ سلاطينهم وتزوير اعلامهم وتضليل الناس بادعاءاتهم "التمسك بالكتاب والسنة" متجاهلين "حديث الثقلين" ومحاربين وناقمين على كل من يتمسك به وصولاً الى الصراط المستقيم والعدالة السماوية والمساواة الربانية وما أن ينطق الناس بذلك حتى يلاقوا حتفهم في ظلمات السجون وامام محاكمات صورية طائفية كما يجري في البحرين ، أو امام استباحة دمائهم واعراضهم بفتاوى ارهابية تكفيرية كما تجري طيلة سنين ضد الشعب العراقي المظلوم وشقيقه السوري المقاوم، أو في مواجهة حصار سياسي اقتصادي ظالم ضد الشعب الايراني الأبي ليعيش ما عاشه بني هاشم في شعب أبي طالب ، أو فتن خبيثة ضد هذه الطائفة وتلك في لبنان ومصر واليمن وغيرها من البلاد الاسلامية بسياسة فرق تسد للصهيونية العالمية ينفذها حكام آل سعود مالاً وأداة . 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
آخر الاضافات
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك