عبود مزهر الكرخي
بعد وفاة النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) :
-----------------------------------------
وتوفى النبي(ص) وغيب الثرى جسده الشريف وبدأت المصائب والأحزان تتوالى على أهل بيت النبوة.
تقول فضة(خادمة الزهراء عليها السلام): جلست سبعة أيام لا يهدأ لها أنين ولا يسكن منها الحنين كل يوم كان بكاؤها أكثر من اليوم الأول فلما كان اليوم الثامن أبدت ما كتمت من الحزن فلم تطق صبراً إذ خرجت وصرخت،فكأنها من فم رسول الله(ص)تنطق،فتبادرت النساء إليها وضج الناس بالبكاء والعويل.
وثم أقبلت تعثر في أذيالها وهي لا تبصر من عبرتها ومن تواتر دمعتها وجاءت من بعد ذلك على قبره وشمت ترابه ودام نحيبها وبكائها إلى أن أغمي عليها وأنشدت هذه الأبيات التالية بعد أن أخذت حفنة من ترابه وشمته :
ماذا على المشتم تربةُ أحمد****أن لا يشتم مدى الزمان غواليا
قل للمغيب تحت أطباق الثرى****أن كنت تسمع صرختي وندائيا
صبت عليَّ مصائب لو أنها****صبت على الأيام صرن لياليا
قد كنت ذات حمىً بظل محمدٍ****لا أخشى من ضيمِ وكان حمىً ليا
فاليوم أخضع للذليل وأَتقي****ضيمي وأدفع ظالمي بردائيا
فإذا بكت قمريةٌ في ليليها****شجناً على غصنِ بكيت صباحيا
فلأجعلنَّ الحزن بعدكَ مؤنسي****ولأجعلنَّ الدمع فيك وشاحيا.(1)
وصدقت بضعة نبينا المختار(ص) فيما أنشدته من الشعر وتتوالى الأحداث متسارعة وفيها من العجب والعجاب والذي سوف نرويه لكم. ولهذا سوف نتعرض إلى الأمور التالية بشيء من التفصيل وبالدلائل والحجج والتي بعض الكتاب والمؤرخين لم يسلطوا عليها الضوء على هذه الحوادث المهمة لغايات ونوايا معروفة والتي غيرت مجرى التاريخ الإسلامي ليصبح حالنا ما عليه من هوان ومذله وكله بسبب هذه الحوادث وهي :
ـ حيث جاءت(الردة)والتي شملت غالبية المسلمين وبصرف الخلافة عن صاحبها الشرعي والذي أكد الرسول(ص)على خلافته ووصايته له وولايته..ذلك هو علي بن أبي طالب.
ـ ومنازعة فاطمة في حقها في (فدك).
ـ ونقُص لكم قيادة علي(ع)بعمامته إلى الجامع ليبايع أبا بكر.
ـ ونتحدث عن أضرام النار على دار فاطمة.
وكل هذه الأحداث وأنت مذهول من كل ما يجري وهل أنت في حلم أم حقيقة.
ألم يسمعوا قول رسول الله(ص) : ((فاطمة بضعة منّي،من أذاها فقد إذاني،ومن إذاني فقد آذى الله))،وقوله ((إن الله يرضى لرضى فاطمة ويغضب لغضبها؟!))ونزلت فيها وفي بعلها وولديها أية التطهير والمباهلة إلى آيات الأبرار،إلى آية المودة في القربى؟1فهل بعد هذه الكثرة من النصوص والآيات التي أوردنا في فضل فاطمة وبعلها وبنوها أن يحق لهم الاجتهاد،وما هي إلا أيام حتى بدأ غصب حقها وحق أهل بيتها وهي التي رفعت لواء المعارضة وكانت معارضتها ليست اندفاعا وراء العاطفة وإنما كانت تشهد بالحق وترى الحق يسحق بالأقدام ولكن بذلت كل جهدها لمناصرة الحق وإعلانه على الملأ.
فهذا عباس محمود العقاد يقول في الزهراء(ع) حيث يذكر:
"تكونت شخصيتها من خيوط نيرة لنبينا الأكرم محمد(ص)،وعلياء خديجة لحمتها..وحيك شرف عليّ(ع)الخيوط وأكسبها رونقاً بهاءً فجاءت زاهية وعظيمة.
ومن مثل فاطمة من شرف وموئل وحسب كلها اجتمعت في أبيها العظيم وأمها الزاكية وزوجها الطاهر وأبنائها الميامين والتي لم تجتمع لأي من البشر أجمعين وحسبها أبيها رسول الله الأكرم(ص) بأن ليس سيدة العالمين فحسب بل سيدة نساء أهل الجنة .
