بقلم السيد محمد الطالقاني
ان الشريعة الاسلامية حددت الموقف والتحرك السياسي لنا وفق اطر خاصة ,حيث رسم القران الكريم اتجاه هذه الحركة ووضع الخطوط العامة للسلوك السياسي وفق مايلي:
1- الطاعة الخالصة والوفاء المطلق لله تعالى
2- الالتزام بحدود اله تعالى .
3- اطاعة اولياء الله تعالى
وعلى هذا الاساس رفض القران الكريم الحالة الحزبية في الاسلام اذا كانت متبنيات الحزب تبتني على اساس دستور الحزب وقوانينه التي تبتعد عن حدود الطاعة لله تعالى .
فقد جاء في الاية 165 من سورة البقرة : وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللّهِ أَندَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللّهِ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبّاً لِّلّه.
فهنا القران الكريم يرفض حالة الصنمية التي تمارسها الاحزاب والحركات السياسية من خلال تمجيد القائد الواحد .واعتبر ذلك بمثابة الشرك بالله تعالى من خلال اتخاذ اصنامهم اندادا مع الله تعالى .
لذلك يجب ان يكون التحرك السياسي هدفه هو رضوان الله تعالى وابتغاء وجه الكريم ليضفي عليه الشرعية الدينية .
فاذا تم تحديد الهدف هو ارضاء الباري عزوجل فسوف يكون تحرك تلك الحركة او الحزب بمستوى حدود الشريعة الالهية .وهذا مااكد عليه القران الكريم بقوله تعالى قي الاية 112 من سور التوبة وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللّهِ.
وعليه سوف تكون الطاعة خالصة لله تعالى وهي طاعة مطلقة تنطلق من الايمان بان اله تعالى هو اعلم بحقائق الامور، وهو احكم الحاكمين، وارحم الراحمين، وخير الناظرين.
ومن الطبيعي ان نعرف ان الطاعة تتدرج من الطاعة لله تعالى، ثم الطاعة لرسوله (ص) ثم الطاعة للائمة الاطهار(ع) وهذه الطاعة تنطلق من الايمان بعصمتهم وصوابهم المطلق في الابلاغ عن الله تعالى، وفي تشخيص الحقائق واتخاذ المواقف.
وبعد ذلك الطاعة لأولياء الامور واصحاب النيابة الشرعية عن الائمة الاطهار(ع)، وهم الفقهاء العدول الذين يتصدون للعمل السياسي والاجتماعي ويتصفون بالخبرة والكفاءة فيه، كما هو ثابت في مذهب اهل البيت(ع).وهذه الطاعة لا تنطلق من الايمان بتوفر العصمة عند هذه القيادة وانما تنطلق من الثقة العالية بعلمهم وعدالتهم وكفاءتهم من ناحية، واعتبارهم ينوبون في موقع الامامة والولاية عن الائمة الاطهار(ع) وهذا هو ما اكده النص الشريف المروي عن صاحب العصر الامام المهدي(ع): (اما الحوادث الواقعة فارجعوا فيها الى رواة حديثنا فانهم حجتي عليكم وانا حجة الله)
وعلى هذا الاساس اذا التزمنا بكل هذه الثوابت فنستحق ان يطلق على خطنا بخط المرجعية الرشيدة ونعتبر نحن انصار ذلك الخط.
وعليه سوف يكون عمل الحزب او الحركة محدودا في اطار ما تقرره الولاية الشرعية.كما ان حرية التعبير عن الرأي في المجال السياسي يجب ممارستها في الاطار نفسه لا في خارجه
وعليه عندما ننتمي الى الله تعالى في ولائنا، واهدافنا، وطاعتنا، وحدود حركتنا.والقرب من الله، وتحقيق حكم الله، والتزام حدود الله، وطاعة اولياء الله، هنا سوف يتحدد مسار حركتنا، و الاصل الذي نؤسس في ضوئه مواقفنا، وما سوى ذلك فهي أمور فرعية.
https://telegram.me/buratha