عند ذلك القلم يجف!..واللسان يكل!.. والعين تبهر!..وكل الرؤوس تخضع أجلالاً!.."(2)
ونصب أبو بكر للخلافة وبقولهم بإجماع المسلمين وهذا غير صحيح إذ أن الخلافة يجب أن تكون امتداد للنبوة وتكون بنص من الله سبحانه وتعالى إذ لا مجال لاختيار الأمة في تعيين الخليفة بل من الله سبحانه وتعالى كما في موسى وهارون وحتى موسى لن يختاره بل طلب من الله والله أختاره،وأن مسألة الإجماع في المسلمين حيث خالف الأنصار وبنو هاشم وعمار وسلمان والمقداد وأبو ذر وكثير من الصحابة.ومهما يكن فإن أمر الخلافة قد حسم وتسنم المنصب أبو بكر وتم تنحية صاحب الحق الشرعي أمير المؤمنين(ع) عنها بالرغم أن عامة المهاجرين وجل الأنصار كانوا لا يشكون أنه صاحب الأمر بعد رسول الله(ص).
وهذا ما كان في بيعة الغدير وتبليغ الرسول محمد(ص) لأمر الله سبحانه بتنصيب الوصي علي أمير للمؤمنين والذي كان مخالفة صريحة لله تبارك وتعالى ورسوله جملة وتفصيلا.
ولعل أهم الأسباب التي دفعت المسلمين إلى هذا الأمر الشنيع هو :
"1 ـ كراهة اجتماع النبوة والإمامة في بني هاشم فيبجحون قومهم بجحاً بجحاً،وهذا ما نوهنا عنه في مقالات سابقة والذي قاله عمر إلى أبن عباس لهو أكبر دليل على ذلك.
2 صغر الإمام علي(ع).
3 ـ حسد العرب عامة وقريش خاصة إياه،وتمالئهم عليه أي كرههم له لقتله ساداتهم وفرسانهم في سبيل الإسلام فبقيت نعرة الجاهلية الأولى لديهم ولم يخلصهم منها.
4 ـ أن علياً سيحملهم إذا ولي الأمر على المحجة البيضاء وأن كرهوا ـ والحق مر في الأذواق ـ وهذا ما صرح به عمر نفسه".(3)
وعندما أستقر الأمر لأبي بكر فلا بد من أخذ البيعة من الجميع وهذا شيء طبيعي في أمر كل ثورة أو انقلاب.فماذا يصنعون وقد أمتنع علي(ع)عن البيعة !أيهددونه وهو ذلك البطل الشجاع الذي جندل صناديدهم وقتل شجعانهم؟!أم يراوغونه وهو ذلك البصير بكل الأمور.ولكن لا بد من أخذ البيعة منه لكي تستب الأمور إليهم وماذا سيكون موقف الزهراء (ع)إذا حاولوا حمله على البيعة قسراً؟!وبالصحيح ماذا سيكون موقفهم إذا دافعت الزهراء عن زوجها وأبن عمها؟!هل سيتغافلون عن كل ذلك،أم ماذا؟!.
وهذا ما سوف نشرحه وبالتفصيل. ولنسلسل الأحداث ونبدأ بفدك ونتابع تسلسل الأحداث بعدها.
فــــدك :
---------
موقعها : فدك: قرية بالحجاز، بينها وبين المدينة يومان وقيل ثلاثة. أفاءها الله على رسوله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) في سنة سبع من الهجرة صلحاً فهي مما لم يوجف عليها بخيل ولا ركاب، فكانت خالصة لرسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم). فيها عين فوّارة ونخيل كثيرة.(4)
والظاهر أنها قرية كان يسكنها اليهود وقد أبوا الانضواء تحت راية الإسلام في بادئ الأمر ولكنهم عندما وجدوا أن المسلمين احتلوا خيبر بقيادة البطل المظفر علي بن أبي طالب(ع) رضخوا لحكم النبي(ص) دون قتال بعد أن قذف الله بهم الرعب عند ذلك النبي(ص)على نصفها وروي أنه صالحهم على كلها، وقد ملكها الرسول(ص)لأنها لم يوجف عليها بخيل ولا ركاب بإجماع المسلمين.وهو صريح في قوله تعالى {وَمَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَمَا أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلَا رِكَابٍ وَلَكِنَّ اللَّهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}.(5)
وقيمتها المادية وحسب الروايات كانت تقدر ب (100,000درهم)وحسب ما قال الحموي(وفيها عين فوارة ونخل كثيرة)وأن عمر منع أبو بكر من ترك فدك للزهراء لضعف المالية العامة مع احتياجها للتقوية لما يتهدد الموقف من حروب الردة وثورات العصاة.
ومن خلال هذا الطرح يتضح أن أرضاً مثل هذه ويستعان بمحاصيلها في تقوية الدولة كانت ولا بد ذات نتاج عظيم وقيمتها المادية عالية وكانت تدر وارداً عظيماً على صاحبها.
وهناك اختلاف في مقدار ما تنازل به اليهود للنبي(ص) ولكن أكثرها تجمع والراجح أنه النبي(ص)صالحهم على النصف من نخيلها وأرضها أي على (50,000 درهم) وأشترى عمر النصف الأخر عند توليه الخلافة. بعد أن أصبحت خالصة لرسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، أوحى الله سبحانه وتعالى لنبيه:(فآتِ ذا القربى حقّه) .(6) فجعل النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) فدكاً طعمة لفاطمة (عليها السلام) بأمر الله هذا. وقد تتابعت عليها الإحداث الآتية:
1 ـ كانت بيد فاطمة الزهراء (سلام الله عليها) من سنة سبع من الهجرة النبوية وخلال حياة النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وحتى تولى أبو بكر الخلافة تديرها بواسطة وكيل لها فيها، توزّع ثمارها وما تنتجه على فقراء المسلمين.
2 ـ لما تولى أبو بكر الخلافة سلبها من فاطمة الزهراء (عليها السلام) بحجة أنها فيء المسلمين.
3 ـ وهبها معاوية إلى مروان بن الحكم ليغيظ بذلك آل الرسول ـ ومعنى ذلك أنها لم تكن قطعة أرض وإنما معناها أكثر قيمة وأهمية منها.
4ـ وهبها مروان إلى ابنه عبد العزيز، فورثها ابنه عمر منه ولما ولي الأمر عمر بن عبد العزيز ردّ فدكاً إلى أبناء فاطمة وعلي (عليهما السلام).
وهنا نود أن ننوه ونذكر أنه رد ظلامة بني فاطمة وهذا ما صرح به عمر بن العزيز وهذا اعتراف بمظلومية الزهراء وهذا ما ورد في الذهبي والسيوطي.
وقد قال بالحرف الواحد ، وروي أنّه ردّها بغلاتها منذ ولي، فقيل له: "نقمت على أبي بكر وعمر فعلهما، فطعنت عليهما ونسبتهما إلى الظلم والغصب"، وقد اجتمع عنده في ذلك قريش ومشايخ أهل الشام من علماء السوء فقالوا لعمر بن عبد العزيز (هجنت فعل الشيخين؟!) فقال : "قد صحّ عندي وعندكم أنّ فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ادّعت فدك وكانت في يدها، وما كانت لتكذب على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) مع شهادة عليّ (عليه السلام) واُمّ أيمن واُمّ سلمة، وفاطمة عندي صادقة فيما تدعي، وإن لم تقم البينة ، وهي سيدة نساء أهل الجنة، فأنا اليوم أردها على ورثتها أتقرب بذلك إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وأرجو أن تكون فاطمة والحسن والحسين يشفعون لي في يوم القيامة، ولو كنت بدل أبي بكر، وادّعت فاطمة (عليها السلام)كنت أصدقها على دعواتها"، فسلمها إلى محمد بن علي الباقر (عليهما السلام)، وعبدالله بن الحسن فلم تزل في أيديهم. (7)
وروي مرفوعاً، أن عمر بن عبد العزيز لما استخلف قال: "أيها الناس إني قد رددت عليكم مظالمكم وأول ما أردّ منها ما كان في يدي قد رددت فدك على ولد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وولد علي بن أبي طالب (عليه السلام)، فكان أول من ردها"(8)
5 ـ لما ولي يزيد بن عبد الملك قبضها فلم تزل في أيدي بني أمية حتى ولي أبو العباس السفاح الخلافة.
6 ـ دفعها أبو العباس السفاح إلى ولد علي مرة ثانية إلى أن ولي الأمر المنصور.
7 ـ لما خرج بنو الحسن على المنصور قبض فدكاً منهم. فرجعت بيد بني العباس.
8 ـ لما استوي الأمر للمأمون ردّ فدكاً الى ابناء فاطمة و علي (عليهما السلام) بعد أن استوثق عنها من القضاة في.(9)
دولته وكتب لهم بذلك كتاباً فقام دعبل الشاعر وأنشد:
أصبح وجه الزمان قد ضحكا * * * بردّ مأمونٍ هاشمٍ فدكا.(10)
ومن هنا نلاحظ ان فدك كانت مثار جدل وشبهة وعلى مدى التاريخ ومن خلال تتبعنا للأحداث نلاحظ أنه تم الاستيلاء عليها بدافع الحقد والكره لأهل البيت والتي تعطي دليل واضح أنها اغتصبت وأخذت من صاحبها الشرعي وهي فاطمة الزهراء والتي نحلها أبيها نبينا الأكرم محمد (ص) والتي سنتابع ونثبت كيف أنها سلبت الزهراء(ع).
والقارئ عندما يقرأ حوادثها أشد ما يدعو للاستغراب هو قول أبو بكر عند في الجواب على احتجاج فاطمة(ع) : أن هذا المال لم يكن للنبي،وفي كلامه هذا مخالفة صريحة لما ذكره معظم المؤرخين والرواة في أنه أن النبي قد نحلها إلى بضعته الزهراء(ع) والذي ما كان ينحلها لولا أنه كانت قد ملكاً للنبي نصفها أو كلها ومخالفة لذكر القرآن الكريم في آية الحشر والتي تم ذكرها أعلاه.
والشيء المستغرب والذي يدعو للدهشة في قول أبو بكر عند احتجاج مع الزهراء روحي لها الفداء أنه يقول ـ أن الأنبياء لا يورثون ـ والإدعاء بأنه حديث للرسول (ص) قد حدث به ويقول ((نحن معاشر الأنبياء لا نورث))ولو رجعنا لكل كتب الخاصة والعامة من البخاري إلى الصحاح الستة لا نجد من يذكر مثل هذا الحديث ولا يتم التطرق إليه لا من بعيد ولا من قريب وحتى لم يذكره مسندهم الذين يعتمدون أبناء العامة وهو كعب الأحبار و(أبو هريرة)فلم يأتي بمثل هذا الحديث المفترى على الرسول(ص)،ولكنه الغدر والحقد الذي يكن في الصدور على أهل بيت النبوة.
الأدلة العقلية عل حق الزهراء في فدك
--------------------------------------
لما أجمع أبو بكر و عمر على منع فاطمة (ع) فدكا و بلغها ذلك لاثت خمارها على رأسها و اشتملت بجلباا و أقبلت في لمة من حفدا و نساء قومها تطأ ذيولها ماتخرم مشيتها مشية رسول الله(ص)حتى دخلت على أبي بكر وهو في حشد من المهاجرين والأنصار وغيرهم فنيطت دوا ملاءة فجلست ثم أنت أنة أجهش القوم لها بالبكاء فأرتج الس ثم أمهلت هنيئة حتى إذا سكن نشيج القوم وهدأت فورم افتتحت الكلام بحمد الله و الثناء عليه و الصلاة على رسوله فعاد القوم في بكائهم فلما أمسكوا عادت في كلامها ....وقد تعرضنا في مقالات سابقة عن هذه الخطبة ولهذا سوف نستعرض تلك الأدلة العقلية على حق الزهراء روحي في فدك وان رسول الله(ص)قد نحلها لها.(11)
فلا غرابة في عظمة الخطبة وبلاغتها، فهي صادرة عن سيدة النساء ، ابنة سيد البشر ، وزوجة سيد البلغاء بعد محمد (ص). فأذن هي قد تربت في حجر النبوة فكان معلمها الأول هو نبينا الأكرم محمد (ص) مدينة العلم والحكمة ومن ثم انتقلت وتزوجت من الأمام علي(ع) باب مدينة العلم والحكمة وسيد البلغاء وبالتالي تصبح خطبتها حاوية على كل المجاميع والبيانية والبلاغية وما تحتويه من جميل المعاني ، وعظيم الحكم ، وما تتضمنه من حسن البيان وبلاغة الكلام ، جديرة بأن تستجيب لها القلوب ، وتتفهمها الأفئدة قبل الألسن ولتكون حجة بالغة ودامغة على مدى التاريخ على غصب حقها في فدك والآن لنستعرض ما قالته في خطبتها إلى غصب حقها في فدك والتي نحلها أبيها في حياته وكيف تم المحاججة والاحتجاج وفق منطق وبلاغة عالية وهي تقول :
"ثم لم تلبثوا إلا ريث أن تسكن نفرا و يسلس قيادها ثم أخذتم تورون وقدا و يجون جمرا و تستجيبون لهتاف الشيطان الغوي و إطفاء أنوار الدين الجلي و إهمال سنن النبي الصفي تشربون حسوا في ارتغاء و تمشون لأهله و ولده في الخمرة و الضراء و يصير منكم على مثل حز المدى و وخز السنان في الحشا و أنتم الآن تزعمون أن لا إرث لنا أفحكم الجاهلية تبغون و من أحسن من الله حكما لقوم يوقنون أفلا تعلمون بلى قد تجلى لكم كالشمس الضاحية أني ابنته أيها المسلمون أ أغلب على إرثي يا ابن أبي قحافة أ في كتاب الله ترث أباك و لا أرث أبي لقد جئت شيئا فريا أ فعلى عمد تركتم كتاب الله و نبذتموه وراء ظهوركم إذ يقول وَ وَرِ َ ث سُليْمانُ داوُدَ و قال فيما اقتص من خبر يحيى بن زكريا إذ قال فهَبْ لِي مِنْ لدُنْكَ وَلِيا يَرِثُنِي وَ يَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقوبَ و قال وَ ُأوُلوا الْأرْحامِ بَعْضُهُمْ َأوْلى بِبَعْض فِي كِتابِ الّلهِ و قال يُوصِيُكمُ الّلهُ فِي أوْلادِكمْ لِلذَّكرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثيَيْنِ و قال إِن تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّةُ لِلْوالِدَيْنِ وَ الْأقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلى الْمُتَّقِينَ و زعمتم أن لا حظوة لي و لا إرث من أبي و لا رحم بيننا أ فخصكم الله بآية أخرج أبي منها أم هل تقولون إن أهل ملتين لا يتوارثان أ و لست أنا و أبي من أهل ملة واحدة أم أنتم أعلم بخصوص القرآن و عمومه من أبي و ابن عمي فدونكها مخطومة مرحولة تلقاك يوم حشرك فنعم الحكم الله و الزعيم محمد و الموعد القيامة و عند الساعة يخسر المبطلون و لا ينفعكم إذ تندمون و لكل نبأ مستقر و سوف تعلمون من يأتيه عذاب يخزيه و يحل عليه عذاب مقيم".
ويجمل بنا قبل ان نتصدى لبحث فدك من ناحية النحلة ان ننبه القارىء الى اننا عثرنا على نقاش رائع من حيث الفكرة والاسلوب حصل بين قاضي القضاة والشريف المرتضى ذكره ابن ابي الحديد (12) الاول : ينفي ان يورث الانبياء ، والثاني : يثبته .
يدلل الاول ـ على رأيه بأن ما ورد في القرآن لا يتضمن الا وراثة العلم والفضل .
ويبرهن الثاني ـ على ان الإرث يتضمن المال والعقار أو لا ، ومن ثم العلم والفضل من باب التجوز ؛ وان كلمة ميراث في اللغة ، وما يتصل بها من المشتقات تعني بميراث الأمور المعنوية من باب التجوز والاتساع ، وان الدلالة اذا دلت في بعض الألفاظ على معنى المجاز فلا يجب إن يقتصر عليه ، بل يجب إن نحمل معناها على الحقيقة التي هي الأصل اذا لم يمنع من ذلك مانع . وإذا فرضنا جدلا إن الميراث يقتصر على العلم والفضل ، الا يكون آل النبي ، بحكم ذلك الميراث ، أولى من غيرهم بالخلافة !
ذلك ما يتصل بموضوع فدك من ناحية الميراث .
اما ما يتصل به من ناحية النحلة فقد ذكرت السيدة فاطمة لأبي بكر .
ان رسول الله قد وهبها فدك . فطلب الخليفة منها البينة على ذلك ، فقدمت له عليا ، وأم أيمن ـ مربية الرسول ـ فلم يلتفت الى ذلك وبدا كالمتشكك في شهادة سيدة ، فم أين بأبي بكر إن يسمو بها عن التشكك.(13)
فليس من المتوقع ان تكذب السيدة فاطمة على أبيها بعد موته بعشرة أيام فقط ، وفي مسألة تافهة كفدك ، أو إن تكذب أم أيمن العجوز الجليلة التي رافقت الرسول من المهد الى اللحد ـ أم أيمن التي خرجت مهاجرة إلى رسول الله من مكة الى المدينة ، وهي ماشية وليس معها زاد ـ أم أيمن زوج زيد بن حارثة مولى النبي وأم أسامة بن زيد !! أو إن يكذب ابن ابي طالب !!
وهنا نضيف من المصدر أن الأمام علي (ع) يشكك في شهادته والذي قال له نبينا الأكرم محمد (ص) في حديثه الشريف ((علي مع الحق والحق مع علي يدور معه حيثما دار))(14) والذي هو الحق كله فكيف بمثل هذه الشخصية أن يشكك بها والتي قال رسول الله والذي {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى* إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى} .(15)
ولاندري كيف فات ابا بكر ان يتذكر ان الله قد انزل قرآنا في علي وفاطمة واذهب عنهما الرجس.
وقد كان المتوقع ان يكتفي الخليفة برواية فاطمة وحدها كما اكتفى أبوها قبل ذلك حين نازعه إعرابي في ناقة ادعى كل منهما أنها ناقته .
فشهد خزيمة بن ثابت للرسول فأجاز شهادته وجعلها شهادتين فسمى ذا الشهادتين ، ولكن موضوع السيدة فاطمة ـ مع هذا لا يحتاج إلى شهود ـ ذلك لأنها روت رواية عن أبيها ، كما روى أبو بكر رواية أخرى .
وان السيدة فاطمة لم تطلب منه البينة على ما ادعاه على الرغم من شكها في صحته ـ إما الشهود فموقعهم في الدعوى .
استمع الى قوله تعالى في سورة البقرة :« {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَاكْتُبُوهُ .. وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجَالِكُمْ فَإِنْ لَمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ.. }.(16)والحجة التي نستند إليها في أهمية شهادة فاطمة إن موقفها عند الرسول ـ من حيث صدقها ـ لا يقل ، على أسوأ الفروض ، عن موقع خزيمة بن ثابت .
ويصدق الشيء نفسه على أم أيمن ، وابن أبي طالب الذي لم يعرف عنه قط إلا إتباع الحق وقول الصدق.(17)
وقد حذر النبي المسلمين في ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له في حجة الوداع بقوله روحي ل الفداء أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب الناس يوم النحر فقال : يا أيها الناس أي يوم هذا قالوا يوم حرام قال فأي بلد هذا قالوا بلد حرام قال فأي شهر هذا قالوا شهر حرام قال فإن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهركم هذا فأعادها مرارا ثم رفع رأسه فقال اللهم هل بلغت اللهم هل بلغت قال ابن عباس رضي الله عنهما فوالذي نفسي بيده إنها لوصيته إلى أمته فليبلغ الشاهد الغائب : لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض!).(18)
وقد خففها البخاري في جزء آخر : فاستبدل لفظ ( كفاراً ) بلفظ ( ضلالاً ) ! !.(19)مع العلم في أجزاء قبلها مذكورة كفاراً وهذا هو الهوى الأموي عند البخاري في تحريف أحاديث وسيرة الرسول الأعظم محمد(ص).
المصادر التاريخية لمظلومية الزهراء(عليها السلام)
---------------------------------------------------
وفي هذه الفقرة سوف نناقش المصادر التاريخية لمظلومية الزهراء(عليها السلام)ومن المصادر والتاريخية والأدلة والتي لا يرقى إليها الشك عندهم أي من مصادرهم والتي سوف نبحثها بحسب العقل والمنطق لأننا في مذهبنا نحن أي شيء يعارض العقل والمنطق ولا يتطابق مع القرآن والسنة والنبوية نضربه عرض الحائط ولا نعمل وهذا هو ما ذكره أمامنا جعفر الصادق(ع) حول هذا الموضوع والذي يثبت إن مذهبنا الشيعي هو مذهب علم ومنطق يعتمد الحوار الموضوعي والعلمي وليس الانغلاق والتعصب والوقوف والعمل بأمور ومقالات حدثت منذ أكثر من 1400 سنة وعدم الحيود عنها وهي حتى هذه الأمور والمقالات والأفعال مشكوك في أمرها وفي صحتها إضافة ان المجتمع والحياة الإنسانية في تطور مستمر ومعقد تستوجب استخراج واستنباط الأحكام والتي تقع هذه الأعباء على فقهاؤنا وعلماؤنا الأجلاء لتوضيحها والعمل بها من باقي الموالين والذي هو يدخل في حكم الاجتهاد واستنباط الأحكام والتي يوجب على الموالي التقليد للمرجع ومعرفة أمام زمانه والتي هذه الأمور التي ذكرناها غير موجودة في المذاهب الباقية وهو محور الاختلاف الأساسي بيننا وبينهم والذي أثبت على صحة ما جاء به مذهبنا وأئمتنا في هذا المجال.
ولنرجع إلى محور موضوعنا ونناقشها بالتفصيل.
فهي نحلة من رسول الله لفاطمة(ع) وقد أشارت النصوص الصريحة إلى ذلك وهي كالتالي:
1ـ أخرج البزار وأبو يعلى وابن أبي حاتم وابن مردويه عن أبي سعيد الخدري، قال:[ لما نزلت هذه الآية {وَآتِ ذَا الْقُرْبَىحَقَّهُ}(20) دعا رسول الله(ص)فاطمة فأعطاها فدك].(21)
2ـ وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال: [لما نزلت {وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ} أقطع رسول الله(ص)فاطمة فدك].(22)
3ـ وأخرجها الطبراني، كما نقل ذلك عنه الهيثمي, قال: [قوله تعالى { وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ } عن أبي سعيد قال لما نزلت {وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ} دعا رسول الله(ص) فاطمة فأعطاها فدك. رواه الطبراني وفيه عطية العوفي وهو ضعيف متروك].(23)
3 ـ كلمات الزهراء(ع) وأمير المؤمنين(ع) تكشف أنّ فدك كانت نحلة وهبة من رسول الله لفاطمة ومن هذه الكلمات هي:
أ ) رسالة أمير المؤمنين علي(ع) إلى عثمان بن حنيف التي يقول فيها: {بلى كانت في أيدينا فدك من كل ما أظلته السماء فشحت عليها نفوس قوم و سخت عنها نفوس آخرين}.(24)
ففي هذا الكلام تصريح من أمير المؤمنين(ع) أن فدك كانت في أيديهم.
ب ) كلام الزهراء(ع) لعائشة بنت طلحة: حيث دخلت عليها عائشة يوماً فرأتها باكية فسألتها عن سبب بكائها، فأجابت الزهراء:{أسائلتي عن هنة حلّق بها الطائر، وحفي بها السائر و رفع إلى السماء أثراً، ورزئت في الأرض خبراً... تلك أنها عطية الرب الأعلى للنجي الأوفى. ولقد نحَلنيها للصبية السواغب من نجله ونسلي، وأنها ليعلم الله وشهادة أمينه، فإن انتزعا مني البلغة، و منعاني اللمظة...الخ}.(25)
وهنا كما هو واضح تبين الزهراء(ع) أن القوم انتزعا منها فدك مع كونها عطية ونحلة من الله تعالى لرسوله الكريم، الذي وهبها لابنته الزهراء(ع).
ج ) وكذلك خطاب الزهراء مع زوجها أمير المؤمنين(ع) والذي تقول فيه: {يا بن أبي طالب... هذا ابن أبي قحافة يبتزني نحيلة أبي و بلغة ابنيّ}.(26)
ورب سائل يسأل : هل كانت فدك ارث للزهراء عليها السلام أم أهداها النبي ص للزهراء (ع) قبل موته؟ ومن التحقيق أن فدك كانت نحلة من رسول الله (صلى الله عليه وآله) لأبنته فاطمة (عليها السلام) والنحلة في اللغة العربية تعني هبه وعطاء وهذا ما أشار إليه في احد الأسئلة عن النحلة قال الصادق عليهالسلام : في خبر زرارة (27) « إنما كان الناس على عهد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ينحلون ويهبون ، ولا ينبغي لمن أعطى لله شيئا أن يرجع فيه ، قال : وما لم يعط لله تعالى أو في الله تعالى ، فإنه يرجع فيه نحلة كانت أو هبة حيزت أو لم تحز ، ولا يرجع الرجل فيما يهب لامرأته ».
أي ان الرسول أهداها لفاطمة في حياته وبأمر من الله سبحانه وتعالى ولكن مطالبة الزهراء (عليها السلام) بفدك على إنها إرث كان تنزلاً مع القوم حيث رفضوا شهادة الشهود الذين شهدوا لها بأنها نحلة فصار أمر فدك عند القوم ملك لرسول الله (صلى الله عليه وآله), فكأن الزهراء (عليها السلام) تقول لهم: إذا لم تقبلوا كونها نحلة فهي إرث لي من رسول الله (صلى الله عليه وآله) فأجابوها بأن النبي لا يورث .
وأما النساء اللواتي لا يرثن من الأراضي فهن فقط الزوجات أما البنات فإنهن يرثن من الآباء حالهن حال الذكور وهذا ما منصوص في كتاب الله القرآن العظيم.
فأذن فد هي هبة من الرسول والهبة أي النحلة لايجوز استرجاعها أو ردها وهذا يمثل سابقة خطيرة في الإسلام وحتى تجاوز على الحضرة النبوة الشريفة في سلب حق ما يعطيه لأبنته أما في حالة الإرث ولكي نتماشى مع ما يطرحه المخالفون.فإن كل ما قاله أبو بكر في الأنبياء لايوروثون هو باطل في الأول والأخر وحتى عندما اعتبروها أرث فهو أيضاً باطل وطبقاً لما أوردناه ما أوردناه أنفاً.
الاستنتاج
أنه تم غصب حق الزهراء(ع) في فدك وأنها ظلمت باغتصاب نحلتها و حتى أرثها في فدك وهو حق نزل من السماء ووهبها لها أبوها الرسول محمد(ص) والذي لاينطق عن الهوى وأن كل يصدر منه من فعل أو قول هو مسدد من السماء ومن الله سبحانه وتعالى وأن حديث أبو بكر بأن الأنبياء لايوروثون هو حديث مختلق وغير صحيح وحتى قال أبو بكر : طوبى لمن مات في النأنأة : أي في أول الإسلام قبل تحرك الفتن.(28)
ولهذا فأن الشيخين ارتكبا أثمين كبيرين وهو أنه منع نحلة الرسول(ص) التي وهبها لأبنته فاطمة(ع) وهذا الأثم وهو أثم كبير ولايتم البراءة منه.
والإثم الثاني أنه منع حق الله في الإرث وعطل حدود الله ومعاملاته في مسألة إرث البنات وهنا لا أدري كيف يتم للشيخين التحلل منه عند مواجهة الله سبحانه حيث يكون خصميها الله ورسله وفاطمة وهنالك يخسر المبطلون ي كلا الإثمين!!!
وفي جزئنا سنكمل وبالتفصيل وبالمصادر والأدلة مراحل غصب حق الزهراء إن شاء الله إن كان لنا في العمر بقية.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصادر :
--------
1 ـ ذكرى الشيعة: 72، المعتبر 1: 344، منتهى المطلب 1: 466.
2 ـ فاطمة الزهراء والفاطميون عباس محمود العقاد.
3 ـ راجع الامامة والسياسة. راجع الكامل في التاريخ لابن الأثير مجلد 3 صفحة 24 آخر سيرة عمر من حوادث سنة 23، وراجع شرح النهج لعلامة المعتزلة ابن أبي الحديد مجلد 2، وأورده ابن أبي الحديد في أحوال عمر، وقد أخرجه الإمام أحمد بن أبي الطاهر في تاريخ بغداد بسنده عن ابن عباس، راجع كتابنا النظام السياسي في الإسلام صفحة 141 - 142
4- فتوح البلدان، البلاذري: 45 ـ 46، معجم البلدان، الحموي: 4 / 240.
5 ـ [الحشر:6]
6 ـ [الروم : 38 ]
7 ـ صحيح البخاري: 5 / 26 و 36، السنن الكبرى البيهقي: 7 / 64 و 10 / 201، المستدرك على الصحيحين، الحاكم: 3 / 158، كنز العمال، الهندي: 2 / 108 ح 34222 و 24223، اتحاف السادة المتقين، الزبيدي: 6 / 244 وج 7 / 281، فتح الباري، ابن حجر: 7 / 78 و 105، مشكاة المصابيح، التبريزي: 3 / 1732 ح 6130، شرح السنة، البغوي: 14 / 158 (نشر المكتب الإسلامي)، فضائل الصحابة، أحمد بن حنبل: 2 / 755 ح 1324، شرح نهج البلاغة، ابن أبي الحديد: 16 / 273.
8 ـ السقيفة وفدك، الجوهري: 145 ـ 146..
9 ـ معجم البلدان 4 / 238 ـ ..
10 ـ راجع معجم البلدان 4: 238، الكشاف للزمخشري: 2/ 661 تفسير فتح القدير للشوكاني 3: 224
11 ـ هذه بعض مصادر الخطبة ويوجد منها الكثير : المسعودي في ( مروج الذهب ) يشير إلى هذه الخطبة .الطبرسي في كتاب ( الاحتجاج ) .أحمد بن أبي طاهر في كتاب ( بلاغات النساء ). لسيد المرتضى علم الهدى ، المتوفّي 436 في كتاب ( الشافي ) يروي هذه الخطبة بإسناده عن عروة عن عائشة .السيد ابن طاووس في كتاب ( الطرائف ) بإسناده عن الزهري عن عائشة .الشيخ الصدوق بإسناده عن زينب بنت عليّ (عليه السلام) . وقد روى الخطبة عن عمر بن شبّة ، وهذا أيضاً وثّقه الدارقطني ، وابن أبي حاتم ، والخطيب وغيرهم كما في تهذيب التهذيب : ، نقل ما قالوه فيه أيضاً ، وذكرنا انّ وفاته كانت في جمادى الآخرة سنة ه ، فيعدّ هو أول من وصلت إلينا الخطبة من طريقه في التراث السني ، ومن بعده يأتي ابن طيفور ( ت ه ) فقد رواها في بلاغات النساء : .
12 ـ شرح نهج البلاغة 4 / 78 ـ 103 .
13 ـ عبد الفتاح عبد المقصود « الامام علي بن ابي طالب » 1 / 216 .
14 ـ تاريخ بغداد 14/322 .تاريخ دمشق 42/449 . فرائد السمطين 1/177 برقم : 139 . وهو حديث مسند ومن قبل الجميع.
15 ـ [النجم : 3،4].
16 ـ [البقرة : 282] .
17 ـ كتاب علي (ع) ومناوئوه ص 55،56 بقلم عبد الهادي مسعود.
18 ـ وقد روت أخبار هذا التحذير النبوي مصادر الجميع في حجة الوداع ففي صحيح البخاري :1/ 38 وفي : 2/ 191 .وقد عقد ابن ماجة في سننه: 2/1300 : باباً بعنوان : باب لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض.
19 ـ راجع هذا التحوير في صحيح البخاري : 5/ 126.
20 ـ [الإسراء: 26]
21 ـ الشوكاني: فتح القدير، ج3 ص224, الناشر: عالم الكتب ـ بيروت.
22 ـ المصدر نفسه، ج3 ص224. . الدر المنثور في ذيل آية من سورة الإسراء ، وميزان الاعتدال،ج ، ص ، وكنز العمال ، ج ، ص158
23 ـ الهيثمي: مجمع الزوائد، ج 7 ص49. الناشر: دار الكتب العلمية، بيروت ـ لبنان.
24 ـ نهج البلاغة: تحقيق محمد عبدة، ج3ص71, الناشر: دار الذخائر, قم ـ إيران.
25 ـ الطوسي، الأمالي، ص204, الناشر: دار الثقافة للطباعة والنشر والتوزيع ـ قم.
26 ـ الطبرسي: الاحتجاج، ج1 ص145, الناشر: دار النعمان للطباعة والنشرـ النجف الأشرف.
27 ـ الوسائل ـ الباب ـ ـ من أبواب أحكام الهبات الحديث ـ .
28 ـ تاريخ الخلفاء ، السيوطي 98 .
https://telegram.me/buratha